يعرف المخرج السينمائى المصرى الراحل صلاح أبوسيف، الفيلم بأنه:
«قصة تحكى على جمهور فى سلسلة من الصور المتحركة».
ويمكن تمييز ثلاثة عناصر فى هذا التعريف:
القصة: وهى ما يحكى.
الجمهور: وهو من تحكى له القصة.
وأخيرا سلسلة الصور المتحركة: وهى الوسيلة التى تنقل بها القصة إلى الجمهور.
ونعود لنفهم كيف يكون «المخرج» هو حاكى القصة الأصيل فى الفيلم السينمائى..
حينما يؤلف السيناريست سيناريو الفيلم« قصة وسيناريو وحوار»، فقد ألف نصا مكتوبا واضحا ويطلق عليه TEXT، وهو هنا أنهى مهمته.. ولكن لن يرى هذا النص النور أبدا.. إلا إذا قام المخرج بتجسيدة على شاشة السينما!
والسيناريو ليس بمثابة النص الروائى الذى قد يعرض على الناس
لقراءته والاستمتاع به.. فلا متعة للقارى العادى فى قراءته على الإطلاق
نظرا لطريقته وأسلوب كتابتة الخالية من عناصر جذب الكاتب الروائى.. واستخدامة للعديد من المصطلحات الفنية والتقنية.
ولذا فعندما يشرع المخرج فى تنفيذ هذا السيناريو وإخراجه للنور، فإنه فى المقام الأول لا يتعامل مع الـTEXT، وإنما هو ينفذ ما رآه بين تلك السطور وهو ما يسمى بالـ SUB TEXT، أى ما وراء النص.. أى باختصار شديد هو ينفذ «رؤية المخرج» الخاصة والخالصة المستنبطة من بين سطور هذا النص.
ولذا فهو لا يحكى نص السيناريست كما هو.. وهو ما يجعل المخرج
الحاكى الأوحد والأصيل للفيلم السينمائى.
ببساطة.. لأن ما يراه الناس على الشاشة، هو وجهة نظر هذا المخرج للقصة وليس قصة الكاتب فى المقام الأول!
ولذا أقول إن المخرج «حكواتى»، ولذا فهناك «حكواتى» شيق ممتاز.. وهناك «حكواتى» منفر ضعيف!
هكذا أصف نفسى «بالحكواتى» وأراها هى الكلمة الأنسب لمعبودتى التى أعشقها وأجلها.
وأعود لاشرح تفسير الكاتب الروسى حينما قال إن للفيلم السينمائى 3 عناصر أساسية للحكى، وقد فصلها إلى: الكاتب.. المخرج.. وأخيرا.. المونتير.
هذا صحيخ.. فالكاتب وضع أساس القصة من شخصيات وأحداث، والمخرج وضع وجهة نظره لتلك الشخصيات والأحداث، ثم جاء المونتير ليعيد ترتيبها فى سردها النهائى، ليضع خيال كل من المخرج والكاتب- معا- على أرض الواقع، مما تيسر له من مادة مصورة موجودة بالفعل..
تلك المادة المصورة التى سواء أصاب فيها أو أخطأ كل من الكاتب والمخرج فى توصيل فكرهم للمشاهد.. فما قد تخيلة الاثنان الآن.. هو قيد المادة المصورة النهائية لدى المونتير، وهى الفيصل النهائى.. لحكى القصة فى شكلها النهائى!
● ● ●
ومن العجيب أن يتساءل الكثيرون عن دور المخرج، بعيدا عن غضبه المستمر وصوته العالى.. وأنه رب العمل والقائد والمدير وصاحب الكلمة العليا.. وفوق كل ذلك.. حبيب البطلة.. وكل الإكليشهات المشهورة عن المخرج!
باختصار.. كل وظائف الفيلم السينمائى تجدها ملموسه وممثلة أمامك بشكل واضح وصريح، إلا المخرج!
الممثل .. أمامك يمثل.. الموسيقى التصويريه.. فى أذنك تسمعها.. التصوير.. أنت ترى الإضاءة وحركة الكاميرا باستمرار.. الملابس.. الماكياج..... إلخ.
ولكن أين المخرج؟!
وأعود وأكرر أنه بدون وجهة نظر المخرج فى المقام الأول.. ما كان لكل هؤلاء أن يعملوا.
لماذا اختار الممثل أن يقوم بالدور بتلك الطريقه دون الأخرى؟
وجهة نظر المخرج.
لماذا الموسيقى التصويرية كانت مؤلفة بهذا التوجه أو الشكل الموسيقى؟
وجهة نظر المخرج.
لماذا كانت الصورة ملونة أو قاتمة أو ناصعة بهذا الشكل؟
وجهة نظر المخرج.
وهكذا.. فبدون وجهة نظر المخرج عن النص وما بين سطور هذا النص
ما كان لكل هؤلاء المبدعين أن يقتنعوا ويضيفوا من روحهم لإثراء وجهة نظر هذا المخرج!
وذلك يحدث بعد رحلة طويلة ومنهكة من المعاناة.. من النقاش والجدل والاقتناع مع هذا المخرج.. ووجهة نظره.. من فريق عمله!
● ● ●
ولذا أؤكد للجميع وللتاريخ ولكل الإعلام والأفلام التى أظهرت المخرج بهذه الصورة الذهنية المهينة، أن المخرج «حكواتى» أصيل بارع.. له وجهة نظر، وصاحب قرار إبداعى من الدرجة الأولى، وهو لا ينقل النص المكتوب مثل مباراة كرة القدم، وإنما هو صاحب قضية واضحة ذات معنى ومغزى
أساسها مخاطبة فكر وعقل المشاهد، والتاريخ الإنسانى فى ذهنه دائما، وهو ضميره الحى الذى يحث عقله وخياله وثقافته وكل حواسه تجاه وعى إنسانى من الدرجة الأولى.
واهتمام «الحكواتى» ينصب فى عاملين مهمين..
أولا: أن يحكى قصته.
ثانيا: أن ينتفع ويستمتع بها الناس.
● ● ●
هوامش
معانى كلمات من المعجم
المَخْرَجُ (عند القُرّاء والصرفِيين): موضع خُروج الحرْف وظُهوره وتمييزه من غيرهِ بوسَاطة الصَّوت.
المَخْرَجُ (فى علم الأصوات): نقطةٌ فى مَجْرى الهَواء، يَلْتَقى عندها عُضْوان من أَعضاء النُّطق التقاءً مُحْكمًا مع بعض الأَصْواتِ وغيْرَ مُحْكمٍ مع أصَواتٍ أُخرى.
المَخْرَجُ (عند قدماء الحُسّاب): ما يُقابل المقام عند مُحْدَثِيهم.
المَخْرَجُ: (الطبيعة والفيزياء) مَنْفَس، فتحة جانبيّة تسمح بخروج الأبخرة أو الغازات وتساعد على توازن الضَّغط فى داخل الأنابيب أو الأجهزة.
المُخْرِج: الذى يظهر العمل المسرحى أو الرِّوائى بوسائله الفنّيّة على المسرح أو على الشَّاشة.
الإخراج فى أبسط صورة هو: إدارة للعمل الفنى أياً كان نوعه يمثله شخص مسؤول مسؤولية شبه مطلقة عن المنتج النهائى، وفى حالة الإخراج السينمائى يكون المنتج هو الفيلم، حيث يتوقع المخرج كيف سيبدو وكيف سيظهر الشكل النهائى له من واقع خبرة مسبقة أو دراسة لهذا المجال، ويقوم بعمل الفيلم بمساعدة طاقم العمل.
A director is a person from a group of managers who leads or supervises a particular area of a company.[1] Companies that use this term often have many directors spread throughout different business functions or roles (e.g. director of human resources).[2] The director usually reports directly to a vice president or to the CEO directly in order to let them know the progress of the organization
A film director is a person who directs the making of a film. A film director controls a film’s artistic and dramatic aspects and visualizes the screenplay (or script) while guiding the technical crew and actors in the fulfilment of that vision. The director has a key role in choosing the cast members, production design, and the creative aspects of filmmaking.[1] Under European Union law, the director is viewed as the author of the film.[2]
The film director gives direction to the cast and crew and creates an overall vision through which a film eventually becomes realized, or noticed. Directors need to be able to mediate differences in creative visions and stay within the budget.
There are many pathways to becoming a film director. Some film directors started as screenwriters, cinematographers, producers, film editors or actors. Other film directors have attended a film school. Directors use different approaches. Some outline a general plotline and let the actors improvise dialogue, while others control every aspect, and demand that the actors and crew follow instructions precisely. Some directors also write their own screenplays or collaborate on screenplays with long-standing writing partners. Some directors edit or appear in their films, or compose the music score for their films
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة