قالت الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، رئيس مؤتمر مسرح الطفل، بالرغم من تتعدد وتتنوع الوسائل الفنية الحديثة، والبرامج التليفزيونية وعالم الإنترنت الفسيح، الذى يقدم لأطفال العالم كل يوم كل جديد من اختراعات وأقمار صناعية وروبوتات، حيث يصعد إلى السماء وينزل إلى أعماق البحار والمحيطات، وهى عوالم فيها كل ما يجذب الأطفال ويغيريهم ويحببهم فى هذه العوالم، يظل المسرح الفن الراسخ والقابع على الأرض مغريا ومبهجا ومطلوبا يستطيع وهو الساكن فى مساحة صغيرة أن يطير مع الأطفال بالفن والأحلام والسحر المرئي المحسوس والملموس، بالممثل والاضاءة والعروسة سواء كانت من الإسفنج أو الجلد أو الخشب.
وأضافت فاطمة المعدول، خلال كلماتها بمؤتمر "مسرح الطفل" الذى تنظمه النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، أنه سوف يظل المسرح بكل أشكالة أيقونة العمل مع الأطفال على الرغم من كل الوسائل الحديثة اللامعة والتقنيات الحديثة، مهما بدت هذه الوسائل ألمع وأكثر إغراء وجذبا للأجيال الجديدة، لكن لا يوجد أكثر ولا أعظم من أن يعيش الأطفال متراصين فى مقاعدهم ويعيشون مع الأبطال حوادث العرض المسرحى، فتتولد لديهم وتسرى فيما بينهم مشاعر الحب والشغف والمغامرة والفرح والحزن والدهشة، كلها فى اللحظة الآنية حتى تحدث الانفراجة الأخيرة، ويحدث التوحد الكامل لجموع الأطفال وهم يصيحون من الانفعال والسعادة، فقد يجد الأميرة سندريلا بجمالها البادى، أو تم القبض على العصابة، وانتصر الخير على الشر.
وأشارت الكاتبة فاطمة المعدول إلى أن المسرح أهم فن تفاعلى حقيقى ومؤثر عرفتة البشرية قبل كل النظريات الحديثة، وكلمة مسرح الطفل تعنى فى الأساس المسرح الكلاسيكي التقليدي الذي يقدم على مسارح العلبة الايطالية فى الكيانات المسرحيه للمحترفين، مثل: البيت الفني للمسرح أو فى بعض قصور الثقافة، وبالرغم من أنه رافد هام وضرورى، بل هو المكون الأساسي الذي تنبثق منه كل الأشكال المسرحيه الأخري التى تمارس مع الأطفال، والتى نعمل على انتشارها وترسيخها مثل المسرح البسيط أو المسرح كنوع من اللعب، أو التجارب والورش المسرحية، وبالطبع المسرح المدرسي أو مسرحة المناهج إلا أن هذه الأشكال في جوهرها لا تقل أهمية عن المسرح الكلاسيكي الذي يقدمة فنانون محترفون، بل هي أشكال في الحقيقة صيغ موازية وليست بديلة، وهي من أنجح الوسائل للعمل في المدارس والنوادي وقصور الثقافة ومراكز الشباب، وكذلك مع الأطفال المهمشين والاطفال ذو الاعاقات المختلفه ومع الفئات المتضررة والمهمشة والفقيرة فى المجتمع والكوارث الطبيعيه، كما أنها هامة للدمج فى المجتمع الواحد بين المختلفين في الدين أو الجنس أو المستوي الاجتماعي أو اللون حيث إن المسرح وسيلة ناجحة وعظيمة من وسائل المشاركة في المجتمع الواحد أو المجتمعات المختلفة.
وأكدت أن المسرح هو الفن الجامع لأنواع عدة من الأدب الواقعي والخيالي والعلمي، والذي يصاحبة وينصهر معه في نسيج متكامل ومتجانس كل أنواع الفنون التعبيرية مثل: التمثيل والغناء والرقص والموسيقي والفنون التشكيلية حتي الفنون الرقمية الحديثة.
ولفتت الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، إلى أن فن المسرح فن عاش آلاف السنين، وسيبقي أبد الدهر فهو الفن الجامع الشامل، وهو الفن الذي يجمع بين عازف الربابة والراقص الكلاسيكي فما أبدعه من فن وما أروعة، لذلك جاء مؤتمر "مسرح الطفل والتنمية فى عالم متغير" الذي تقيمة شعبة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر، من أهم الفاعليات الثقافية التي تقدم في عالم أدب وفنون الطفل، والتي أرى أن من أهم مهامها، وضع المعايير الصحيحة لهذا الفن حتى ننير الطريق لكل العاملين في مسرح الطفل سواء كانوا كتابا أو مخرجين أو فنانين.
وأتمت إنني أدعو إلى انشاء مسرح للأطفال في كل قرية مصرية، حتي نستطيع أن نحارب كل الضلالات التي انتشرت في حياتنا، فليس هناك أنجح من الفن المسرحي، والذي يحتمل المناقشة والمشاركة ومراجعة الحجة بالحجة، ودحض وتفنيد كل الأفكار الظلامية والرجعية من حياتنا وحياة وطننا الحبيب مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة