ما يحدث فى العراق ولبنان فى تقديرى، هو عودة يقظة الوعى من جديد للشعوب بعد حالة ارتفاع منسوب الزيف والخداع الذى اجتاح المنطقة العربية، بدءا من احتلال الولايات المتحدة الأمريكية، للعراق عام 2003 وتفكيكها تحت زعم تصدير الديمقراطية.
وارتفع منسوب الوعى الزائف، إلى أعلى معدلاته عام 2011 عندما اجتاح ما يسمى ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، بهدف تمزيق الأوطان العربية والدفع بها فى مستنقع الفوضى، ولم تنجُ من هذا المخطط المستمر حتى الآن، سوى مصر وتونس.
ويا للعجب، وكما بدأ منسوب الوعى الزائف فى الارتفاع عام 2003 كضربة بداية لإغراق الشعوب العربية فى مستنقع الفوضى والخراب والدمار، بدأ هذا المنسوب ينخفض بشدة، ويرتفع منسوب الوعى إلى أقصى عنفوانه، فى العراق أيضا، حيث يشهد حاليا حراك استعادة الوعى، والندم على قبول استيراد الديمقراطية فوق الدبابة الأمريكية، وتفكيك المؤسسات الأمنية، الجيش والشرطة، وتنفيذ خطة سياسية عنيفة ضد حزب البعث وكل نظام صدام حسين، باستحداث قانون العزل السياسى، للدرجة أن المحللين وخبراء السياسة العتاة، وصفوا القانون بـ«الاجتثاث السياسى».
نعم، صدر قانون اجتثاث البعث فى العراق، تحت إشراف بول بريمر عام 2003، وهو قانون مستنسخ من قانون اجتثاث النازية فى ألمانيا، ورغم مرور أكثر من 16 عاما على تدشين القانون، إلا أنه لم يحقق أهدافه، وزادت الفوضى والقتل والخراب والدمار، وأصبحت العراق الدولة النفطية والزراعية التى تمتلك قوى بشرية رائعة، تعانى من الفقر والتراجع فى كل المجالات، وانهيار المرافق، وتصاعد مخيف فى النعرة الطائفية..!!
قانون العزل السياسى، أو ما يطلق عليه «اجتثاث حزب البعث»، تحول إلى قانون دائم، ووسيلة كبرى للقمع والاضطهاد، وإقصاء الملايين من ممارسة حقوقهم السياسية، فالقانون ينص على منع عودة حزب البعث للحياة العامة، وعملية تطهير وعقاب شاملة طالت كل من انتسب للحزب، مهما كان صفته وكل من تعاون مع الحزب.
وصار القانون سيف مسلط، يهدد رقاب العباد، ويطارد الأبرياء بالسجن والتصفية، دون إدراك حقيقى أن الحزب الذى حكم العراق منذ عام 1968 حتى 2003 كان يعتبر كل العراقيين أعضاء فيه، وعليه فإن القانون طارد معظم الشعب.
وبعد مرور 16 عاما خرج الشعب العراقى بكل طوائفه يرفض التواجد الإرانى على أراضيه، والمطالبة بإلغاء قانون العزل، ورأينا وسمعنا بأذاننا ترديد اسم الراحل صدام حسين وسط ميادين التظاهر فى بغداد، فى رد اعتبار مهم ومحورى، والاعتراف بأنهم أخطأوا عندما رضخوا وسلموا عقولهم لوعى زائف، وتصديق مروجى الشعارات الوردية، فكان ما كان، حيث تراجع العراق وسقط فى وحل الفوضى، وسيطرة الجماعات والتنظيمات المتطرفة!!
ووسط اعتراف العراقيين بأخطائهم فى حق بلادهم وتصديق الأمريكان وأتباع أحمد الجبلى الذى جاء على سطح دبابة أمريكية وتحت حماية المارينز، تردد اسم «رغد صدام حسين» على مواقع التواصل الاجتماعى، والمطالبة بإعادتها للعراق وأن يكون لها دور سياسى، كما طالبوا بالعفو عن الجميع، وإلغاء قانون اجتثاث حزب البعث» الذى تسبب فى الاقصاء والتنكيل بملايين العراقيين!!
والسؤال، هل تتزايد المطالب بعودة «رغد» ابنة الرئيس الراحل صدام حسين لبغداد، وأن يكون له دور سياسى خلال المرحلة المقبلة..؟! وهل تقبل «رغد» العودة لبغداد رضوخا لهذه الدعوات وأن تلعب دورا سياسيا..؟!
الأهم، أن الشعوب بدأت تدرك حقيقة المخططات، وأنها لن تصدق كل من هرب من وطنه واحتمى بالغرب، من اللصوص والهلافيت، أنهم يمتلكون عصا سحرية ستحول الأوطان إلى جنة، بينما هم فى الحقيقة خونة ينفذون مخططات دول وأجهزة وكيانات معادية، واسألوا العراقى «أحمد الجلبى»!!