تناولت أكثر من مرة أهمية مشروع 100 مليون صحة، والكشف عن فيروس سى وعلاجه، وأن هذا المشروع يمثل خطوة على الطريق لمواجهة مرض كان يمثل تهديدًا لحياة المصريين. وخلال التناول دعوت إلى أن يتم الاستفادة من تجربة نجاح مشروع مواجهة الفيروس فى تدعيم المؤسسات الطبية، وتطوير الأداء وعلاج الثغرات تعطل المنظومة الطبية. خاصة أن هناك ثغرات تمثلها البيروقراطية داخل كثير من مؤسسات الصحة، تمثل عقبات، وتضيع أى جهد يمكن أن يبذل فى منظومة العلاج.
وإذا كنا نتحدث عن البدء فى إطلاق مشروع التأمين الصحى الشامل بعد إقرار القانون، فإن الأمر يتطلب إصلاح النظام الطبى، الذى يعانى من البيروقراطية والجمود، ولا يناسب التحديث المطلوب، خاصة أن الصحة والعلاج يقومان على البشر وسرعة اتخاذ القرار وليس فقط على المبانى والأجهزة. وإذا كنا ننتظر تطبيق التأمين الصحى الشامل لعدة سنوات قد تصل إلى عشرة، وأكثر، فإن المنظومة الحالية للتأمين الصحى تحتاج إلى إصلاح جذرى وقرارات جريئة، وتعانى من البيروقراطية والبطء. وهناك معاناة يومية للآلاف من المرضى مع عيادات الـتأمين الصحى فى أنحاء الجمهورية، ينتظرون بالساعات ولا يحصلون على خدمة جيدة، والكثير من الأدوية أصبحت غير موجودة ويضطر المريض لشرائها على نفقته.
وهناك قصص كثيرة لضحايا الإهمال فى التأمين الصحى، منها قصة مريضة سرطان رحلت بعد التأخر فى اتخاذ قرار صرف العلاج لها وتأخر اللجنة المعنية بقرار العلاج فى الموافقة على صرف الدواء.
القصة يرويها الكاتب الصحفى والنائب السابق محمود الشاذلى، نائب رئيس تحرير الجمهورية، على صفحته بـ«فيس بوك» يقول إن وفاء عقاد الشاذلى، وهى أخصائية ووكيلة التمريض بمركز طبى فى مركز بسيون بالغربية، أصيبت قبل شهور بسرطان ودخلت المجمع الطبى للتأمين الصحى بالغربية، وقرر لها الأطباء دواء «الأفاستن» وهو العلاج الوحيد للسرطان الذى أصابها. ولكن تم تحويل قرار الأطباء بصرف الدواء إلى لجنة بالتأمين الصحى، اللجنة دورها الموافقة على قرار الأطباء، وقد تأخرت فى الموافقة على صرف جرعات الدواء.
واضطر والد المريضة لشراء جرعات الدواء انتظارًا لقرار لجنة التأمين الصحى، التى رفضت صرف العلاج، وعجز الأب عن شراء المزيد من الدواء بعد أن أنفق عشرات الآلاف، الأمر الذى أدى لتدهور صحة المريضة ووفاتها. وفاء راحت ضحية اللوائح وتقاعس اللجنة التى تأخرت، ثم رفضت صرف العلاج. السيدة رحلت وتركت طفلين، وهى أرملة. الكاتب والنائب السابق محمود الشاذلى، كان شاهدًا على الأمر ويطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذا التأخير الذى أدى لوفاة السيدة وفاء.
خاصة أن ما جرى مع المريضة الراحلة، يمكن أن يتكرر مع مرضى آخرين، لايمكنهم الوصول إلى هذه اللجان، ويذهبون ضحية البيروقراطية والتقاعس والإهمال. وهذه اللجان والمسؤولون المهملون الذين لا ينشغلون بالمرضى، يضيعون بإهمالهم جهودًا كثيرة تبذل لإصلاح المنظومة الطبية.
وإذا كان هناك اتجاه لإنهاء قوائم الانتظار، للعمليات وحملات للكشف والعلاج فيروس سى والسكر والضغط، فإن المهملين والمتقاعسين فى المؤسسات الطبية، يمثلون ثغرات تضيع أى جهد يبذل. فهل تحقق وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، فى هذه القضية وتحاسب المسؤولين عن تأخير علاج وفاء؟.
التأمين الصحى يحتاج إلى تدخل لمواجهة وسد هذه الثغرات.