هناك قضية كبرى فى الفكر لا تنتهى أبدا، هى العلاقة التاريخية بين النص الدينى والشعوب التى تتعامل مع هذا النص، والجميع يتذكر أزمة الدكتور نصر حامد أبو زيد حيث كان جزءا أساسيا لعلاقته بهذا الكلام.
ومن الكتب التى اطلعت عليها مؤخرا كتاب "إشكالية تاريخية النص الدينى.. فى الخطاب الحداثى العربى المعاصر" لـ الكاتب الجزائرى مرزوق العمرى، والصادر عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف.
ويقول الكتاب: "التاريخية نزعة يرى أصحابها نسبية القوانين الاجتماعية والحكم بوضعيتها وتعرف بأنها مذهب يقرر نسبية القوانين الاجتماعية واتصافها بالزمكانية، وأن القوانين من نتاج العقل الجمعى، وتسحب ذلك على الأديان أيضا، فالتاريخية إذا اتجاه يحكم بعدم شمولية القوانين المختلفة وحتى الأحكام الشرعية، فترتب على ذلك القول بتاريخية النص الدينى، أى أنه نسبى فيما يتضمن من أحكام، ونسبى فيما أرسى من تصورات ومسائل عقدية، ونسبى فيما حث عليه من آداب وأخلاق، وبالتالى فهو صالح لبيئته الاجتماعيثة لا غير، ونتج عن ذلك النداء بالعلمانية فى مجال السياسة والحكم كأهم رؤية قريبة تشكلت عبر مقدمات سبقت، فحدث شرخ كبير فى الفكر الإسلامى. ساعد الخطاب الحداثى وبعض القراءات التراثية فى اتساعه إلى حد بعيد، إلى درجة الانفصال عن النص الديني، ورفضه كمرجعية أساسية لمختلف انشغالات الحياة المسلمة".
ويقول العمرى: "لهذه الأسباب أرى أن هذا الموضوع على قدر كبير من الأهمية، وأنه جدير بالطرح والمناقشة حتى يمكن الوقوف عند هذه المسألة (تاريخية النص الديني) لبيان مدى كونها الخيار الوحيد الذى لجأ إليه الخطاب الحداثى لحل معضلات الفكر العربى والإسلامى المعاصر؟ وهل يمكن أن تكون التاريخانية الأداة المثلى والأقوى لتقويم الراهن؟ وهل أساليبها ومناهجها هى أفضل الأساليب فى قراءة النص الديني؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة