فى شرم الشيخ.. بمركز المؤتمرات الضخم، حيث عقد منتدى شباب العالم، التقيت أعدادا متنوعة من الشباب، من أفريقيا وأمريكا الشمالية واللاتينية، وآسيا وأوروبا وأستراليا،تعرفت على بعضهم وتبادلنا حوارات قصيرة، وأيضا تفرجت على عروض الشباب ورقصاتهم فى أروقة المنتدى. شاهدت سعادتهم وهم يفتخرون برفع أعلام بلادهم، ويحرصون على ارتداء ملابسهم الوطنية، يغنون أغانيهم. الوفود تتقابل سواء فى المنتدى أو فى مقرات الإقامة، فرصة لإقامة حوارات متنوعة، ولقاءات ثنائية وجماعية، وفرصة لتبادل المعارف والثقافات، وليختلط شبابنا بغيرهم والعكس، تنطلق الألحان والأغانى المصرية، ولمحت انبهارا بصوت أم كلثوم فى الافتتاح. وهى فرصة لنا وللصحفيين والإعلاميين بأن يتعرفوا على هؤلاء الشباب، ويستمعوا إليهم وهو ما تم بالفعل.
ومن اللافت أن بعض الشباب الذين تعرفت عليهم تابعت حساباتهم على فيس بوك وإنستجرام وتويتر، ووجدت كيف نشروا مئات الصور والفيديوهات من مصر ومعالمها السياحية، وحجم الدهشة والإعجاب بهذا التنوع فى المعالم المصرية، بدا الأمر ولو بشكل غير مباشر دعاية سياحية لا تقدر بثمن ووجدت إجابة على أسئلة حول جدوى منتدى بهذا الشكل أو تكلفة استضافة كل هذه الأعداد من الأجانب. لاحظت أن الضيوف والمشاركين بعضهم نجوم فى بلادهم، أو مؤثرين على مواقع التواصل، ومنهم بالطبع شباب عادى أو منتمون إلى منظمات كبرى، شباب وشابات يعملون فى الأمم المتحدة أو البنك الدولى أو معلمون فى مدارس ومبرمجون وفنانون ورسامون وأطباء وطلاب ومحامون ومحاسبون. ومنهم شباب عادى سجل بنفسه فى المنتدى وحصل على فرصة الحضور.
كل هؤلاء حملوا إلينا صورا وأعلاما وأغانى من بلادهم، وحملوا إلى بلادهم صورا وحكايات وذكريات عن مصر، ووجدت بالفعل انبهارا وإعجابا بمعالم مصر، فتاة لاتينية تعمل فى البنك الدولى بالولايات المتحدة تنشر لنفسها صورا بين جبلين فى سيناء وتكتب بحروف إنجليزية كلمة «مستحيل MUSTAHEEL» ونشرت صورا وفيديوهات فى قصصها على فيس بوك، فى الأهرام ومعالم مصر وفى رحلة سفارى بسيناء، وفتاة أخرى من جواتيمالا كانت تتجه للقاهرة لتسافر مساء إلى نيويورك وقالت لى أتمنى أن أستطيع زيارة الهرم. وتحدثت كيف تغيرت تصوراتها عن مصر، وأن هناك بعض المعلومات الناقصة أو المغلوطة حتى فيما يتعلق بالاقتصاد، هى تعمل فى منظمة اقتصادية دولية وتتابع بعض التقارير الإعلامية عن مصر.
لفت نظرى أن أعدادا من الشباب الأجانب اعترفوا بأنهم لم يكونوا يعرفون كثيرا عن معالمنا السياحية، وبعضهم كرر أنه يتلقى معلومات خاطئة، وهو ما طرح سؤالا: هل نحن غير قادرين على تقديم أنفسنا وكنوزنا السياحية بشكل صحيح؟ طبعا، ولعل تكرار المنتديات الثقافية ولو بأعداد أقل تمثل نوعا من الدعاية غير المباشرة، لا تتكلف نصف تكلفة الإعلانات المباشرة، وعائدها أضعاف الإعلان المباشر.
بالمناسبة فإن مركز المؤتمرات وحجم التوسعات، سنويا هناك قاعة أو مسرح جديد، وفى قاعة الافتتاح والختام كانت مصممة لاستيعاب 7 آلاف، وهو رقم ضخم، والأمر هنا ليس لمجرد الافتخار، لكن المكان بالفعل أصبح جاذبا للعديد من المؤتمرات، ونظن أن هناك حاجة لأن يتم التسويق لهذا المكان ثقافيا وسياحيا، لأنه يمكن أن يجعل شرم الشيخ للمزيد من أنشطة سياحة المؤتمرات. شرم الشيخ مدينة سياحية بها مطار، وطرق جيدة وفنادق تسع عشرات الآلاف. وهى منتجع سياحى، مناسب لكل الأنشطة.
كل هذه الصور تقدم إجابة عن أهداف وأسباب عقد منتدى شباب العالم، وفى شرم الشيخ كان التنوع والرسائل التى يحملها الزوار عن مصر وهى دعاية بملايين، إذا أحسن استغلالها، فالدعاية التى يقدمها المواطنون العاديون مهمة لأنها تنتشر بين الناس والطبقات الوسطى فى بلادهم، وتعود علينا بعوائد كبيرة، ربما يجب أن يستوعب المسؤولين عن التسويق السياحى هذه الأفكار.