كتاب حياته.. الشاعر الإنجليزى جون ميلتون يفقد أطفاله وزوجاته وبصره

الإثنين، 09 ديسمبر 2019 04:00 م
كتاب حياته.. الشاعر الإنجليزى جون ميلتون يفقد أطفاله وزوجاته وبصره جون ميلتون
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر والعالم الإنجليزى جون ميلتون الذى، ولد فى مثل هذا اليوم من عام  1608م، فى إحدى ضواحى لندن، فى بيئة يغلب عليها طابع التدين الممتزج بقدر كبير من الالتزام، وهو صاحب الكتاب الشهير "الفردوس المفقود".

 

عانى ميلتون خلال حياته من المآسى الكثيرة، حيث كانت تأتى له المصيبة تلو الأخرى، ففى 1652م فقد ابنه الأصغر، ليتابعها زوجته فى العام نفسه، وتلو مصيبة أخرى فى نفس العام أيضا ليستمر مسلسل المآسى بفقد بصره، ثم يتزوج بعد اربع سنوات مرة اخرى ويفقد زوجته الثانية وطفلتها الرضيعة، ثم يتعلق بسيدة تدعى اليزابيث ميتشال، وذلك فى عام 1663 ويظل يحبها حتى ترحل هى الأخرى لتلحق بزوجاته فى  1674.

 

لقد كان ميلتون مولعا بالحرية وأولاها اهتماما كبيرا، وقد كان واضحا فى كتاباته، وقد اتخذ رأيا عجيبا فى هذا الصدد ودائما كان يقول ان الكفاح من أجل الحرية يتمثل فى لغة التمرد.

 

ويرى "ميلتون" أن العقل الذى منحه الله للإنسان تظهر آثاره فى قدرة الإنسان على الاختيار، ومن هنا فإن الفضيلة تعتمد على مدى قدرة الإنسان على تبنى اختيارات صحيحة.

 

وكتب ميلتون قصيدته "الفردوس المفقود" وفيها يرى الشيطان أن كلمة الخضوع تعنى الاحتقار وبهذا أصبح سجينا لهذه الفكرة التى أصبحت الشغل الشاغل له وبذلك أثرت كثيرا فى قراراته فأصبح ينظر لنفسه أنه شخصية محتقرة، كما كان المجتمع ينظر إليه على أنه قائد مهزوم.

 

ويعتقد ميلتون أن الفرد الصالح قادر على أن يقوم باتخاذ قرار منطقى وعقلانى فى كل لحظة وفى أى موقف يتعرض له فى حياته اليومية. ويتضح ذلك جليا أيضا فى الفردوس المفقود، ومن الطبيعى أن تكون معظم شخصياته تعكس نجاحا منقطع النظير فى مقاومة الاغراءات بنجاح، والقدرة على تبنى اختيار بين اتجاهين متناقضين ـ الخير والشر.

 

تأثر ميلتون إلى حد كبير بالنظرة الدينية للمرأة، فلم يقدم ميلتون الحب الجسدي كما فعل غيره، فقد كان بعيدا كل البعد عن الدول في مغبة التصوير الجسدي، وهذا ربما يكون متناقضا مع ظروف عصره، ومن الواضح من كتابات ميلتون انه لم يستخدم ألفاظا مثيرة في تجسيد تأوهات العاشقين المعذبين أو في التحدث عن العواطف الملتهبة والتعطش التقليدي للمآرب الجنسية. وهذا ربما يجعلنا نحس ـ كما يقول أحد النقاد ـ ان هذا النوع من الحب يمثل اغراء حقيقيا لميلتون نفسه. وبالرغم من أن كثيرا من قصائده تناولت موضوع المرأة الا انها كانت خالية من أي نوع من الدناءة أو الانحطاط.

 

وهذا ربما يكون قريبا من المذهب الافلاطوني في الحب، والذي يبدأ فيه الفرد بالتعلق بشخص ما، وحينئذ يكتشف ان كل الخير والجمال الموجود على هذه الأرض ما هو الا انعكاس لنموذج لا يمكن ان يوجد في حياتنا.

 

كان ميلتون صاحب مدرسة أدبية في الشعر، ويعده النقاد من بين عظماء الشعر الإنجليزي، لدرجة انهم وضعوه جنبا إلى جنب مع وليام شكسبير، وهذا خير دليل على موهبته الأدبية الفذة وقدراته الكبيرة في هذا المجال.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة