ثمة علاقات متشابكة تحكم دولة "الشر" بالتنظيمات الإرهابية على اختلاف أنواعها وتشكيلاتها بأنحاء عدة بالوطن العربى ومؤخرا دعم تنظيم القاعدة فى اليمن، هذا ما أثبتته العمليات العسكرية التى قامت بها قوات التحالف العربى الداعم للشرعية اليمنية ، حيث أعلن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، العثور على أسلحة إيرانية بحوزة تنظيم القاعدة وميليشيات الحوثي في اليمن.
وعرض المالكي خلال مؤتمر صحفي أمس، صورا لأسلحة ومنشورات طائفية تم العثور عليها مع المتمردين الحوثيين الموالين لإيران.
وأضاف المالكي أنه جرى "العثور على أسلحة إيرانية لدى تنظيم القاعدة في اليمن، فيما تمت مصادرة أسلحة ومنشورات إيرانية طائفية كانت لدى ميليشيات الحوثي".
لم يعد الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية في اليمن مقتصرا على ما تصفه بـ"الدعم الاستشاري" من خلال خبراء وعناصر ميليشيات " حزب الله " اللبنانية، بل بلغ تزويد المتمردين بالصواريخ الباليستية التي سبق وأن عرضت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، جزءاً منها.
وذكر المتحدث أن الانقلاب الحوثي وما ترتب عليه من غياب الشرعية "تسببا في صعود التنظيمات المتطرفة في اليمن"، مشيرا إلى أن التحالف "يكافح الإرهاب إلى جانب الجهود السياسية والإنسانية".
تنظيم القاعدة باليمن
إعلان إيرانى بدعم "الحوثى"
ولم تعد إيران تخفي رسمياً دعمها للحوثيين، حيث أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة له في 10 ديسمبر الجاري، على استمرار التدخل العسكري الإيراني عن طريق دعم ميليشياته في اليمن، على غرار التدخل الذي يقوم به الحرس الثوري، بدعم ما أطلق عليهم "مقاتلي محور المقاومة" في العراق وسوريا ولبنان"، حسب تعبيره.
جريمة الألغام باليمن
وأكد روحاني الذي تخلى أخيراً عن خطابه الذي كان يوصف بـ "المعتدل" في كلمته التي ألقاها أمام مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني وبثها التلفزيون الإيراني، على استمرار دعم ميليشيات إيران في المنطقة واليمن، قائلا: "أقبل أیادي مقاتلي المقاومة الذین زرعوا الیأس في قلوب الاستكبار العالمي والصهیونیة. إنهم نشروا الأمن في ربوع العراق وسوریا ولبنان وسينعم الیمن بالأمن أيضا".
استراتيجية إيران باليمن
وبدأت استراتيجية إيران واضحة في التوغل في اليمن منذ أن أيدت تصفية الحوثيين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في 4 ديسمبر الجاري، عندما بارك القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، مقتل صالح، معتبرا ما قامت به الجماعة المتمردة الموالية لطهران بأنه "القضاء على المؤامرة والانقلاب الذي دبّر ضد الحوثي".
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني، فقد انضم إلى المسؤولين الإيرانيين المهنئين بمقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على أيدي ميليشيات الحوثيين الموالين لطهران، وقال في تصريحات إن شعب اليمن المخلص سيجعل المعتدين "يندمون على أفعالهم"، على حد تعبيره.
ومنذ تسلمه ولايته الثانية في أغسطس الماضي، أطلق روحاني تصريحات متشددة أخيرا حول تأييده المطلق للحرس الثوري بتدخلاته الدموية في دول المنطقة، ما أسقط عنه "قناع الاعتدال" بحسب محللين.
توجيه الحوثيين بضرب ناقلات النفط
من جهته، كشف حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المحسوبة على المرشد الإيراني علي خامنئي عن توجيهات إيرانية لميليشيات الحوثيين قائلا في كلمة له الثلاثاء الماضي، بأنه "في المستقبل القريب ستقوم جماعة "أنصار الله" باستهداف ناقلات النفط السعودية في خليج عدن ".
وفي نوفمبر الماضي، أصدرت النيابة العامة الإيرانية قرارا بإيقاف عمل صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لمدة يومين فقط؛ وذلك لأنها كشفت وجهة صواريخ ميليشيات الحوثيين.
وكانت إيران تستخدم طيرانها المدني لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة حتى ما قبل بداية "عاصفة الحزم" عام 2015 حيث إنه بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، أبرموا اتفاقا مع خطوط "ماهان إير" أقام الحرس الثوري الإيراني بموجبه جسرا جويا بين طهران وصنعاء.
لوليسجارد
وفي إطار مشاريعه التوسعية، أسس النظام الإيراني العديد من الخلايا والمنظمات الإرهابية منها "حزب الله الحجاز" في السعودية، ومنظمات مماثلة في دول الخليج العربي، وتزويد ميليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان بالسلاح والصواريخ وإعطاؤها الأوامر لتنفيذ عمليات ارهابية. كما دعم وتواطأ مع منظمات إرهابية دولية أخرى مثل القاعدة التي تنفذ هجمات إرهابية داخل الدول العربية والدول الغربية، وآوى عدداً من قيادات القاعدة حيث لا يزال عدد منهم في إيران، ولهذا اعتبرت الراعي الأكبر للإرهاب في العالم.
وغرمت محكمة نيويورك، إيران لتورطها في التعاون مع القاعدة بهجمات 11 سبتمبر 2001 بـ10.7 مليار دولار، وغرامات أخرى تصل إلى 21 مليار دولار لعوائل ضحايا أميركيين سقطوا في تفجيرات في السعودية ولبنان والكويت نفذتها خلايا الحرس الثوري الإيراني.
عرقلة تنفيذ اتفاق السويد
وذكر المتحدث أن الانقلاب الحوثي وما ترتب عليه من غياب الشرعية "تسببا في صعود التنظيمات المتطرفة في اليمن"، مشيرا إلى أن التحالف "يكافح الإرهاب إلى جانب الجهود السياسية والإنسانية".
كما أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، الالتزام الكامل باتفاق السويد، وأبدت استعدادها لإعادة الانتشار في مدينة الحديدة وفقاً لاتفاقية ستوكهولم، ودعا البيان الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث للضغط على المليشيات الانقلابية لتنفيذ اتفاقيات ستوكهولم وتحملهم مسؤولية فشلها.
لوليسجارد يحذر الحوثيين
حذر الجنرال الدنماركى مايكل لوليسغارد مليشيات الحوثي من تبعات عدم تنفيذ اتفاق السويد، وأكد قائد فريق المراقبين الدوليين في مدينة الحديدة باليمن، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً خاصاً الاثنين المقبل حول اليمن، وسيكون هناك ضغط سياسي كبير لتنفيذ اتفاق السويد.
وأضاف الجنرال الدنماركي خلال اجتماعه مع الحوثيين، أن أنظار المجتمع الدولي تتجه نحو الحديدة، إلى أن يتم تنفيذ اتفاق السويد بمختلف مراحله، ووفقا للجداول والفترة الزمنية المحددة، وفقا لما علمت مصادرنا.
وكانت مليشيات الحوثي الإيرانية استهدفت للمرة الثالثة صوامع الغلال في مطاحن البحر الأحمر ومستودعات الحبوب التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة الحديدة بعد ساعات من مغادرة مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث العاصمة صنعاء، في استمرار لخرق الهدنة.
وتوصلت الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإيرانية، خلال محادثات في السويد في ديسمبر الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة التي تضم ميناء رئيسيا تمر عبره غالبية المواد التجارية الموجهة إلى ملايين السكان، لكن المتمردين الحوثيين لا يزال يماطلون في تنفيذ بنود الاتفاق، وفقا لما
أوردته "العربية" .
وكان من المقرر أن تطبق بنود هذا الاتفاق، إلى جانب اتفاق لتبادل الأسرى، في الأسابيع الأولى من الشهر الماضي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بسبب تعنت الانقلابيين الحوثيين.