محمية الجزر الشمالية درة محميات البحر الأحمر، لاحتوائها على أشهر مواقع الغوص، كما يقع فى نطاقها أكثر من 16 جزيرة، ويقبل على زيارتها عدد كبير من السائحين.
ويضم البحر الأحمر 3 محميات طبيعية، تقع بنطاق المدخل الجنوبى لخليج السويس حتى شواطئ مدينة حلايب جنوب البحر الأحمر، هى محمية علبة جنوب المحافظة، ومحمية وادى الجمال بمرسى علم ومحمية الجزر الشمالية شمال البحر الأحمر، وتتميز كل محمية عن الأخرى بعدة مميزات.
وتقع محمية الجزر الشمالية شمال محافظة البحر الأحمر، وتم إعلانها محمية طبيعة فى عام 2006، تضم قرابة 16 جزيرة متنوعة، تشكل تلك الجزر موقعا هاما لتكاثر العديد من الكائنات البحرية النادرة مثل السلاحف الخضراء.
من جانبه قال أحمد غلاب مدير محمية الجزر الشمالية، إن محمية الجزر الشمالية بالبحر الأحمر من المحميات الهامة والمعروفة على مستوى العالم، حيث إنها مصدر جذب لآلاف السياح حول العالم وذلك لضمها عدة مواقع غوص مهمة ومميزة وفريدة.
وأضاف مدير المحمية لـ"اليوم السابع"، أن محمية الجزر الشمالية تبلغ مساحتها 2000 كيلو متر مربع، جميع الجزر الواقعة فى نطاقها تقع فى أماكن ضحلة وحتى عمق 100 متر، وأدى ذلك إلى أن جميع المياه المحيطة بها تحتوى على مساحات شاسعة من الشعاب المرجانية.
وأوضح غلاب، أن من ضمن مناطق الشعاب الشهيرة التى أصبحت فيما بعد أهم مواقع الغوص وأكثرها شهرة حول العالم، منطقة شعاب مرجانية نادرة تسمى "شعاب العرق والفانوس" تقيم بها أسراب كبيرة من الدلافين إقامة دائمة، مما جعلها مقصدا هاما وموقعاً مميزاً للغطس لأغلب السياح من جنسيات العالم .
وتابع غلاب، أن شعاب العرق والفانوس تسمى "جنة محمية الجزر الشمالية" لما تحتويه من شعاب مرجانية نادرة قد يصل عمرها لملايين السنين، وتلك الشعاب من مميزاتها أنها تحتوى على بيوت للدلافين ومقر إقامتها الدائم.
وأكد غلاب، أن محميات البحر الأحمر، رصدت زيادة أعداد المراكب والسياح على تلك المنطقة لزيارتها لمشاهدة أسراب الدلافين، فضلا عن الذين يقومون برحلات الغطس بداخلها، فقامت بوضع خطة إدارة لها تضم عدة شروط.
وكشف غلاب، أن تلك الشروط هى أن مواعيد دخول المراكب السياحية إلى شعاب العرق والفانوس التى تحمل تصريحا ملاحيا ساريا تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، كذلك تحديد أماكن لربط اللنشات والتزام جميع اللنشات السياحية المتواجدة بالمنطقة بالرباط فى الأماكن المخصصة ولا يسمح لأى لانش أو زوديك يمارس السنوركل التواجد وعمل المناورة فى المناطق المخصصة لمشاهدة الدلافين.
وتابع غلاب، كذلك السماح فقط للنشات السياحية التى تمارس الغوص والتى سوف تقوم بعمل غطس " Drift" بإنزال الغواصين فى المنطقة المخصصة بذلك فى شعاب الفانوس والعرق والعودة مرة أخرى للرباط.
وأضاف غلاب، أنه كانت من ضمن الشروط أيضا أن بالنسبة للنشات السياحية التى على متنها زائرون يرغبون فى مشاهدة الدلافين أو السباحة معها يجب فى حالة وجود قارب مطاطى "زوديك" ألا يقل طوله عن 4 أمتار ومزود بمحرك لا تقل قدرته عن 25 حصان ويستخدم فقط لايزال الزائرين فقط فى المناطق المحددة، وان يكون هناك مرافق لكل 8 زائرين.
ومن جانبه، أكد صلاح النوبى، غواص، أن مواقع الغوض بمحمية الجزر الشمالية، مميزة عن باقى المواقع حيث إنها تجذب السائحين من كل أنحاء العالم، ويطلبها السياح لما يقرأوه عنه من السياح الذين خاضوا التجربة من قبلهم، وخاصة عن موقع غوص "عرق سمية"، الجنة تحت الماء، ولكن لمن يتقن الغوص ويحترفه فقط.
وأضاف النوبى لـ"اليوم السابع"، أن موقع غوص عرق سمية، يقال أن تمت تسميته بهذا الاسم لأن أول من غطس به سائحة تسمى سمية، واكتشفت ما تحتويه من شعاب مرجانية نادرة تبلغ أعمارها ملايين السنين فى أعماق تلك المكان الواقع فى نطاق محمية الجزر الشمالية.
وتابع، موقع غطس غرق سمية لا يقوم بالغطس فيه إلا المحترفين فى الغوص ولا يصلح للهواة، حيث إن من أكبر المواقع القريبة من شواطئ الغردقة عمقاً والتى تصل إلى أكثر من 200 متر، و أن على بعد 30 متراً فى يوجد كهف ضخم من الشعاب المرجانية التى تسمى سوفت كولر، وهى شعاب مرجانية تبلغ اعمارها ملايين السنين .
كما كشف النوبى أن موقع غطس عرق سمية لها طابع خاص فى الغطس، حيث يصاب فى بداية الأمر الغواص بحالة من الرعب مما تشهاده فى بداية الأمر ثم تستمتع بما تشاهدة فى الأعماق من قدرة الخالق وابداعه فى جمال ومناظر الشعاب المرجانية والأسماك ذات الالوان المبهجة، وتنتشر فى نطاق محمية الجزر الشمالية اسماك الشعاب المرجانية، وكذلك المورى "الثعبان السمكى" وهو كائن بحرى يتغذى على الأسماك ولا يسبب أى اذى للبشر مؤكدا أن تلك الكائنات هى سبب جذب كبير للغطس فى تلك المنطقة.