ملفات عدة ومصير مشترك يجمع مصر بغيرها من دول القارة السمراء، ومن بينها الجابون التى تربطها مع القاهرة اتفاقيات تعاون وتنسيق مفتوح فى ملفات عدة، وقبل أيام من تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، وبعد أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة التى تعرضت لها الجابون على يد بعض أفراد المؤسسة العسكرية، كان "اليوم السابع" على موعد مع السفير جى روجيه نزيه، سفير الجابون لدى القاهرة للتطرق إلى ملفات التعاون، وما تنتظره الجابون والدول الأفريقية كافة من تولى مصر منصبها الجديد فى الاتحاد، وغير ذلك من القضايا.. فإلى نص الحوار:
- ما تقييمك لوضع العلاقات الثنائية بين مصر والجابون فى الوقت الحالى؟
العلاقات المصرية والجابونية طول عمرها ممتازة وهو أمر طبيعى، وانعكس ذلك فى نتائج الزيارة التى قام بها الرئيس الجابونى لمصر فى فبراير 2016، وكذلك زيارة الرئيس المصرى بزيارة إلى الجابون فى أغسطس 2017، وهى الزيارة الأولى لرئيس مصرى للجابون منذ استقلال البلاد سنة 1960، مشيرًا إلى وجود مدرسين مصريين يعملون فى المدارس الحكومية الجابونية، فضلا عن 3 شيوخ موفدين من الأزهر لتدريس تعاليم الدين الإسلامى، ويعملون تحت إشراف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الجابونى، كما قدمت مصر 7 منح دراسية للجابون للعام الدراسى 2017/2018 (5 معاهد أزهرية و2 جامعة الأزهر)، وتم مؤخرًا وضع حجر الأساس لأول كنيسة قبطية أرثوذكسية فى الجابون ومنطقة وسط أفريقيا.
- كيف ترى رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى هذا العام؟
لا أتنبأ بالمستقبل، ولكن نتحدث بناء على تجارب حدثت بالفعل، فالرئيس عبد الفتاح السيسى، وطد علاقته بشكل جيد على المستوى الأفريقى، ورئاسته لن تكون عادية، خاصة وأن أهم مهامه فى الاتحاد هذا العام، فى مجالات التنمية والأمان ومكافحة الإرهاب، ومصر أدلت بالفعل دولها على مستوى الوطن، ونجحت فى حصار الإرهاب فى بقعة واحدة والقضاء عليها، وعملت على تنمية بلدها، وصنع شبكات من البنية التحيتة .
- ما هو حجم التبادل التجارى بين البلدين، وأوجه التعاون؟
للأسف حجم التبادل التجارى ضعيف للغاية، لا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الجابون تصدر الخشب لمصر والتى تقوم بدورها فى تصدير الموبيليا والبلاستيك، ولكن وبرئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، نتوقع تحسن التبادل التجارى وحجمه، وتعدد مجالات التعاون فى أكثر من مجال وقطاع، بعد موجات الترويج التى يقوم بها مسئولى كل دولة، وإقامة المعارض المصرية فى السوق الجابونية .
- وماذا عن القطاع الصحى؟
قام ممثلو شركة المقاولون العرب بزيارة ميدانية إلى المستشفى المصرى الجابونى والتى تم بناءها بدعم الوكالة المصرية للشراكة مع الدول الأفريقية، وقدموا مشروع لإقامة مبنى ملحق جديد للمستشفى سيتم عرضه على السلطات المعنية، وأثناء زيارة رئيس الدولة تم توقيع اتفاق بإنشاء مستشفى أكبر بست طوابق فى كل المجالات، وكذلك بناء مصنع للأدوية مشترك لتصنيع الأدوية المصرية فى الجابون، والاستفادة من الخبرة المصرية فى تطبيق نظام لتوزيع الأدوية فى الجابون.
- ما عدد الجالية الجابونية فى مصر؟
فيما عدا الدبلوماسيين الجابونيين، فمواطنى الجابون عددهم لا يتعدى 40 طالبا جابونيا فى جامعات القاهرة والأزهر الشريف.
- ما هو الوضع الأمنى والسياسى فى الجابون بعد محاولة الانقلاب؟
محاولة الانقلاب التى وقعت فى الفترة الأخيرة لا تذكر، فلا يوجد انقلاب مدته ساعتين، وهذا الأمر هو محاولة بعض أفراد المؤسسة العسكرية الاستيلاء على السلطة، وأن الأحداث فى الجابون بدأت من 24 أكتوبر حين تعرض الرئيس لمشكلات صحية، واضطر للسفر للعلاج بالخارج، إلا أن الوضع الأمنى والسياسى فى الجابون حاليًا مستقر للغاية.
- وما هى حالة الرئيس الجابونى الحالية؟
لقد ظهر الرئيس الجابونى على بونجو، أثناء تنصيب الحكومة الجديدة، إلا أنه عاد مرة أخرى إلى المغرب لاستكمال فترة الاستشفاء التى لن تأخذ وقتًا كثيرًا، والأمر لا يؤثر على استقرار البلاد فى شيء.
- ما هى مجالات الاستثمار فى الجابون؟
المجالات كثيرة ومتنوعة ومفتوحة للمستثمرين الأجانب، بكافة التسهيلات والإجراءات الميسرة لدخولهم السوق الجابونى، سواء فى مجالات الزراعة بكافة أشكالها، بالإضافة إلى حاجتنا لخبرة المصريين لتربية الدواجن ومصايد الأسماك وتربيتها، وخبرتهم فى إنشاء المساكن والطرق والكهرباء.
- وما هى التسهيلات التى تقدمها حكومة الجابون للاستثمار فيها؟
أولًا لا نفرض أى رسوم جمركية أو ضرائب، ولدينا نظام الشباك الواحد، ومنطقة حرة صناعية اقتصادية، تسهل كل الإجراءات للمستثمرين لإنشاء مصنعهم أو الشركة فى يوم واحد فقط، بالإضافة إلى إنهاء الإجراءات القانونية والاقتصادية المخصصة لمشروعات المستثمرين للوصول هناك، وبالفعل تم إنشاء مجموعة مصانع قادمة من دمياط.
- ما رأيك فى العلاقات الدبلوماسية المصرية فى الفترة الأخيرة مع دول القارة السمراء؟
مصر بلد أفريقى، والتعاون بينها وبين أفريقيا طبيعى ومثمر للغاية، والسيسى يأمل أن البلاد الأفريقية تتعاون مع بعضها اقتصاديًا وتجاريًا، كما أنه يحلم بالتكامل بينهم وبين بعض، ومصر كلها خبرات والمفروض أن نستثمر ذلك ونساعدها ونقدم كل الخبرة والأدوات التى تحتاجها لتحقيق التنمية الأفريقية التى تريدها .
- الجابون لا تعانى من الإرهاب فى وطنها، ولكن باعتبارها دولة مجاورة لحدود إرهابية، ماذا ستقدم فى ملف مكافحة الإرهاب؟
رئيس الجمهورية الجابونى على بونغو، يدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كل ما يختص حملاته ضد الإرهاب، على كافة المستويات لأن الإرهاب داء ينتشر فى كل الحدود ولابد من تكاتف الجميع لنحره من الجذور.
- هل الدول الأفريقية بحاجة إلى مواثيق جديدة وقوانين تضبط حركة السلاح غير الشرعى بين حدود الدول؟
طبعًا نحتاج مواثيق لمعرفة من أن يأتى السلاح، ومنع تداول الأسلحة وتأمين تنفيذ وتطبيق الاتفاقيات الدولية التى يتم توقيعها لمنع ذلك، ودعم الأمن والسلم فى المنطقة.
- أثناء زيارتك للقاهرة، ما لذى ترغب فى وجوده بالجابون؟
أحلم برؤية نفس الطرق الموجودة فى القاهرة، والبنايات الهائلة وشبكات الطرق والبنية التحتية والكهرباء.
- فى النهاية من ستشجع فى بطولة كأس الأمم الأفريقية غير منتخب الجابون؟
هناك فرصة أخيرة لدخول منتخب الجابون، منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية المقرر تنظيمها فى مصر منتصف العام، حيث يلعب مع منتخب بروندى نهاية الشهر، ولو تأهل سيكون لديه الفرصة باللحاق للبطولة، وإذا لم يلعب فى البطولة سيكون تشجيعه لمصر هو الخيار الوحيد بعد ذلك، لأن فريقها يستحق التأهل للبطولة، خاصة مع البطولات الكثيرة التى يحرزها، ويلعب بأريحية ولديه كل القدرات التى تؤهله للحصول على الكأس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة