المشبوه سيظل مشبوها تفضحه مواقفه، والخائن لن يثوب إلى رشده فجأة ويتوقف عن خيانته، وتربية أجهزة الاستخبارات الغربية لا يمكن أن يتحرك خارج الخطوط المرسومة له وإلا سينتهى على الفور، أقول ذلك بمناسبة التغريدة الفضيحة التى أطلقها محمد البرادعى أو كرزاى مصر الفاشل، بعد إعلان الأجهزة المعنية فى مصر عن إعدام 9 متهمين ممن نفذوا الجريمة الإرهابية التى تسببت فى مقتل النائب العام السابق المستشار هشام بركات عام 2015.
كرزاى مصر الفاشل، أطلق تغريدة مشبوهة مثله تنتقد تنفيذ أحكام الإعدام، وتطالب بالاستجابة لمطالب الأمم المتحدة بتعليق تنفيذها لحين إلغائها، ولابد أن تتساءل عندما تقرأ مثل هذه التغريدة التى تبدو قانونية أو مثالية أو من كوكب آخر فى مثل هذا التوقيت وفى مناسبة إعدام مجموعة من الإرهابيين القتلة الذين خططوا ونفذوا لعملية زرع قنبلة وتفجيرها عن بعد فى موكب الشهيد النالئب العام السابق، بعد أربع سنوات كاملة من تنفيذهم جريمتهم البشعة التى انتهت المحكمة فيها إلى تأييد الأحكام بإعدام عشرة متهمين والسجن المؤبد لستة متهمين آخرين.
ماذا يريد البرادعى؟ هل يريد أن نترك الإرهابيين الذين دخلوا مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة وفتحوا النار على الكبير والصغير، على الشيوخ والنساء والأطفال فقتلوا أكثر من 320 بريئا فى عشر دقائق؟ ما جزاء مثل هؤلاء الإرهابيين الفجرة الكفرة إلا الإعدام؟ ولو كان الأمر بأيدى عموم المصريين لقاموا بتقطيع لحوم هؤلاء الإرهابيين وإعدامهم مرات ومرات.
هل يريد البرادعى تقديم حصانة للقتلة الذين يزرعون القنابل فى الميادين فيقتلون عشوائيا؟ أم يريد أن يظل القتلة بالسجون تنفق عليهم الدولة من مأكل ومشرب وعلاج، على أمل أن تأتى لحظة ضعف أخرى مثلما حدث بعد 25 يناير 2011 وتتسلل قوى وميليشيات من الخارج بمساعدة خلايا الإخوان النائمة لتقتحم السجون من جديد وتطلق أعتى المجرمين والقتلة فى الشوارع أو تهربهم خارج البلاد بجوازات سفر تركية وقطرية مزورة؟!
البرادعى من الآخر، يحاول تقديم غطاء قانونى ودولى لجماعة الإخوان الإرهابية التى تدير الآن عبر منصاتها وقنواتها الفضائية أكبر مندبة لتزييف الحقيقة ومحاولة إثارة التعاطف بالإيحاء تارة بأن المتهمين بقتل الشهيد هشام بركات أبرياء، رغم وجود اعترافات بالصوت والصورة لهم جميعا؟ وكيف تحركوا باليوم والخطوة والدقيقة والثانية؟ ومن أرسل إليهم الأموال؟ ومن أين حصلوا على المتفجرات؟ ومن داس زر التفجير؟ ومن أى مكان وكيف رصدوا موكب الشهيد الراحل وخططوا لاستهدافه عند أى مرحلة بالضبط؟.
لكن البرادعى فى سعيه لتقديم غطاء من القانون الدولى يخدم جماعة الإخوان الإرهابية، ينحدر أخلاقيا وإنسانيا إلى الدرك الأسفل، فلا أحد يمكن له أن يبرر قتل المدنيين العزل دون عقاب رادع، ولا أحد يمكنه أن يقبل أن يسعى القتلة على الأرض بدعوى أن القانون يمنع تطبيق عقوبة الإعدام، ألا يدعو ديننا الحنيف إلى القصاص ويشدد عليه «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون- البقرة 179»؟ لماذا يرتبط القصاص بالحفاظ على الحياة يا برادعى؟ لأن غياب قدرة الدولة على القصاص من المجرمين لصالح أصحاب الحق من الضحايا وذويهم، يعنى الانحطاط إلى مشروع الغابة، حيث يتحول المواطنون إلى قتلة أو ضحايا ومن يمتلك القدرة أو السلاح يمكنه أن يعتدى دون رادع، أو بمعنى آخر نتحول إلى الفوضى وكل قبيلة أو ميليشيا أو عائلة أو حركة أو جماعة لها أن تمتلك ما تريد من سلاح لتدافع عن منسوبيها وأعضائها.
البرادعى لا يجرؤ أن يعترض أو ينتقد أو يلمح ويغمز ويلمز إذا تعلق الأمر بالولايات المتحدة وأجهزتها، وللعلم فإن 32 ولاية وحكومة اتحادية من أصل الولايات الخمسين الأمريكية تؤيد وتطبق عقوبة الإعدام ولها فى ذلك وسائل متعددة من الحقنة السامة إلى الكرسى الكهربائى إلى الإعدام بالرصاص، وهى تسجل أعلى معدل لتنفيذ عقوبة الإعدام لمواجهة الجرائم المروعة بمتوسط 80 متهما سنويا، والمنطق هنا أن وحوش البشر وفى مقدمتهم الإرهابيون لا صلاح لهم كما أن استقرار المجتمع لا يتحقق إلا بالقصاص الواجب منهم.. وللحديث بقية.