مرج دابق، قرية تقع شمال غرب سوريا، وتحديدا، تبعد عن شمال حلب مسافة 45 كيلو متر، و15 كيلو مترا فقط جنوب الحدود التركية، وهى القرية التى شهدت المعركة الشهيرة «مرج دابق» سنة 1516 بين الجيش المملوكى، بقيادة السلطان قنصوة الغورى، والجيش العثمانى بقيادة القاتل السفاح، سليم الأول، واستطاع بالخيانة وشراء الولاءات، أن ينتصر، على المماليك، وهى المعركة التى مهدت الطريق تماما لاحتلال القاهرة.
ومرج دابق، القرية التى تحمل نفس الاسم حتى الآن، تمثل موقعا جغرافيا استراتيجيا، كونها تقع على الطريـق البـرى الأكثر عبـورا بين تركيا وأوروبا من ناحية، وبلاد الشـام ومصر وبلاد الرافدين من ناحية ثانية، لذلك كانت مثار اهتمام بالغ من رجب طيب أردوغان، ومحاولة السيطرة عليها، خاصة بعد اندلاع ما يسمى زورًا وبهتانًا «ثورات الربيع العربى» ورسم خطته فى البداية، على تجنيد الجماعات والتنظيمات الإرهابية، داعش وجبهة النصرة، وتوفير الدعم والغطاء الأمنى لهما، وهو ما كشفته تقارير استخباراتية، غربية، للتحكم فى بوصلتها، وهو جالس فى أنقرة.
ونشر موقع «نورديك مونيتور» السويدى، المتخصــص فـــى الشـؤون المخابراتيـــة، تقريرا مهما أشار فيه إلى أّن وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية ذكرت فى وثيقة سرية عام 2016، أن تركيا وقطر دعمتا داعش وجبهة النصرة، وأن هناك تنسيقا كبيرا بين المخابرات التركية والتنظيمات الإرهابية فى سوريا.
واحتوت الوثيقة على سرد مفصل لحالة المقاتلين الرئيسيين فى صفوف جبهة النصرة وداعش، عددهم وعتادهم، كما تضمنت شرح موثق فى كيفية تقديم المخابرات التركية كل أنواع الدعم لهم، من خلال شبكة قوية تستطيع المحافظة على تأمين وتوصيل الإمدادات والذخيرة وتدفقات الأسلحة.
ولفتت الوثيقة إلى نقظة مهمة، وهى أن داعش استخدمت الأراضى التركية كقاعدة استراتيجية لتدريب عناصره، وتوفير غطاء الحماية والأمن والأمان لهم، علاوة على الاجتماعات الدورية التى كانت تُعقد بين عناصر من جهاز المخابرات التركية، وقيادات التنظيم الإرهابى، وفى كل اجتماع كان ينقل الضباط الأتراك، توصيات، رجب طيب أردوغان، للتنظيم.
لكن اللافت فى الوثيقة التى نشرها موقع «نورديك مونيتور» السويدى، هو خارطة الانتشار الجغرافى لداعش فى الشمال السورى والذى كان بتوجيه وترتيب ومتابعة تركية دقيقة، ومنها قرية «مرج دابق».
وبعد انهيار التنظيمات الإرهابية فى سوريا، وبالأخص تنظيم داعش، قرر رجب طيب أردوغان احتلال شمال سوريا، والسيطرة على «مرج دابق» نقطة انطلاق سليم الأول نحو القاهرة، ثم بدأ الاحتكاك بمصر فى منطقة شرق المتوسط، ومنازعاتها فى ثرواتها من الغاز، وذلك بتوقيع اتفاق غير قانونى مع فايز السراج، ثم بدأ يتحدث خلال الساعات القليلة الماضية، عن خطة الدفع بقواته إلى ليبيا، وكلها محاولات علنية لإعادة الاحتلال العثمانى للدول العربية، بدأ بسوريا، ثم فى الخطة، ليبيا ومصر بالخليج، وهى نفس الخطة التى رسمها «سليم الأول» لاحتلال سوريا وليبيا ومصر والخليج، بنفس الترتيب.
نعم، احتلال أردوغان الشمال السورى، هدفه إعادة ما يسمى إرث أجداده العثمانيين، أو جغرافية تركيا القديمة، التى انطلقت من قرية «مرج دابق» منذ 5 قرون، لذلك يحاول إعادة التاريخ قبل 500 سنة، ويخضع كل المناطق الجغرافية التى سيطر عليها السفاح «سليم الأول» لسلطانه، ويصبح سلطانًا للمسلمين.
لذلك من يرى أن هذا السيناريو هزلى، ويشكك فيه، فهو حر، لكن أردوغان يعتبره مشروع حياة أو موت، ولابد من إقراره واقعيًا على الأرض، لذلك احتل «مرج دابق» ووقع اتفاقًا مع فايز السراج لاحتلال ليبيا، ولا يتبقى له سوى القاهرة، ثم الخليج..!
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
لم يشوف حلمه ودنه
لو استطاع هذا الاردوغان رؤيه حلمه ودنه يمكنه وقتها احتلال مصر .