عزيزى المهتم بالثقافة هل لاحظت بأى شكل من الأشكال أن عام 2019 كان عام الثقافة المصرى الفرنسى؟ هل صادفت مرة إعلانا لحفل مشترك أو ندوة تدور حول التاريخ المشترك بين البلدين؟ هل سمعت عن أسبوع للأفلام السينمائية الفرنسية بمناسبة هذا العام الذى أوشك على رحيله؟ لا أعتقد أنك صادفت ما يوحى لك بأن العام الموشك على انتهائه كان عام الثقافة المصرية الفرنسية، وهنا أريد أن أقول لك إن عام 2020 مخصص ليكون العام الثقافى المصرى الروسى.. فهل تملك وزارة الثقافة خطة معلنة لهذه المناسبة؟
العلاقات الثقافة المصرية الروسية قديمة، ففى فترة ما كان كتاب روسيا ومبدعوها هم القبلة الأولى للمثقفين المصريين، خاصة فى مجالى الرواية والقصة القصيرة، ولو فتحنا باب الثقافة على اتساعه سوف نجد تبادلا كبيرا وتأثيرا ملحوظا بين الثقافتين، كما أن الوضع الثقافى فى روسيا الآن نحتاج إلى معرفته، فلا يزال معظمنا لا يعلمون عن الأدب الروسى سوى كباره الأقدمين، لكن ما يحدث الآن غائب عنا بشكل كبير، لذا من ضمن ما أرجو وجوده مؤتمرا كبيرا يشارك فيه متخصصون ومبدعون ومثقفون يؤكد أننا على مستوى عال من الحوار والنقاش مع الثقافات الأخرى، نريد أن نعرف كيف يفكر الروس اليوم بعيدا عن السياسة، كيف يروننا ويرون حاضرنا.
لا نريد من وزارة الثقافة مؤتمرًا صحفيا تقول فيه ما تريد ثم يذهب كل إلى حال سبيله، بل نريد برنامجا حقيقيا، فاعلا متجددا، يعلن عنه يشكل عام ثم بشكل أسبوعى أو شهرى حسب الفعاليات، نريد احتفالات فى الأوبرا وفى غيرها من الأماكن التى يمكن أن يذهب إليها الجميع فى أى وقت، نريد أن نسأل المارين فى الطرقات فيعرفون أن الروس هنا يشاركون فى حفل أو يتحدثون عن مستقبلهم.
المناسبات الكبرى مع الدول فرصة لا تعوض، يجب استغلالها بشكل حقيقى، وأن نخرج منها بغنائم ثقافية مهمة، تجعلنا نعيد تفسير ما يدور حولنا، ونفهم موقعنا من العالم الثقافى، ومن هنا نتحرك إلى الأمام خطوات وخطوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة