يبقى السيد المسيح عيسى بن مريم أحد أبرز الرمز الدينية فى العالم، جاء مخلصا للأنفس من خطاياها، لكنه صلب حسب العقيدة المسيحية، فأين ذهب جسده؟
بحسب الإيمان اليهودى فإن المسيح لم يأت إلى الآن، بينما وفقا للإيمان المسيحى، فالمسيح المخلص جاء بالحق مبشرا، وصلب وقام من قبره ليخلص العالم من الخطيئة، بينما يعتقد المسلمون أن المسيح بن مريم لم يصلب بل شبه لهم، وصعد جسده الطاهر إلى السماء.
لكن يبقى السؤال: أين دفن المسيح، وهل القبر الموجود فى كنيسة القيامة، يضم قبر يسوع بن مريم، وكيف تم تفسير قيامته من الموت فى الديانة المسيحية؟
وبحسب عدد من المواقع المسيحية، ففى تلك الحقبة من الزمن كانت عادات الدفن اليهودية تقضى بدفن الميت خلال فترة زمنية قصيرة، جثامين الفقراء كانت توضع فى قبر واحد مغطى بالحجارة فى حين يدفن الأغنياء فى مقابر عائلية أو فى محاريب منحوتة فى الجدران، فى هذه القبور الفخمة نجد أيضا مقاعد حجرية لتحنيط الجسم أو للترحيب بالزوار.
تم إغلاق القبر المقدس بحجر كبير لمنع دخول أى أحد، من خلال هذه الطريقة كانت تغلق معظم القبور فى تلك الفترة، حيث كان على كل من يرغب بدخول القبر النزول قليلا تمامًا كما ذكر الإنجيليين عن زيارة مريم المجدلية لقبر المسيح: "إنحنت نحو القبر".
الجسد الترابى المدفون يتحول إلى جسد نورانى ممجد - بقدرة الله تعالى - فى لحظة اتحاده بالروح قيد عملية القيامة - البعث - النشور.
مع ملاحظة التدرج فى جسد المسيح فهو بعد القيامة كان مادى ممجد بسلطان على المادة ولكن وقت صعوده تحول الى الجسد النورانى الذى تكلم عنه الكتاب المقدس وبخاصة معلمنا بولس الرسول شرح بأكثر تفصيل مرحلة تحول الجسد المادى الى النورانى بعد القيامة.
وبالطبع ليتحول جسده إلى الجسد النورانى يحتاج أن يكون جسده ماديا أولا ليتحول نورانيا فهذا يثبت سلطانه أن جسده حقيقى بعد القيامة ولكن له سلطان على المادة.
بحسب قول بولس نفسه: "بعدما أقيم من بين الأموات، لن يموت ثانية ولن يكون للموت عليه من سلطان" (رو 6: 9)، فجسد يسوع، لم يعد خاضعا للزمكانية، وللعناصر الطبيعية، ولحدود التاريخ البشري، بل عبر خارج كل الحدود والقوانين والقيود والشروط، بدلت جسد يسوع من جسد خاصّ إلى جسد كلى شامل "دامج" وكما يقول بولس "الجسد الروحاني"، جسد شفاف، لكن، ليس جسدا روحانيا بحتا ينتمى لعالم الأرواح والخيال! بل هو جسد ممجد شامل.
أما فيما يخص جسد المسيح فى الإيمان الإسلامي، لم يقتل، ولم يصلب، وأنه تعالى قد ألقى شبهه على غيره، وأن هذا الآخر هو الذى قتلوه، وصلبوه، وليس عيسى عليه السلام، وحسبما ذكر القرآن الكريم فإن الله رفعه إليه، ويؤمن المسلمون أن المسيح بن مريم موجود فى السماء الثانية سينزل فى آخر الزمان.
أما بالنسبة لليهود، فالمسيح لم يأت إلى الأرض حتى الآن وينتظر المؤمنون اليهود أن يأتى "المسيا" آخر الزمان ليحكم العالم، بينما لا يؤمنون بالمسيح بن مريم، وبأمه البتول ابنة عمران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة