القارئة إكرام كُريم تكتب: فقدان الروح

السبت، 28 ديسمبر 2019 01:00 ص
القارئة إكرام كُريم تكتب: فقدان الروح أم وابنتها الصغيرة ــــ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما اطفأت سراج روحى بغيابك ومضيتى شعرت بأننى بقلب مخلوع الأكتاف ومبتور القدمين، فينزف القلب ويقف التفكير فتشيخ الروح فجأة برغم شبابك لرحيل أبدى بغير رجوع، فجاء اليوم الذى كنت أخشاه (رحيل أمى) فسكن الحزن القلب وذهبت السعادة بدون عودة، فهل هناك وجع أعظم من أن أقبل رأسها وهى داخل الكفن، عدت من غربتى إليكِ ولم أكن أعلم أن غربتى الحقيقية قد بدأت برحيلك.

آخر مرة قمتى بوداعى كنت تسندين رأسك على الحائط وتبكين كطفل أمه تركته ورحلت، فأنا اليوم يا أمى وقفت تلك الوقفة وبكيت ولكننى أنا عدت إليكِ وأنتِ لم تعودى وتركتى طفلتك المدللة نعم طفلة تجاوزت الأربعين.

أتتعجبون من ذلك التشبيه؟؟

 فهذه الحقيقة كانت تنادينى بالصغيرة وعلى الجميع أن يراضينى لأننى الصغيرة ولكنكِ تركتى صغيرتك ورحلتى، فما أصعب من لحظة تكفيك وبعدها أسأل أين أمى، رحلت أمى ولم تؤذ أحداً، رحلت والجميع يحبها ويدعو لها، رحلت وفى وجهها نور، ولكنها رحلت.

كنت أتحصن بكِ وبدعائك الذى كان ييسر لى كل أمر عسير وكان سبباً فى نجاحى وتميزى، فكنت أنام فى أمان أمى، حتى نامت أمى فى أمان الله.

أسأل الله أن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة مثلما أكرمتى كل من مر فى حياتك فسيرتك العطرة ستظل باقية، وسيظل كلامك وتوجيهاتك موجودة بيننا وسنظل نتعلم منك حتى بعد مماتك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة