ضربت قرية العصارة التابعة لمركز الفتح بأسيوط نموذجا فى المشاركة الاجتماعية وتكاتف الأهالى على قلب رجل واحد، وتفعيل الجهود الذاتية، والاعتماد على أنفسهم، وعدم انتظار الموازنات العامة للدولة لإنشاء المصالح الحكومية التى تخدمهم داخل قريتهم، ولكنهم تكاتفوا فيما بينهم وقاموا بتوفير كل الأراضى التى تم بناء المصالح الحكومية عليها داخل القرية إما من خلال التبرع بالأرض من قبل بعض العائلات أو من خلال جمع مبالغ مالية من كل أهالى القرية دون استثناء أحد لشراء مساحات الأرض لإقامة المدارس والوحدات الصحية، والبريد والمساجد، وغيرها من المصالح الحكومية التى امتلأت بها القرية وأصبحت فى خدمة المواطنين.
وقال صلاح خلف الله أحد أهالى قرية العصارة، لـ"اليوم السابع"، إن أهالى القرية قرروا فيما بينهم، عدم الانتظار لحين البحث عن أراض مملوكة للدولة، أو قيام الدولة بنزعها أو شرائها من مالكيها ولكن قرروا الاعتماد على الجهود الذاتية وعلى أنفسهم لشراء الأراضى التى تقام عليها المصالح الحكومية، فتمكنا من التبرع بقطعة أرض لبناء جمعية زراعية، ومكتب بريد ومدرسة العصارة الابتدائية، كما أننا تمكنا من خلال الجهود الذاتية وجمع مبالغ مالية من أهل القرية جميعا وبرضا كامل من الجميع من شراء 10 قراريط بقيمة 200 ألف جنيه لبناء مدرسة خالد بن الوليد بالقرية، وشراء 5 قراريط بقيمة 460 ألف جنيه لشراء أرض لإقامة وحدة طب الأسرة الحديثة بالقرية وأيضا بناء جناح إضافى لمدرسة خالد بن الوليد من خلال شراء أرض بقيمة 320 ألف جنيه، ونشرع حاليا فى جمع أموال من أهالى القرية لشراء قطعة أرض وتسليمها للدولة لعمل مشروع الصرف الصحى.
وأضاف الشيخ على خلف الله شيخ البلد بقرية العصارة، أنه فى كل مرة نقرر شراء أرض لبناء مصلحة حكومية سواء كانت مدرسة أو وحدة صحية أو غيرها من المصالح التى تم إنشاؤها فى القرية يجتمع أهل القرية فى دوار العمدة وبرضا كامل وعزيمة من جميع الأهل وعدم الاعتراض ويتم تشكيل لجنة شعبية من بيننا وعمل دفتر خاص لتسجيل أسماء المتبرعين وقيمة ما دفعوه وذلك من خلال إحدى الجمعيات الفاعلة بقرية العصارة بعد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية وفتح حساب بنكى باسم المشروع وطبع دفاتر مالية باسم الجمعية تشرف عليها الأجهزة الرقابية وعادة ما يكون هناك مبلغ يتم الاتفاق على جمعه وهناك من يدفع أكثر وكل على حسب مقدرته.
وأوضح سيد محمد عبد الباقى عليان من أهالى القرية من أصحاب المعاشات، أن الأهالى فى البداية خاصة أصحاب المعاشات كانوا يتعرضون لإجهاد كبير فى الحصول على معاشهم، وذلك من خلال التوجه إلى مكاتب بريد فى القرى المجاورة مثل قرية الملجأ أو بنى مر أو الأطاولة وغالبيتهم من السيدات وكبار السن، حيث يركبون المواصلات ذهابا وإيابا وهو ما يتسبب فى تعبهم وجهدهم، ولكن الحمد لله بالمجهود الذاتى وبمشاركة جميع أهل القرية قمنا بعمل مكتب بريد وهو ما وفر الراحة للأهالى وكبار السن وكل الطالبين للخدمات البريدية بدلا من الذهاب لمسافات بعيدة طلبا للخدمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة