رسالة مصرية جديدة للعالم أجمع، مفادها أن مصر ستظل بحفظ الله آمنة مطمئنة شامخة رائدة كما شهد التاريخ عليها منذ فجره.
لكل من ظن يوماً أن تلاحق الأحداث وإفساد المفسدين وتدخلات المتدخلين ومعوقات الأوضاع السياسية المتوترة والاقتصادية المتأزمة قد يثنى مصر عن عزمها فى المضى للأمام وفق خطة محددة وضعتها القيادة السياسية تسير بخطى ثابتة لا توقفها الأزمات، ولا تضعف من همتها العثرات ضاربة بها جميعا عرض الحائط، متعاملة معها بمنتهى الحكمة إذ لا تسمح لها بالتعويق ولا تجعل منها ذريعة لأى تراجع أو تثبيط للهمم كما يفعل البعض ممن حولنا، مثلما نسمع ونرى جميعا.
فقد كانت القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، الجديدة فى مسماها وأهدافها والتى تقارب بين العرب والأوروبيين فى الكثير من الأمور والاهتمامات والمصالح المشتركة، التى غالبا ما ستعود بالنفع علينا وعليهم جميعا على كل المستويات السياسية والاقتصادية.
والأهم من ذلك تقريب وجهات النظر وتصفية الخلافات وسوء التفاهمات، والذى ينعكس بدوره على توطيد وترسيخ السلام بين كل الأطراف.
فبكل تأكيد عندما نأمن الجانب الأوروبى ونتجنب خلافاته، ونضع حدودا منطقية لتدخلاته بشئوننا، نستطيع أن نتفرغ للتصدى لقوى عظمى أخرى تداعبنا بشبح الإرهاب الذى تمتلك معظم أدواته وتسخرها لخدمة أهدافها هنا وهناك لترسيخ قوتها وفرد عضلاتها وإظهار عينها الحمراء لإحكام السيطرة وتنفيذ مخطط الشر بمنطقتنا المستهدفة، وعلى رأسها ودرة تاجها الثمينة مصر .
فكما هو المعتاد وما يليق بمصر كدولة عريقة رائدة قائدة للمنطقة العربية والأفريقية ومن قبلها الدنيا ومن فيها، أن يكون لها السبق والريادة والتفرد بإطلاق مثل هذه القمة التى كانت بمثابة رسالة شديدة اللهجة للعالم بأسره، وصفعة مدوية على أوجه الحقدة وذوى القلوب السوداء والوجوه الصفراء والمتلونة، وضربة قاتلة للإرهاب ومموليه ومصدريه ورعاته من الدول العظمى مدعى الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وخدامها من الخونة والمهووسين، وعلى رأسهم أردوغان راعى القتلة وملجأ الإرهابيين ومحتضن الهاربين وأعداء البلاد، الذى فشلت كل مساعيه فى الالتحاق بالاتحاد الأوروبى، والذى كان أكبر وأهم أعضائه من رؤساء الدول والحكومات يلعبون البلياردو على أرض السلام شرم الشيخ، ويستمتعون بسحرها وأمانها وعبق تاريخها بأرض مصر الآمنة المستقرة الشامخة، رغم كل الصعوبات والتحديات وتهديدات الإرهاب الذى يصدره لنا مخبول تركيا كمندوب رسمى بالمنطقة نيابة عن أسياده من الكبار، وبدعم وتمويل من صبيانه من الخونة المزروعين بمنطقة العرب وعلى رأسهم تميم قطر.
هذا وقد اختتمت القمة فعالياتها الناجحة برسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى القوية الواثقة المهذبة التى تصيب دون أن تجرح فيما يخص أحكام القضاء وحقوق الإنسان، ووضعت للجميع حدة لا يتخطاه وحسمت الجدل والثرثرة والتدخلات غير مشروعة بشئوننا الداخلية بكل تقدير واحترام ومحبة .
فليتجرع المغتاظون مزيداً من الغيظ، ولتمشى مصر بطريقها المرسوم للخروج الآمن من الأزمات المتلاحقة والأخرى المفتعلة، ولتضرب بآمال وطموحات الخونة عرض الحائط، ولتسعد وتفخر ونسعد ونفخر بها كما عهدناها عالية فوق رؤوس الجميع .