المعاون البطريركي للكاثوليك: كنيستنا لا تعرف الطلاق.. والزواج المدني لا يخصنا
نرفض إهانة الملحدين.. دور الكنيسة إعلان رحمة الله وليس التهديد بجهنم
صوته الهادئ وإجاباته الدبلوماسية، رد الأنبا باخوم المعاون البطريركي للكاثوليك على أسئلة اليوم السابع في هذا الحوار، بعد انضمامه مؤخرا لسنودس الكنيسة الكاثوليكية إذ يلعب دور المعاون البطريركي والمتحدث الإعلامي في الوقت نفسه، من شعاره في الخدمة مرورا برأيه في تحديات الكنيسة وحتى قضية المعمودية كان لنا معه هذا الحوار قبيل أيام من عيد الميلاد المجيد
وضعت شعار "الرب يدبر" لخدمتك فما هي خطتك لتلك المهمة؟
القاهرة والدلتا والإسكندرية وهي ضمن 7 إيبراشيات للكنيسة الكاثوليكية ودوري الرعاية نيابة عن البطريرك في هذه المناطق، وأرى إنها مهمة كبيرة تفوق القدرات ولكني اعتمد على أكثر من عامل أولها مساعدة الله ثم عون الكهنة والشعب، أولوياتي هي التعرف الحقيقي على الواقع لأني أخشى وضع برنامج مسبق قد لا تتناسب مع ما كلفت بالخدمة فيه، وبدأت بزيارات متعددة لكل الكنائس والأنشطة والمؤسسات، أما هدفي الثاني هو رعاية الكهنة لأنهم جنود الكنيسة
لماذا قررت الكنيسة رسامة أسقف للمهجر وهي كنيسة جامعة يحق لرعاياها الصلاة في أي كنيسة؟
خطة عمل السنودس تقترح رسامة بعض من الأساقفة الأول للتعليم والثاني للشباب والثالث للمهجر، نعم كنيستنا جامعة ولكن طقوسها قبطية وتختلف عن باقي الكنائس الكاثوليكية لأننا أقباط كاثوليك نصلي بالثقافة القبطية والقداس القبطي ومن المهم أن يجد رعايانا كنيسة تحافظ على هويتنا القبطية والأسقف سيجمع كل الكنائس في المهجر ولدينا كنيستين في كندا و5 في امريكا و2 في ايطاليا ومن المهم ربطهم بالكنيسة الأم
ما الحاجة لرسامة أسقف للتعليم وأخر للشباب بالكنيسة الكاثوليكية؟
آباء السنودس يولون عناية خاصة بقضية التعليم الكنسي والفكر الكاثوليكي وكيفية عرضه وشرحه، دور أسقف التعليم سيتولى تصحيح الأفكار الكاثوليكية في المجتمع وله بعد داخلي يخص الطائفة وبعد أخر لتوصيل تعاليمنا للمجتمع، أما أسقف الشباب فمن الضروري وجوده لوضع خطة عمل لخدمة شباب الطائفة.
أعلنت عن تأسيس لجنة للأسرة فما دورها؟
دورها مساعدة كل الكنائس على تأسيس اجتماع للأسرة لكي يتدارسوا قضايا الأسرة المختلفة مثل سن المراهقة والصعوبات التي تواجه العائلة الحديثة في عصر الاستهلاك إذ تعتبر الأسرة أكثر مؤسسة معرضة للهجوم المباشر من الثقافة الاستهلاكية مع ارتفاع نسب الطلاق في مصر وكأن الأسرة هي الجزء الضعيف في جسد المجتمع
تؤكد كافة الطوائف اتفاقها على مسودة قانون الأحوال الشخصية فلماذا تأخرت الكنيسة الكاثوليكية في الانضمام له؟
كنيستنا لا تعرف كلمة طلاق، لدينا انفصال أو بطلان زواج ويعني أن الكنيسة تقر بعدم صحة هذا الزواج منذ انعقاده لأسباب مثل الغش أو العجز الجنسي أو الإكراه وهم 13 سبب، أما الانفصال يأتي بسبب استحالة المعيشة ونفصل الزوجين عن بعض لكن دون الحق في أن يتزوج أي منهما، بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية مازلنا ندرسه بجدية ونحن لا نتحدث عن قانون مرور لكن قانون يمس جوهر الإنسان ومصيره ومستقبله، ولابد من التوافق الكامل بين الطوائف على التعبيرات والألفاظ ولابد من توعية القضاة بمفردات القانون الكنسي بسبب تعقيده، ومنذ أن استلمنا المسودة ترجمناها وأرسلناها لكافة الكنائس التابعة لنا.
تواجه الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا مسألة الزواج المدني بسبب عدم وجود طلاق فما رأيك؟
ليس لدي الحق في أن أحكم على شئ لا يخصني، إذا اختار الكاثوليكي الزواج الكنسي فمن حقي أن أتعامل معه ونظام الكنيسة إلهي فنحن نؤمن إن الزواج سر مقدس ليس هدفها العلاقة الجسدية أو المتعة بل الرسالة فالرجل والمرأة يظهرا صورة حب الله للبشر، الزواج المدني لا يخصني إذا كنت أمام اثنين من الكاثوليك تزوجا كنسيا فيحق لي الحديث معهما أما غير ذلك فلا نعترف به.
ما تقييمك لقانون بناء الكنائس طوال عامين من تطبيقه؟
القانون سهل أمورا كثيرة وهناك تقدم كبير، هناك سمو في الفكر على مستوى القادة فالرئيس السيسي يتواجد كل عام في الكاتدرائية ولديه اتجاه لمنع الطائفية ولكن هناك بعض الصعوبات تحدث عند الموظفين الصغار ويتم تأخير الملفات، ونتمنى أن نطلق حملات توعية لمواجهة ذلك
الكنيسة الكاثوليكية رائدة في مجال تجديد الخطاب الديني، إلى أى مدى ترى خطاب الكنيسة يحتاج لإصلاح؟
مع المجمع الفاتيكاني الثاني الذى مر عليه أكثر من 60 سنة جددت الكنيسة من أفكارها، ونؤمن أن الله يحترم نمو ونضوج الإنسان ففكر الإنسان في القرون الأولى ليس مثل الآن، العقائد ثابتة ولكن فهمنا لها يتطور ومن ذلك وثيقة الإخوة الإنسانية التي غيرت علاقتنا بالأديان الأخرى فالوثيقة اعتبرت أن الإسلام والكاثوليكية أكبر تعداد ديني في العالم وقد اتفقا أن الإيمان يعني علاقتي بالله وبالأخر وهو ثورة فكرية
على ذكر الإلحاد كيف تتعامل الكنيسة مع هذا الملف؟
الإلحاد ظاهرة عميقة وقديمة وهو متنوع، فهناك من يقول "لا يوجد شئ" فهو على الأقل يؤمن بهذه الفكرة، الإنسان بطبعه متدين قد عبد المطر والشمس والنار والحيوانات الضخمة، وهو يسعى للاعتماد على كيان أكبر فمحاولة إلغاء هذه الطبيعة صعبة جدا، في الواقع هناك من وصل إليهم مفهوم الدين بشكل خاطئ وتراكمت هذه الخبرات داخلهم، وأمام هذه الظاهرة ترفض الكنيسة الكاثوليكية إهلاك أو إدانة الملحدين بل دورنا إعلان رحمة الله
كيف تنظر الكنيسة لقضية المثلية الجنسية؟
تعليم الكنيسة واضح جدا في هذا الأمر، فليس لدينا الحق أن نقول لشخص أنت في جهنم فكل دورنا إعلان الرحمة ولا نعني "الطبطبة" بل نفتح طريق الرجوع عن تلك الخطيئة، فنحن لا ندين المخطئ بل الفعل ذاته ونستنكره، ونحاسب المذنب، وإذا تحدثنا عن شخص فهو حر في نفسه ولكننا نقف لإيذاء الآخرين ودورنا إيقاف هذا الإيذاء
ما الدور الذى تلعبه الكنيسة لوضع رحلة العائلة المقدسة على أجندة الفاتيكان؟
الكنيسة تولى هذا الأمر اهتمام خاص ولكن ما ينقصنا هو بعض الأمور اللوجيستية وتهيئة المناطق السياحية لاستقبال الزوار وهو أمر تسعى فيه الكنيسة بكل السبل
ماذا توقف الحوار اللاهوتي بين الأرثوذكس والكاثوليك؟
الحوار لم يتوقف بل نضج وأصبح بين الفاتيكان والكنيسة القبطية الأرثوذكسية مباشرة ونحن جزء لا يتجزأ منه
ما رأيك في قضية إعادة المعمودية بين الطوائف المسيحية؟
إعادة المعمودية مرفوضة تماما، فالمعمودية ختم أبدي وإلهي حتى وإن ألحد الشخص معموديته لا تتأثر، وأرفض تماما هذا السلوك، والكنيسة الكاثوليكية تقبل معمودية كل الطوائف إذا توافرت فيها شروط الصحة، فالمعمودية ليست قرار شخصي أو منحة أو مكافأة لكي اعترف بها بل هي قرار إلهي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة