يبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية باتت قريبة من مقصلة قوائم الإرهاب فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد سنوات من تحريك هذا الملف الذى تزامن مع دخول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للبيت الأبيض.
وبعد الدعوات المتزايدة لإدراج الجماعة بـ قوائم الإرهاب الأمريكية، والتى شهدت فى مستهل إدارة ترامب حالة من الجمود بسبب وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون، ذكر تقرير للمجلس الأطلنطى الأمريكى للدراسات إن مجلس الأمن القومى بات قريباً من تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.
وكشف التقرير إن قرار تصنيف الإخوان الوشيك، سيرغم بطبيعة الحال إمارة قطر على فك ارتباطها بالجماعة خوفاً من الإضرار بعلاقتها بالولايات المتحدة أو حتى التعرض لعقوبات حال تقديم أدلة تثبت الدعم القطرى للتنظيم.
وفى التقرير الذى كتبته كيرستين فونتينروز، قالت إن مبادرات إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية خلال الإدارات الأمريكية السابقة فشلت بسبب عدم التمكن من الوصول للحد القانونى.
وأوضح التقرير أن العملية السياسية المتعلق بتصنيف الإخوان فى مجلس الأمن القومى يقودها بشكل أساسى قسم مكافحة الإرهاب، والذى لم يصل لاتفاق فى هذا الشأن، فقام قسم الشرق الأوسط الذى لم يرض عن النتيجة بالمحاولة مجددا، وهو ما لفت انتباه قطر، لأنه حتى فى حال عدم وجود موافقة بين الوكالات، لو قرر محاميو مجلس الأمن القومى أن الحدود القانونية قد استوفيت يمكن للمجلس صياغة مذكرة لتوقيع الرئاسة الذى يصنف الإخوان.
ولفت التقرير إلى أن قطر صاغت ارتباطها بالإخوان كاستراتيجية لمنع الاضطراب الداخلى وضمان بقاء النظام، فامتنعت الدوحة عن إدانة أو ملاحقة الإخوان ودعمت أحزابهم فى مناطق مثل تركيا وشرق أفريقيا مقابل امتناع الإخوان عن تحدى الحكومة القطرية.
وسيكون تصنيف الإخوان هدية لمنتقدى قطر التى ستضطر للدفاع عن ارتباطها بالإخوان فى معركة غير محسومة، حيث سيكون النظام المصرفى فى قطر تحت المجهر ولو تم تقديم دليل على الدعم القطرى للجماعة، يمكن أن تفرض عقوبات ثانوية عليها، وسيضطر الجيش لأمريكى لإعادة التفكير فى وجود قاعدة العديد، ولذلك، فإن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية سيلحق ضرر بسمعة قطر ومصالحها ومواردها، بينما سيؤدى فك ارتباطها عن الجماعة إلى خروجها من خط النار.
ومنذ دخول ترامب البيت الأبيض، شهد ملف تصنيف الإخوان على قوائم الإرهاب محاولات لعرقلته رغم قناعة الرئيس الأمريكى بضرورة تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب.
وفى وقت سابق، كشف ستيفان جوركا، مستشار ترامب للشئون الأمنية والذى استقال من منصبه فى العام الأول للرئيس الأمريكى داخل البيت الأبيض، أن إدارة ترامب عانت فى أيامها الأولى من "اختراق من الموالين لجماعة الإخوان"، قائلاً إن أجندة الرئيس تمت عرقلتها من قبل "تيار من البيروقراطيين الحكوميين وبعض المعينين السياسيين المعارضين للسياسات الصارمة فى مكافحة الإرهاب".
وقال جوركا فى حوار سابق قبل أكثر من عامين: "عانينا داخل الإدارة من تحولنا إلى الجمود البيروقراطى بسبب أولئك الذين يتعاطفون مع جماعة الإخوان وأفرادها داخل الإدارة"، مشيراً إلى أن المؤمنين الحقيقيين بأجندة ترامب تمت الإطاحة بهم تدريجيا من مجلس الأمن القومى والبيت الأبيض.
وألمح جوركا حينها إلى وزير الخارجية الأمريكى السابق ريكس تيلرسون ، وحذر من عرقلة جهود ترامب فى التصدى للتنظيمات المتطرفة وبمقدمتها جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن معركة التصدى لعملاء قطر والجماعة داخل الوكالات الحكومية والكونجرس والإعلام الأمريكى فاصلة وستحدد مستقبل واشنطن والمنطقة بأسرها، معتبراً أن الإخوان "الجد الأكبر" لجميع التشكيلات الإرهابية حول العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة