تزدحم سماء منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالطائرات ذاتية القيادة "درون" ما يزيد من مخاطر تصعيد التوترات فى المنطقة التى تتداخل فيها عدد من القضايا والصراعات المسلحة.
تشهد منطقة شمال افريقيا وتحديدا فى الجارة الشقيقة ليبيا حالة من الغليان والغضب بسبب التدخلات التركية المباشرة فى الشأن الداخلى وتقديم الدعم للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية داخل العاصمة طرابلس، وذلك بتوفير الدعم اللوجيستى من تقديم مدرعات تركية وطائرات بدون طيار مسيرة تسببت فى استهداف أبرز قادة الجيش الليبى.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط خلال العام الجارى موجة عنيفة من الهجمات عبر طائرات ذاتية القيادة أطلقها حلفاء لأطراف إقليمية ودولية فى المنطقة، ومع تزايد تلك الضربات باتت التخوفات كبيرة من خطير التصعيد.
وعملت المزايا التي تتمتع بها الطائرة دون طيار وحجمها الصغير، بما يكفى لتفادى أنظمة الدفاع الجوى، على الاستعانة بها وسط حملات الضغط القصوى التى تمارسها أطراف إقليمية ودولية.
خطورة طائرات "الدرون" كبيرة للغاية خاصة مع استخدامها بواسطة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي ترى أنها السلاح الأنجع والأرخص لتحقيق أهدافها كونها لا تتطلب تكاليف مالية مرتفعة، كما أن تشغيلها لا يتطلب تدخل العنصر البشرى، وتتولى تنفيذ عملياتها والمهمات المسندة إليها بمنتهى الدقة، إضافة إلى أنه لا يمكن صدها وايقافها أو منعها بأسلحة الصيد العسكرية التقليدية.
ومن أبرز العمليات التى تم استخدام الطائرة المسيرة بدون طيار "درون" عملية اغتيال أحد أبرز قادة الجيش الوطني الليبي وهو العميد عبد الوهاب مقري قائد اللواء التاسع مشاة ترهونة، وعملية اغتيال نائب رئيس أركان الجيش اليمنى، فضلا عن استخدامها لاستهداف تمركزات ومواقع مختلفة للقوات المساندة للجيش السورى فى دمشق، فضلا عن لجوء تل أبيب مؤخرا لاستخدام تلك الطائرات فى اختراق الأجواء اللبنانية واستهداف مواقع جنوب البلاد.
ووفق ما ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن قيمة صناعة "الدرونز" فى مختلف دول العالم تبلغ حاليا 127 مليار دولار، مضيفة أن هذه الصناعة ستغير طريقة عيش البشر من خلال دخولها عدد من المجالات.
التطورات المتسارعة التى يشهدها عالم "الدرونز"، إلى جانب تكلفتها المنخفضة وسهولة استخدامها، قد تدفع جيوش بلدان العالم إلى استخدامها فى العمليات العسكرية والمهمات الحربية.
وتخطت الولايات المتحدة وحدها 4.5 مليار دولار فى برنامجها الخاص بالطائرات بدون طيار فى عام 2017، كما تستثمر الهند وكوريا مليارات الدولارات أيضا.
ويشير مراقبون إلى أن الدرونز قادرة على القيام بمهمات دفاعية واستطلاعية وهجومية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة