صدمة جديدة لواحد من أهم قطاعات الاقتصاد الأمريكى والعالمى، وهو صناعة السيارات، بعدما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أنها أوصت فى تقرير للرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم كبيرة على السيارات المستوردة ومكوناتها، على الرغم من أن متحدثة باسم الوزارة أكدت مساء الأحد، أنه لن يتم الكشف عن تفاصيل تقرير الأمن القومى الذى رفعه وزير التجارة ولبور روس لترامب.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد بدأ التحقيق فى الأمر فى مايو الماضى بموجب القطاع 232 من قانون توسيع التجارة، وهى نفس المادة التى استخدمتها الإدارة العام الماضى لرفع التعريفة على واردات الصلب والألومنيوم.
ويظل أمام ترامب 90 يوما بعد استلام التقرير رسميا ليحدد ما إذا كانت وزارة التجارة ترى أن واردات السيارات تمثل تهديدا أمنيا.
ومع صدور هذا التقرير، حذرت جماعة بحثية مستقلة من أنه فى حالة فرض ترامب للتعريقة على السيارات وأجزاء السيارات التى تدخل أمريكا، فإنها ستكلف البلاد مئات الآلاف من الوظائف وترفع أسعار السيارات المحلية الجديدة عدة آلاف من الدولارات. وقال مركز أبحاث السيارات الأمريكى فى دراسة حديثة إن تأثير فرض التعريفة سيكون هائلا على صناعة السيارات الأمريكية.
وكان ترامب قد غضب فى نوفمبر الماضى عندما أعلنت شركة "جنرال موتورز" الأمريكية إغلاق مصانع لتجميع السيارات فى أوهايو وميتشيجان وميريلاند وهدد بفرض 25% تعريفة على السيارات ردا على ذلك. وحذرت الشركات والحكومات من أوروبا إلى آسيا ترامب من أن التعريفة على واردات السيارات ستلق أذى بالاقتصاد الأمريكى وتحدث اضطرابا بصناعة السيارات العالمية.
وأصيبت صناعة السيارات بحالة من الفزع إزاء التأثير المحتمل لفرض تعريفات على السيارات المستوردة، والتى سيكون لها تأثير سىء على الاقتصاد. وقال بيتر بوكفار، مسئول الاستثمار الرئيسى فى مجموعة بيكلى الاستشارية، إن فرض تعريفة على السيارات سيكون كارثة، فأجزاء كثيرة للسيارات تأتى من عديد من الأماكن تدخل فة صناعة السيارات، وستكون تلك التعريفات الأكثر انتشارا.
من جانبه، قال الاتحاد الأوروبى إنه سوف يلتزم بكلمته مادامت الولايات المتحدة تفعل الأمر نفسه. وكان ترامب قد وافق على عدم فرض تعريفة سيارات على أوروبا مع عمل الجانبين على اتفاقية تجارية. إلا أن مسئولين أوروبيين قالوا إنه لو تمت ترجمة تقرير وزارة التجارة إلى تحركات تطبق على الصادرات الأوروبية، فإن المفوضية الأوروبية سترد بشكل سريع وكاف
وعلقت وكالة "بلومبرج" على هذه التطورات، وقالت إن اندلاع حرب تجارية تتعلق بصناعة السيارات سيكون ضربة لكبار القائمين على هذه الصناعة بدءا من جنرال موتورز وحتى تويوتا التى بنت سلاسل إمداداتها للاستفادة من الدول ذات الرسوم المنخفضة.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد انتقدت موقف ترامب فى هذا الشأن علنا خلال خطابها فى مؤتمر ميونيخ للأمن هذا الأسبوع، وأعربت عن صدمتها لأن إدارة ترامب اعتبرت أن سيارات "بى إم دبليو" المصنوعة فى كارولينا الجنوبية تمثل تهديدا للأمن القومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة