تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين
ويستمر حديثي عن تاريخ تنظيم الإخوان الإرهابي بأقلام مؤرخيه ...
أسس المرشد العام الأول الجهاز الإرهابي ، وخاض به و معه أعنف معارك الإرهاب في مصر ، من إغتيال المستشار الخازندار ، إلي نسف عشرات المحلات والمتاجر ، إلى إغتيال النقراشي باشا ، إلي محاولة نسف محكمة إستئناف القاهرة، وتواجه الإرهاب مع الإرهاب فأغتيل المرشد بأيدي عملاء الحكم .
وبعد إنتهاء المحنة عاد الإخوان إلي التأمل في التجربة ، البعض ضد الجهاز الإرهابي و البعض الآخر معه .
فيروي لنا أحمد عادل كمال أحد القادة البارزين بالتنظيم الخاص في كتابه " النقط فوق الحروف .. إلاخوان المسلمين والنظام الخاص " صفحة ٢٦٢ : "أنه كان هناك إعتراض علي إعادة تكوين النظام الخاص و أن الدعوة لا يمكن أن تنتشر بالقوة و الإنقلاب ، وذلك تحت دعوي أننا بحاجة إلى دراسة الإسلام والإستزادة منه ، لكن رجل الجهاز الإرهابي - عبد الرحمن السندي - يرفض هذه الإعتراضات وغيرها ويؤكد نحن مسلمون نستشعر الجندية الإسلامية والفدائية المؤمنة .. والنظام الخاص كما أردناه جيش يحمي الجماعة و القائمين بالدعوة الذين لولا قيام النظام لأخذهم خصومهم من أول الأمر أخذا ، فضلا عن أنه سيكون بمثابة أداة تخويف وردع للحكومات وذلك حتي تخشي الجماعة و تخشي الإصطدام بها " .
الحقيقة أن الجماعة قد قررت منذ البداية الإحتفاظ بجهازها الإرهابي ، فقط أرادت التمويه والتغطية ، حتي تمنح الجهاز الإرهابي فرصة النمو والإستقرار حتي يصبح من جديد قادرا علي ترويع كل خصوم الجماعة ، فقد كان إختيار الأستاذ حسن الهضيبي المستشار بالنقض مرشدا عاما أحد أساليب التمويه والتغطية ، فقد راحت الجماعة تروج علنا وهمسا أنها تبدأ صفحة جديدة وأن إختيار قاض بل ومستشار في محكمة النقض مرشدا لها إنما هو دلالة علي رفضها للإرهاب ، و إعلان للكافة علي أنها قد قررت التخلي عن الإرهاب والجهاز الإرهابى .
- هل كان المستشار الهضيبي فعلا وحقا ضد الجهاز الإرهابي ؟
في حقيقة الأمر لقد تم طرح هذا السؤال أكثر من مرة ، وأكد البعض أن الرجل وهو رجل قانون إستشعر حرجا من وجود الجهاز السرى ورفض التعامل معه وحاول حله ، و قال البعض إنه كمرشد جديد لم يكن يعرف قنوات التعامل مع هذا الجهاز الإرهابي وأنه غلب علي أمره ، بينما قال البعض أن الرجل الذي لبس وشاح القضاء زمنا طويلا كان ضالعا في العمل الإرهابى ، وأنه إختلف مع رجال الجهاز الإرهابي القدامى لأنهم رفضوا إختياره مرشدا بحجة أنه دخيل على الدعوة ، ولأنه لم يستطع أن يحكم قبضته عليهم .
ولكي لا يتهمنى أحد بالتحيز سألجأ إلي أحد رجال الجماعة وأحد قادة العمل السرى فيها ومسئول أحد الأجهزة السرية التى أسسها حسن البنا " قسم الوحدات " كي أسأله الإجابة وهو صلاح شادى .
حيث يروى لنا صلاح شادى فى كتابه " حصاد العمر " بتفصيل دقيق رحلة المستشار الهضيبي مع الجماعة و مع جهازها الإرهابى وكيف إستمع إلى أراء خبراء الإرهاب فى الجماعة فى كيفية إعادة بناء الجهاز الإرهابي على أسس جديدة .
ولنقرأ معا ما كتبه صلاح شادى نصا في كتابه " حصاد العمر " صفحة ١٤٢ : " وإستمع المرشد إلى رأي سيد فايز فى إصلاح النظام الذى يدعو إلى تخلى كل قادته المعروفين لدى الحكومة عن مراكزهم ، إذ لايتصور أن يتم أي عمل فدائى يكون إسم صاحبه معروفا لدى الشرطة وإلا فقد النظام السرى مضمونه وأصبح علنيا .. وأقتنع المرشد بهذا الرأى ، وبدأ يحكم خطوة بالإعلان عن عدم وجود هذا النظام داخل الجماعة ، وفي نفس الوقت الذى ظل مبقيا على واقع التنظيم بدون أى تغيير " .
هكذا كانت الجماعة .. هكذا كان السيد المستشار !
و للحديث بقية ...
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة