لم يترك الحمض النووي DNA مجالا إلا ودخل فيه، وهناك ميزة جديدة تضاف إلى استخدامات ووظائف هذا الحمض، فنجد أن شعار"تسوق مع حمضك النووي" هو أحدث الصيحات في عالم التسوق٠
ومن المعروف أن "حمض الديوكسي ريبونيوكليك" النووي المعروف اختصارا بـ DNA ، أصبح أشبه بالحل السحري للعديد من الأمور المعقدة والشائكة في الكثير من المجالات، ولم تعد الاستخدامات قاصرة فحسب على علم التطور، وفي اختبارات النسب والأبوة، وفي معرفة جذور العائلة، أو في إجراء فحص شامل للأجنة في أرحام أمهاتهم، وفى الرياضة والتحقيق الجنائي، وفي الفضاء للتعرف على وجود كائنات حية هناك.
وشعار تسوق مع الـ DNA الذي منحه العلم لهذا الحمض، يحتم على المستهلك القيام بعملية التسوق بنفسه في أقسام الغذاء بالمتاجر إذ يرشده حمضه النووي الموضوعة شفرته على سوار من المطاط يرتديها على ما يصلح له، وما لا يناسب جسده غذائيا وفيسيولوجيا قبل الإقدام على شراء سلعة معينة.
هذا التطبيق توصلت إليه وقامت بتجربته إحدى معامل الأبحاث العالمية من خلال أخذ مسحة من فم الشخص الراغب في استخدام هذه التقنية أثناء التسوق بواسطة عصا رفيعة تشبه فرشاة الأسنان، ووضعها في جهاز إلكتروني خاص يقوم بطبع شفرة الحمض النووى لهذا الشخص ونقلها بما تحمله من بيانات وراثية إلى قرص إلكتروني يتوسط سوار من البلاستيك، عبر جهاز آخر مخصص يتولى مهمة نقل الشفرة وطبعها.
وهناك مجموعة أساور متنوعة الألوان ترضي جميع الأذواق تم توفيرها لراغبي الاستمتاع بتك الخاصية في التسوق، وهي تجربة مثيرة غير أنه لم يحكم عليها بعد بالنجاح، إذ أنها مازالت في بداية طريق الانتشار، وتجد مقاومة وتشكيك من بعض علماء التغذية الذين يؤكدون احتمال خطأ هذه الطريقة في توجيه صاحبها نحو غذاء غير مناسب أو إلى غذاء قد يتعارض مع حالته الصحية أوالعقاقير التي يتناولها كعلاج.
وجاء اكتشاف الـ "دى إن إيه" وبنيته نتيجة تراكم بحوث ومجهودات عدة علماء، حيث استخلصه العالم السويسري فريدريك ميشر أول مرة في العام 1869، ثم اكتشف فيبوس ليفين مكونات النوكليوتيد، ثم اكتشف بعده إروين تشارجان قواعده أواخر عقد 1940، وقامت روزاليند فرانكلين ببحوث وأخذ صور حيود الأشعة السينية للحمض، ليتمكن بعدها جيمس واتسون وفرنسيس كريك من تتويج مجهودات الجميع باكتشاف بنيته اللولبية.