تتميز العلاقات المصرية الأفريقية بالدفء والتعاون المشترك على كافة الأصعدة ما جعلها تتميز بأفاق رحبة توجت بذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا للاتحاد الأفريقى الذى يجمع أبناء القارة السمراء لصياغة رؤى أكثر عمقا وتعاونا خلال الفترة المقبلة .
ولم يكن التعاون وليد تولى الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى بل كان متأصلا وقوى الأبعاد على مدار العقود الماضية باعتبار أفريقيا الامتداد الإستراتيجى للقاهرة فنجد أن القوافل الطبية إلى العمق الأفريقى لم تتوقف يوما واحدا لتخدم مئات المرضى وتوفر لهم دعما صحيا يجعلهم قادرين على مواجهة المرض، بالإضافة إلى الفرق الطبية عالية المستوى التى ترافق القوافل الطبية ليس فقط لعلاج الأشقاء فى مختلف الدول وإنما لتبادل الخبرات العلمية والعملية فى تخصصات الطب المختلفة .
ويتسم التعاون المصرى الأفريقى بالنوعية فى محتواه وآليات تنفيذه، حيث حظى ملف الدواء باهتمام الجانبين ما دفع القاهرة إلى التوصل لاتفاق مبدئى بتوحيد اليات التسجيل للمستحضرات الدوائية لتسير تداول الأدوية بالقارة السمراء ليندفع الطرفين نحو توفير الدواء للمواطن الأفريقى بأبسط الأسعار وأعظمها جودة ولم يكتفوا بذلك بل سعوا إلى تبادل الخبرات فى مجال التصنيع فمن وقت إلى أخر تقوم الوفود الأفريقية بزيارة القاهرة للإطلاع على آليات التصنيع الجيد بشهادات الجودة المختلفة للمصانع المصرية .
ووصل مؤخرا التعاون لذروته حيث وجهت القيادة السياسية وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد إلى ضرورة عمل مسح شامل للكشف عن فيروس سى للأشقاء الأفارقة مع توفير الأدوية الخاصة لعلاج المرض للدول باعتبار مصر أصبحت رائدة فى هذا التخصص وخاصة فى ظل انتشار مرض فيروس سى بين الأفارقة والذين يمثلون ما يقرب من 17 مليون مواطن وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية فمصر باختصار ستنقل تجربتها الرائدة فى علاج فيروس سى إلى أفريقيا لإعلان القارة خالية من فيروس سى قريبا .
ولن يكون التعاون فقط فى مبادرة القضاء على فيروس سى بل صرحت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد أكثر من مرة أن الفترة المقبلة ستشهد نقل خبرات المصريين فو انهاء قوائم الانتظار الخاصة بالحالات الحرجة والعاجلة والكشف عن الأمراض غير المعدية مثل السكر والقلب والضغط والسمنة بالإضافة إلى توسيع آفاق التعاون فى تدريب الأطباء والتمريض الأفارقة بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان والتعليم العالى فضلا عن تقديم أحدث بروتوكولات العلاج والرعاية لباقى التخصصات الطبية لرفع كفاءة الخدمة العلاجية للمريض الأفريقى .
وإذا عدنا إلى آليات توفير الرعاية الصحية والعلاج للاجئين سنجد أن وزارة الصحة قامت بالتعاون فى هذا الصدد مبكرا حيث تم توقيع بروتوكولات تعاون لرعاية الأشقاء الأفارقة صحيا فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة على أن يتم تقديم الخدمات لهم بالمجان .
وقال الدكتور عادل العدوى وزير الصحة الأسبق، إن هناك تعاون كبير بين الأشقاء الأفارقة وعلى كافة المستويات فنجد هذا التعاون يبدأ بلقاء سفراء الدول الأفريقية لتبادل المعلومات حول البرامج الصحية والوصول لأفضل النظم فى التطبيق بالإضافة إلى التشاور حول توفير الدعم والمساعدات كل طرف للآخر، لافتا إلى أن هناك منح صحية وتدريبية نتبادلها وهذا منذ فترات طويلة، متابعًا: "التعاون ذهب بنا إلى أشد المستويات بالتوسع فى الاستثمار الدوائى فى أفريقيا بل وبناء مستشفيات وتوفير كوادر طبية لعلاج الأمراض الأكبر انتشارا"، مشيرًا إلى أن هناك آفاق كبيرة فى نقل خبرات المصريين وتبادل الخبرة ذاتها مع الأشقاء للوصول إلى أفضل النماذج فى الأطر الصحية .
وأوضح وزير الصحة الأسبق، لـ"اليوم السابع"، أن رئاسة الرئيس السيسى للاتحاد الأفريقى تمثل تحول فى مسار العلاقات المسرية الأفريقية نحو سياق أفضل وأكثر عمقا لما للرئيس من رؤى وتفكير يزيد من جمع الأمة الأفريقية ليجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات، متابعًا: "رئاسة السيسى للاتحاد الأفريقى اشارة للتحول الجذرى فى التعاون لصالح الأشقاء".
ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد السبكى، مساعد وزير الصحة للرقابة والمتابعة، أن وزارة الصحة المصرية لديها ملفات مهمة سيتم تفعيلها خلال الفترة المقبلة إلى جوار الملفات المفتوحة مع الجانب الأفريقى بالأساس، مضيفا أن التعاون سيرتفع إلى أشد معدلاته خاصة فى تبادل العمل بالنظم الصحية التى توفر خدمات طبية ذات جودة عالية، لافتا إلى أن ملف التدريب والتعليم على رأس اهتماماتنا فضلا عن توسيع آفاق الاستثمار الدوائى مع الأشقاء الأفارقة .