من شخص يلعب بـ"البيضة والحجر" بوجهه لحية كثيفة وأمامه مبخرة وسط كلمات تخرج من فمه غير مفهومة، لشخص آخر يتواصل مع زبائنه عبر الـ"فيس بوك"، هكذا تحولت مهنة الدجل والشعوذة وتطورت بشكل سريع.
"الأحجبة" التقليدية والكتابات بالمداد على بعض الملابس، لم تعد هذه الطريقة التقليدية معمول بها فى كثير من الأحيان، حيث طور المشعوذين من أنفسهم بشكل كبير، واقتحموا عالم "الشوسيال ميديا"، لاستقطاب الزبائن.
أوراق
القدرة على "جلب الحبيب" مازالت نبرة الدجالين، التى يتحدثون بها مع الفتيات التي تقدم بها العمر ولم تتزوج بعد، وذلك من خلال إطلاق العديد من الصفحات على "الفيس بوك" عن "الشيخ فلان" و"الشيخ علان" مدعين قدرتهم على حل المشاكل وتقريب وجهات النظر بين الفتيات والشباب، مروراً بالانتهاء بعش الزوجية.
لم تكن الفتيات وحدهن ضحايا للمشعوذين عبر "السوشيال ميديا"، وإنما وصلت للمتزوجات، اللاتى تعانين من مشاكل مع الزوج، حيث زعم المشعوذين قدرتهم على حل جميع هذه المشاكل.
"الشات" بات الوسيلة الأسرع للتواصل مع "الشيخ" وطرح كافة المشاكل، لإيجاد حلول سريعة وعاجلة لها، لدرجة الوقوف على تفاصيل دقيقة عن غرف النوم وما يدور بداخلها.
"كروت الشحن" بمثابة المقابل الذي يحصل عليه المشعوذ من الضحايا، فلم تعد الطريقة التقليدية للحصول على الأموال عن طريق شراء "خروف" أو كميات من البخور، فقد ولى الزمن على هذه الطرق، وإنما أصبحت أرقام كروت الشحن هي البديل.
المشعوذين على "السوشيال ميديا"، لم يكونوا بمنأى عن رجال الأمن، حيث ترصد الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، تحركاتهم، ونجحت في ضبط دجال بالجيزة، لإشتراكه مع ابنه في ممارسة أعمال الدجل والشعوذة والنصب على المواطنين، حيث رصدت المتابعة قيام مُستخدم أحد الحسابات بموقع "فيس بوك" بنشر مشاركات تتضمن صور وعبارات تفيد قدرته على ممارسة جميع أنواع السحر والشعوذه نظير مبالغ مالية.
ومن خلال البحث والتحرى، أسفرت جهود الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، أن وراء ارتكاب الواقعة " محمد.ع" مقيم أطفيح بالجيزة، سبق ضبطه وإتهامه فى 3 قضايا "تبديد" ومطلوب التنفيذ عليه فى قضية "تبديد".
متهم
وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، ومديرية أمن الجيزة برئاسة اللواء دكتور مصطفى شحاتة مدير الأمن، تم استهداف المتهم وضبطه بمحل إقامته، وبالفحص والتفتيش تم ضبط جهاز هاتف محمول، بفحصه تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن المشاركات على الفيس بوك، كما تم العثور على كتاب لتفسير الأحلام، وأوراق تحتوى على طلاسم خاصة بأعمال السحر والشعوذة، يستخدمها مع المترددين عليه والمتواصلين معه عبر شبكة الإنترنت.
واعترف المتهم بارتكابه الواقعة، بالاشتراك مع ابنه، بقصد النصب، وإيهام المتعاملين معه عبر شبكة "الإنترنت" بقدرته على ممارسة السحر، وذلك بغرض الاستفادة منهم مادياً، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
