على مدار تاريخ البشرية، ظهرت العديد من الأمراض القاسية التى أودت بحياة الملايين، وظلت هذه الأمراض تمثل لغزا كبيرا أمام العلماء والباحثين من أجل التعرف على أسبابها وإيجاد علاجات قوية لها، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى مطلع القرن الماضى، ظهر مرض نادر وغريب أطلق عليه وقتها "مرض النوم"، وهو ما تم إطلاق عليه "التهاب الدماغ النوامى".
مرض النوم تسبب فى وفاة عدد كبير من البشر حول العالم، حيث تخطى المليون بعد أن فشل العلماء وقتها فى التوصل لأسباب انتشاره وسبب سقوط هذا العدد الكبير من البشر، حيث حاول علماء الطب وقتها الربط بين مرض النوم، وبين اجواء الحرب العالمية الأولى خاصة مع ظهور على عدد كبير من الجنود أعراض النوم والفتور والهذيان أثناء تواجدهم بمستشفى باريس وذلك وفق تقرير للعربية.
وظنّ الأطباء، أن أسباب مرض النوم مرتبطة بتأثير السلاح الكيمياوي الذي استخدمه الجيش الألمانى قبل أن يتراجعوا عن هذه التحاليل خلال السنوات التالية، وفيما ذهب البعض من الأطباء إلى أن السبب فى وفاة العدد الأكبر من المواطنين فى هذه الفترة يعود إلى وباء الأنفلونزا الإسبانية التي عصفت بالعالم لتحصد أرواح 50 مليون شخص حول العالم.
وخلال هذه الفترة، قدّم الطبيب النمساوي المختص في أمراض الأعصاب قسطنطين فون إيكونومو عام 1917 وصفا دقيقا لمرض التهاب النخاع النوامي وربط بينه وبين النوم وتحدّث عن أعراضه الأولى التي تراوحت بين الضعف العام وآلام الرأس قبل أن تنتاب المريض حالة من النعاس والهذيان تقوده أحيانا نحو الموت.
بعد 10 سنوات من التحاليل التي قدّمها قسطنطين فون إيكونومو، اختفى مرض النوم، المعروف أيضا بالتهاب الدماغ النوامي، بشكل تدريجي وظلّ غائبا لعقود قبل أن تظهر بعض حالات الإصابة المنعزلة به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة