فى تحرك جديد لمحاصرة النفوذ الإيرانى ونشاط طهران الداعم للإرهاب فى العديد من دول الشرق الأوسط، تقترب الولايات المتحدة الأمريكية من تدشين تحالفات أمنية وسياسية جديدة من خلال مؤتمر وارسو الذى تستضيفه بولندا بمشاركة مسئولين وخبراء من أكثر من 60 دولة حول العالم.
الأهداف الأمريكية من مؤتمر وارسو عبر عنها صراحة وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى كلمته ظهر الخميس، بدعوته لمواجهة التهديدات الإيرانية والتعاون وفق تحالفات جديدة لمواجهة تحديات المنطقة.
وتأمل الولايات المتحدة فى حشد ائتلاف دولى ضد إيران، فعلى الرغم من أن القمة تحمل عنوان المهمة الأوسع للسلام والأمن فى الشرق الأوسط، إلا أن الجهود المبذولة لعزل إيران تخيم على الحدث.
القمة التى أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، خلال خطابه فى الجامعة الأمريكية الشهر الماضى، عرفت أولا أنها قمة دولية ضد إيران، غير أن الإدارة الأمريكية عادت لتؤكد أن ذلك اللقاء الذى يجمع الدول المشاركة سيتركز على "أمن الشرق الأوسط" بشكل أوسع وأن جدول أعمالها يتضمن سوريا واللاجئين والإرهاب والصراع السيبرانى وخطة سلام إسرائيلية فلسطينية. لكن صوت رودولف جوليانى، وهو من أنصار تغيير النظام فى إيران، حدد نبرة مختلفة.
فقبل ساعات من إنطلاق القمة، قال جوليانى، عمدة نيويورك السابق ومحامى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لمظاهرة مناهضة لإيران خارج استاد وارسو الرئيسى أن القادة الإيرانيين "قتلة ، هم قتلة ويجب أن يكونوا خارج السلطة".
وأشار إلى إنه يمثل جماعة معارضة إيرانية، مشيرا إلى مجاهدى خلق، وليس ترامب. لكن رسالته تسببت فى لغط بشأن ما قاله المسؤولون الأمريكيون لنظراء الأوروبيين بأن اللقاء، الذى سيستمر لمدة يومين، سيركز على مجموعة من المسائل الأمنية فى الشرق الأوسط.
يمثل الولايات المتحدة فى القمة، نائب الرئيس مايك بينس إلى جانب وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر. وينضم إليهم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ومسؤولون كبار من المملكة العربية السعودية، الذين يتشاركون أيضاً القلق بشأن النشاط الإيرانى فى الشرق الأوسط.
وتحاول الولايات المتحدة بناء ائتلاف دولى ضد إيران بعد انسحاب الرئيس، دونالد ترامب، العام الماضى، من الأتفاق النووى الذى عقدته الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس باراك أوباما وقوى دولية أخرى، مع طهران فى يوليو 2015 بهدف منعها من تطوير سلاح نووى مقابل تخفيف العقوبات.
وفى حين أن اللقاء هو الأول الذى يجميع دول الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة منذ سنوات، لكن تشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن بعض الحلفاء والبلدان الرئيسيين فى أوروبا وغيرها أرسلوا ممثلين منخفضى المستوى، إذ أن الإشارات المتباينة والترتيبات المخصصة للتجمع جعلت بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة قلقين، من أن تؤدى تلك التحركات فى نهاية المطاف إلى تحرك عسكرى ضد إيران وعدم الاكتفاء بالعقوبات الاقتصادية.
فالسياسة الأمريكية تجاه الملف الإيرانى هى واحدة من نقاط الخلاف بين واشنطن وحلفاءها الأوروبيين الموقعين على الأتفاق النووى والذين أرعربوا عن رفضهم لانسحاب الولايات المتحدة منه. ومنذ ذلك الحين، حاولت بريطانيا وألمانيا وفرنسا إنقاذ الاتفاق للحفاظ على امتثال إيران لشروطه الخاصة بوقف الأنشطة النووية.
وأمام هذا الحشد الدولى، لم تقف روسيا، الحليف الأقرب لإيران صامتة، فسرعان ما أعلن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، عن قمة مع قادة إيران وتركيا فى سوتشى، اليوم الخميس، وهو اليوم الرئيسى لمؤتمر وارسو. وتشير نيويورك تايمز إلى أن تحرك بوتين أبرز العداء الأمريكى المتنامى تجاه روسيا، التى شاركت مع الصين فى التفاوض على الاتفاقية النووية لعام 2015.
ويبدو أن الرد الروسى أثار قلق الأمريكيين، إذ أمضى بومبيو الكثير من يومه يصور روسيا على أنها غير جديرة بالثقة، بشراسة لم يبدها ترامب. وقال خلال زيارته للقوات الأمريكية فى قاعدة الناتو فى أورزيسز، على بعد حوالى 40 ميلاً من الحدود الروسية فى كالينينجراد: "روسيا لديها تصاميم كبيرة للهيمنة على أوروبا وإعادة تأكيد نفوذها على الساحة العالمية".
وأضاف: "يسعى فلاديمير بوتين إلى تشتيت حلف الناتو وإضعاف الولايات المتحدة وتعطيل الديمقراطيات الغربية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة