خالد ناجح

حفظ الله الجيش ‏‏الذى يحفظ مدنية مصر

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 يحظى الجيش المصرى بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى لتاريخه العريق ودوره الوطنى داخليا وإقليميا بل وعالميا، ولم يكن الجيش يوماً مجرد أداة للحروب بل كان المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات لتحقيق الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية.
 
اعتزاز المصريين بقواتهم المسلحة الدائم يرجع إلى عقيدتهم وإيمانهم بأولادهم بالجيش وأنهم دوما يحققون لهم الفخر وسبب أفراحهم، والتاريخ المصرى يروى التجارب بأنه كلما كان الجيش قوياً كان قاطرة التنمية والتقدم، فهو رأس حربة النمو والازدهار، وهذا ما حدث فى كل التجارب والمراحل التى تقدمت فيها مصر وحافظت على حدودها وتوسعت، ودومًا كانت قوة مصر وشعبها من قوة وعزة جيشها، فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب، فالجيش المصرى على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، ومن أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يوما على المرتزقة الأجانب، وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.
 
والشعب المصرى ينظر لأولاده بالجيش نظرة فخر واعتزاز، فلم يجردهم من ملابسهم مثلما فعلت شعوب دول أخرى مع جيشها، فى المقابل كان الجيش المصرى العظيم المساند والمؤيد والحامى لتحرك الشعب فى كل الأوقات، فالقوات المسلحة المصرية تحرك أبناؤها لتحرير الشعب المصرى فى ثورة يوليو 1952 وهى عينها القوات المسلحة التى رفضت الوقوف ضد الشعب المصرى والاعتداء عليه عام 1977، وهى نفسها التى حمت الشرعية والقانون ووقفت ضد انهيار الأمن عام 1986 فى تمرد بعض جنود الأمن المركزى، وتحركت أيضا فى أحداث يناير 2011 عندما انحازت للشعب المصرى وحمت البلاد بعد تدهور الحالة الأمنية.
 
القوات المسلحة المصرية من أعرق المؤسسات على مر التاريخ، ولا يخفى على أحد دور الجيش المصرى منذ عهد الفراعنة، حتى تأسيسه فى الدولة الحديثة على يد محمد على باشا، ليصبح من وقتها حتى الآن أقوى الجيوش فى المنطقة، ومشاركًا أساسيًا فى تحديد مستقبل شعبه وشعوب المنطقة، ليثبت أنه وبحق خير أجناد الأرض.
وفى ظل التطور السريع فى تكنولوجيا السلاح على مستوى العالم، تعد مصر من الدول القليلة على مستوى العالم التى تستوعب جميع أنواع السلاح وتتعامل معها بمنتهى الدقة، بل إنها تستوعب التكنولوجيا بشكل سريع وقادرة على تطوير السلاح للتعامل مع المهام العسكرية المحددة، وذلك عن طريق تطوير الفكر العسكرى للضباط وضباط الصف والجنود الذين يتعاملون مع تلك المنظومات المختلفة، وذلك من خلال الدورات التدريبية فى الداخل والخارج، لنقل واستيعاب التكنولوجيا العسكرية التى تتطور يوماً بعد يوم.
 
كنت أجلس على الجانب الأيمن من جلوس الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح عدد من المشروعات التنموية للإنتاج الحيوانى بالفيوم، وإذا به يرسل رسالة للداخل والحارج فى كلمات دقيقة ومحددة كعادته، وكانت الرسالة حول مواد الدستور التى جعلت من المهام الأساسية للقوات المسلحة الحفاظ على المسار الدستورى ومدنية الدولة وديمقراطيتها ومنع سقوطها، هى رسائل تحذير وطمأنة فى آن واحد، كان هدف الرسالة التأكيد على زيادة الوعى للمصريين باستمرار التهديدات التى تحيط بالمنطقة، والطمأنة بأن القوات المسلحة درع الوطن وسيفه تحمى مقدرات البلاد فى الداخل والخارج.
 
 الرسالة كانت مركزة وواضحة فى أن التهديدات اختلف شكلها وتأتى من الداخل وليس من الخارج فقط، وهو ما شهدناه فى عدد من دول المنطقة، حيث يتم الاستعانة بمواطنين من داخل الدولة تحت مظلة دينية أو اقتصادية أو سياسية، وهو نفس ما حدث معنا بعد 2011 من سيطرة تيار دينى على مقدرات البلاد، فالتهديدات عابرة للحدود ومن الممكن أن تنتقل أفكارها دون سيطرة من أحد بفضل التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال.
 
الرئيس يحرص من خلال هذه الرسائل على التأكيد المستمر لدور وتوحد المصريين وزيادة الوعى والإدراك لتفهم التهديدات التى يتعرض لها الوطن وطمأنتهم لوجود قوات قوية مدربة ومسلحة ومتأهبة للذود عن الوطن ضد أى مخاطر مهما كانت نمطية أو غير نمطية، وحديث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أن القوات المسلحة المصرية تحمى وتحافظ على مدنية الدولة، يغلق الباب أمام المغامرات السياسية التى يمكن أن تحدث فى حال حدوث انتخابات سياسية تصعد بقوى دينية يمينية متطرفة ترفع شعار الدولة الدينية أو دولة الخلافة.
 
ولا ننسى أن أحد التجليات السلبية لما سمى بـ«الربيع العربى» هو صعود تيارات تهدف إلى هدم الدولة المصرية المدنية التى نشأت قبل قرنين من الزمن.
الدولة المصرية تعرضت واقعيا للسقوط فى يد هؤلاء المتطرفين بعد أحداث يناير وصعود الإخوان والسلفيين، وتهديدهم للدولة المدنية والسعى لإسقاطها لصالح شعار الخلافة، ولكن تدخل القوات المسلحة المصرية ومساندتها ثورة الشعب لإزاحة هذا التيار فى 30 يونيو أنقذ الدولة المدنية من حكم الفاشية الدينية.
 
الرئيس يدعو المصريين للثقة فى مسار مستقبلهم وأمن حاضرهم وأن الجيش المصرى ينحاز لهم ولخيارات الدولة المصرية.
 
إنهم رجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، زرعوا فى تراب الوطن الغالى أزهار الحرية التى يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار، وسطروا فى كتب التاريخ صفحات مشرقة تقود الأجيال إلى درب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق النصر والتحرير والتنمية وحماية مدنية الدولة المصرية.
 
فالحمد لله على نعمة وجوده.. حفظ الله الجيش ‏‏الذى يحفظ مدنية مصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة