خالد ناجح

مقاتلون من أجل مصر

الإثنين، 23 ديسمبر 2019 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاهد تليفزيونية وصور ومقالات ومواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى، كلها  أدوات تستخدم فى الإعلام إما تدعيمًا للحق وبناء الأوطان، أو تختلق الشائعات وتهدم الأسرة والمؤسسات والمجتمع والدول، فهى تستخدم فى كلتا الحالتين وهنا ينقسم الإعلام والإعلاميون لفريقين؛ إما مع الدولة والبناء أو الشائعات والهدم باستخدام برامج صناعة الخدع المصورة وهى كثيرة جداً، ونحن في مصر لا نعلم منها سوى برنامج After Effects، لكن هناك نحو 20 برنامجًا ربما هى أقوى من البرنامج المعروف فى مصر، وبالطبع ليس هنا المقصود النقد البناء مهما بلغت قسوته الذى يقوم على تصويب الخطأ والمقصود منه الوصول لأعلى حالات الكمال الممكنة.
 
ومن هنا لابد أن نشير إلى أن صناعة الأساطير والقوة تأتى من الإعلام الذى قد يصنع صورة ذهنية لقوة ما بالمبالغة لما هو موجود على الواقع، أو التشكيك فيما هو موجود على أرض الواقع، وهنا لابد أن نرجع إلى تجربة الولايات المتحدة الأمريكية فى تعاملها واستخدامها الإعلام بعد هزيمتها فى فيتنام.
 
استخدمت أمريكا هذه الأدوات كما يتردد فى تصوير صعود القمر بصناعة مشاهد تم تصويرها في استديوهات هوليود وكان المقصود صناعة الأسطورة عن أمريكا وما وصلت إليه وتكوين صورة ذهنية معينة يتم الترويج لها والإلحاح عليها.
 
استخدام الإعلام فى قلب الحقائق أو دحرها ظهر فى تعامل الإعلام الأمريكى مع حرب فيتنام، وهى الحرب التى انهزم فيها الجيش الأمريكى فبدأ الإعلام بوسائله المختلفة مثل السينما في اختيار قصص ومعارك صغيرة تظهر وجهًا آخر للجيش الأمريكى خلال هذه الحرب، بالطبع هذه القصص لا تقول إن الجيش الأمريكى انتصر لكنها أيضًا لا تقول إنه مهزوم، بل تأتى بمعارك صغيرة وقصص خيالية وبعضها جزء منه واقعى مع تكبير الأحداث وعمل العديد من هذه الافلام والقصص ومع الإلحاح يشعر معها المشاهد بعظمة هؤلاء الجنود والاعتزاز بجيشه وبقدراته حتى مع الهزيمة وتحويل البعض لأبطال استطاعوا تحويل المهزوم لبطل.
 
ومرت سنوات عديدة وشاهد العالم العربى ظهور قناة الجزيرة وبدأت تحصل على حقوق وامتيازات لا تحصل عليها بعض القنوات الأوروبية أو حتى داخل أمريكا نفسها وبدأت خطابها المسموم وبدأت فى بناء صورة ذهنية لها أولًا ثم بنت شبكة مصالح مع البعض ثم تدخلت وتداخلت وتشابكت مع المجتمع العربى الذى تعرف عليها فى نقل احداث حرب أمريكا على العراق عام 1990 على الهواء مباشرة، وبعدها بدأت الجزيرة فى دس سمها فى العسل، وساندت ما يطلق عليه ثورات الربيع العربى بعد نجاحها فى تجنيد إعلاميين وما يطلق عليهم نشطاء كانت مهمتهم الترويج لأفكار من شأنها التظاهر والإضراب والخروج للشارع وانتشار الفوضى وصولًا لهدم الدولة.
 
ولابد أن نعترف بأن الجزيرة استطاعت أن تخدعنا فى مراحلها المختلفة وكانت مؤثرة جدًا لدرجة أنها كانت تصنع الأحداث إلى أن حدثت المعجزة من الشعب المصرى الذى رفض بفطرته الانسياق وراء هذه الدعوات ورفض الاستمرار فى اللعبة القذرة للجزيرة، وخرج فى 30 يونيو وتجمعت الملايين فى كل شوارع مصر وصورتها كاميرات الطائرات وبثتها على الهواء لكل العالم، وما تم نقله للعالم ليس العدد الحقيقى لأن ما حدث على أرض الواقع يفوق بكثير ما تم تصويره فى الشوارع والميادين فى المدن المصرية، عكس ما حدث فى 25 يناير التى انحصرت أحداثها فى ميدان التحرير فقط.
 
وهنا كشفت الجزيرة عن حقيقتها وبدأت سلسلة تزييف الواقع الذى تعيشه مصر بل وتمددت المنصات الإعلامية الكاذبة فى تركيا وبريطانيا بعد قطر.
 
الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظام 30 يونيو ومنذ اليوم الأول واجه حربًا شرسة من الإعلام المعادى وهذه الحرب لو تم توجيهها لأى دولة أخرى غير مصر لسقطت خلال أيام، لكن بفضل الله وفضل حب هذا الشعب للرئيس وتمسكه وإيمانه به لم تقع الدولة.
 
أدرك الرئيس السيسى منذ اختياره وتكليفه بالترشح لمنصب الرئيس أن هناك حربًا شرسة مع محور الشر قد بدأت بالفعل منذ ثورة 30 يونيو، ورغم دخوله الحرب مكرهًا إلا أنه مازال يقاتل بشراسة متمسكًا بإيمانه بوطنه وعقيدته التي لا تلين فى جعل مصر آمنة مستقرة وفى الوقت نفسه متقدمة ببناء المدن والمصانع وشق الطرق ودخول صناعات جديدة لم تكن مصر قادرة عليها مثل الصناعات الحربية الثقيلة، فأنتجت مصر أول فرقاطة بأيدى مصرية مع تسليح على أعلى مستوى بأحدث المعدات العالمية لحماية مقدرات الشعب المصرى ليحتل جيشها مكانة راقية وسط جيوش العالم الكبرى، وبدأنا نقدم خدمات صحية جيدة، كل ذلك يتم فى أثناء محاربة العناصر الإرهابية فى سيناء وعلى الحدود الصحراوية المترامية الأطراف، ومازال يحاول لملمة العرب على كلمة البناء والتنمية ومازال أيضًا يجابه الفقر والمرض فى إفريقيا.
 
لقد وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاتلًا شريفًا فى وجه خسه وندالة من يحاربوه، وهنا لابد أن نشير إلى أن أمريكا عندما قررت تفكيك الاتحاد السوفيتى لعبت بورقة الدين، وهذا ما يتم فى عالمنا العربى، لكن ثورة 30 يونيو والريئس السيسى جعل الوضع صعبا وقد يكون مستحيلا، إذ تم كشف المستور وزاد وعى الشعوب خاصة فى مسألة استغلال الدين، وحتى القضايا الاقتصادية يتناولها إعلام الشر للتخريب والهدم.
 
وهنا نأتى لنداء الرئيس عبد الفتاح السيسى، للإعلام المصرى، خلال اللقاء مع وسائل الإعلام الأجنبية، على هامش منتدى شباب العالم بشرم الشيخ
 
بالفهم والمذاكرة الجيدة أثناء تناول قضايا الشأن العام، بأن يكونوا مقاتلين مع مصر من أجل مصر وشعبها، هذا النداء الذى ينبع من رجل خاض أشرس معركة تواجهها مصر والعالم العربى، ووقف أمام مخططات كانت ومازالت تستهدف تقسيم الوطن والسيطرة على مقدراته لكن الرئيس فى الوقت نفسه أرسل رسالة طمأنة لنا كمصريين على بلدنا مصر وأنها مستقرة بتتقدم وتنمو وتتطور وتسير بشكل جيد فى ظل قدراتنا المتاحة وقال الرئيس: "أنا مطمن على مصر والدولة تتقدم مش علشان أنا موجود ولكن علشان شعب مصر وأهلها منتبهين وبيعرفوا أكتر، ويتم توعيتهم بشكل أكثر، وهناك فرق بين الفهم الذاتى للموضوعات والفهم للدولة ومقتضاياتها"، "الدول عايزة شقى وحرمان وجهد وإخلاص من أهلها بما فيهم الإعلام".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة