فى سابقة نادرا ما تتكرر قام البابا تواضروس بتفويض الشباب «عامة» والحاضرين لعظة الأربعاء «خاصة» بالتعامل والرد على من يهاجمه، ولم تكد تمر ساعات قليلة وحدثت الاتصالات من بعض الشباب بصفتى- على حد قولهم- أهاجم البابا، وتريثت مهلة ثم أرسلت للبابا رسالة خاصة أنه بهذا يضعنا فى موقف حرج للغاية وقد تكبر وتتضخم المشاكل وطلبت مشورته قبل التواصل مع الشباب، ولكنه لم يُبدِ أى ملاحظات أو تحفظات، ولقد أحرجنى للغاية بعض الشباب بقولهم إنها أوامر وتعليمات البابا لهم «ردوا أنتم على من يهاجمنى»، وبالطبع فأنا لا أملك إلا الخضوع لهذا الأمر البابوى الغريب من نوعه، ثم تلاحقت الأخبار الفيسبوكية بتواصل الشباب مع بعض أصحاب المواقع الأخرى- وما أكثرها- التى تنتقد البابا وتتناول سلبيات الكنيسة ومجازا يطلق عليها «تهاجم البابا والكنيسة» بينما معظم مدونيها تنتقد وتناقش وتكشف السلبيات، وكان لابد من التواصل مع الشباب، وكان السؤال الأول لماذا تهاجم البابا؟ وصححت السؤال بكلمة «تنتقد البابا» ولما كانت الصراحة راحة فقلت لهم توجد أخطاء عامة على الملأ يعرفها الجميع، ويوجد خلاف خاص وعلى درجة من السرية والخطورة بينى وبين البابا منذ بضع سنوات وأحاول إصلاحه «الخلاف طبعا ماتفهمونيش صح». وكان السؤال: كيف تجرؤ وتنتقد البابا وهو رأس الكنيسة؟
والإجابة بهدوء شديد من الكتاب المقدس نجد السيد المسيح له المجد شخصيا سمح بالنقد والانتقاد من تلاميذه دون أن يغضب منهم أو يوقفهم عن الخدمة أو يقطع راتبهم ويشردهم فى الشوارع «كما يفعل الآن البابا مع بعض الكهنة» وحدث هذا عندما أطال السيد المسيح فى موعظته للشعب وقاطعه التلاميذ وأوقفوه عن استكمال الوعظ لأن الوقت تأخر والشعب جائع، وأطاع السيد المسيح وتوقف ثم كانت معجزة 5 خبزات وسمكتين، وبالمثل بولس الرسول تشاجر مع بطرس الرسول علانية ووبخه أمام جموع المصلين بالكنيسة ليصحح أخطاءه. وجاء سؤال يقاطعنى وهل يمكن معرفة الخلاف الشخصى الخطير مع البابا؟؟ وأجبت بالنفى إلا إذا أمرنى البابا بنشر الخلاف حتى يتحمل مسؤولية ما قد يحدث فى الكنيسة والمجتمع كله!! وكان الهجوم هذه المرة عن اعتراضى لعمل البابا أيقونة وتدشينها بالميرون بالكاتدرائية بمناسبة مرور 50 عاما على افتتاحها؟ والإجابة واضحة يا شبابى العاقل وماذا عن تدشين البابا لكنيسة الشروق التى أنشئت منذ 2008 والتى دشن البابا أيضا أيقونة له داخلها؟؟ وقد نشرت لكم فيديو للبابا شنودة اعترض على وضع صورة له داخل الكنيسة لأنه غلطة طقسية وطلب استبعادها وسألت مين صح فيهما البابا شنودة أو البابا تواضروس؟
وطلب منى الشباب مهلة للعودة للبابا للحصول على إجابات، وأعتقد جازما أنهم لن يجدوا الإجابات، والمفترض يا إخوتى هو قيام البابا والمركز الإعلامى والمتحدث «الذى لا يتحدث» بالرد على هذه الانتقادات والتحاور مع الجميع ومقارعة الحجة بالحجة كما تفعل الحكومة تماما بالرد على الشائعات والاعتراضات أولا بأول وتوضيح الحقائق للشعب، فهذا هو منطق القوى، والقوة أيضا مع ضرورة الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها وإزالة آثارها «مثلما يفعل بابا روما» ومواجهة النفس أولا... وانتقلنا إلى الكاثوليك والاتحاد فى نقطة واحدة فقط وهى المعمودية ومحاولة البابا «منفردا» بعيدا عن المجمع المقدس إجراء هذا الاتحاد، كان لابد من توجيه السؤال منى هذه المرة للشباب فهناك عشرات الاختلافات والخلافات بين الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيلية، فأين اللجان الموقرة والأساقفة والجهابذة من جميع الطوائف ولماذا لم تعقد اللقاءات للتحاور والتشاور للوصول إلى تذليل العقبات ودراسة هذه الخلافات الطاحنة منذ عام 451م؟؟ لماذا التركيز فقط على عيد الميلاد وتوحيده؟؟ أين مجلس الكنائس وأين حماس البعض وهمتهم لمجرد توحيد الأعياد فقط لا غير؟ ويقولون للأسف الشديد هذه خطوة أولى ولماذا يا آبائى لم نتخذ إجراءات الخطوة الثانية والثالثة والتلاثين، حيث توجد اختلافات كثيرة متنوعة بين الأرثوذكس والكاثوليك مثل لقب «بابا الإسكندرية» ورئاسة بطرس للكنيسة والطبيعتين... إلخ، أما الإنجيلية فترفض كهنوت الطائفتين ولا تعترف بأسرار الكنيسة.. شىء عجيب!!! وانتقلنا مع الشباب هذه المرة إلى نقطة أخرى وسألت الشباب الحاضرين للعظة هل أعجبكم هجوم البابا على الموبايل والتاب واللاب توب مع أنه شخصيا يستخدم أثناء العظة التى يحضرها اللاب توب الخاص به؟؟!
كما أنه مازال يستخدم الموبايل فى اتصالاته وكذلك الفايبر!! كيف يهاجم مواقع التواصل الاجتماعى بينما هى فى حد ذاتها «تواصل اجتماعى بين الناس» خاصة خارج مصر؟؟ بينما المفترض هو أن نأخذ من التقدم التكنولوجى ما يتفق معنا ومبادئنا ولا نتجمد أو نتحنط ونتقوقع ونرفض الجديد بلا مبرر قانعين «بالجوز الخيل والعربية» ولنا فى تدبير سيادة الرئيس السيسى وتنظيمه واستفادته من هذا كله المثال والقدوة، فهو يخصص مكتبا للمتابعة والتواصل مع الشعب، بالإضافة للطريق التقليدى بالمقابلة الشخصية والاستماع للمشاكل والتعامل معها عندما تسمح ظروفه، كذلك استغلاله تكنولوجيا الاتصالات والسوشيال ميديا والبريد الإلكترونى وتويتر والفيس بوك «TWITTER FACE BOOK» وكذلك تخصيص فاكس خاص بالرئاسة للتواصل الفورى مع مشاكل المواطنين وهو رقم 02/23901998، والسؤال البرىء هذه المرة: ياترى أين المقر البابوى من هذه الوسائل الفعالة الرائعة للتواصل مع شعب الكنيسة؟ وأخيرا لن تتقدم أو تستمر أى مؤسسة ما لم تصحح أوضاعها وتناقش سلبياتها وتشكر وتحاور المعارضة والمعارضين لإظهارهم هذه السلبيات مع مناقشتها بصدر رحب وصبر، وخلوا بالكم للصبر حدود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة