جريمة إرهابية بشعة تكشف عن نفس العقلية المتطرفة للإرهاب القائم على أفكار عنصرية وكراهية عرقية ودينية، فقد نفذ إرهابى نيوزلندا هجماته على المصليين المسلمين، مثلما نفذ تنظيم داعش عشرات الهجمات بناء على دعاوى عنصرية تتخذ من الإسلام ستارا، حيث ارتكب داعش مجازر ضد المصليين فى الكنائس والإيزيديين، كما قتل الشيعة والسنة وكل من يختلف معه فى الدين أو المذهب.
فى أوروبا وأمريكا يمارس اليمين المتطرف إرهابا خلف شعارات دينية مسيحية أو عنصرية تنتمى لعصور الظلام، ولا علاقة لها بالمسيح أو الإنجيل، مثلما تخاصم أفكار داعش الإسلام والقرآن، وتوظفه للقتل، بل ربما يحاول داعش تنفيذ عمليات قتل بدعوى الانتقام، بينما التنظيم ينطلق من نفس مركز الكراهية الذى حرك قاتل المصلين فى نيوزلندا.
فقد فتح الإرهابى الأسترالى المتطرف النار على المصلين المسلمين بنيوزلندا، كانوا يستعدون لصلاة الجمعة، وقتل 49 من المصليين المهاجرين واللاجئين، فى مسجدين بمدينة كرايست تشيرش، وأحد منفذى الجريمة إرهابى أسترالى فى الـ28 من عمره يؤمن بأفكار عنصرية متطرفة، وصوّر بنفسه فيديو وهو يطلق النار على ضحاياه العزل من سلاح أوتوماتيكى. وقالت الشرطة، إنها فككت عبوات ناسفة عثر عليها فى مركبات المتهمين. جريمة نيوزلندا إرهاب دينى ينطلق من كراهية للمهاجرين عموما والمسلمين منهم على وجه الخصوص، ويفترض أن للقاتل شركاء، حيث أعلنت السلطات النيوزلندية اعتقال 4، هم 3 رجال وامرأة، والمتهم نشر بيانا من 74 صفحة قبل ساعات من مجزرته، أعلن فيه عن نواياه، وخطته لقتل المصلين فى المسجدين، وأعلن أنه استوحى فكره من سفاح النرويج اليمينى المتطرف أندرس بهرنج بريفيك الذى قتل 77 شخصا فى 22 يوليو 2011، بأن فتح النار على مراهقين فى معسكر فى جزيرة أوتايا بالنرويج، ما أسفر عن مقتل 69 شخصا، كما ألقى قنبلة على مقر الحكومة فى أوسلو قتلت 8، وقال إنه يهدف إلى حماية النرويج من «الاجتياح الإسلامى»، وأنه هاجم الحكومة والساسة الذين يسمحون بالهجرة ويسعون لتعزيز التعددية الثقافية.
وتمثل جريمة نيوزلندا الجانب الآخر لجرائم الإرهاب المتطرف، حيث تزدهر جماعات يمينية تشبه فى أفكارها داعش، والقاعدة، حيث نفذ اليمين المتطرف أكثر من هجوم فى أوروبا وأمريكا وتمثل حالة حسين العمرى ابن المهاجر العراقى تأكيدا على هذه الحالة، فقد غادر والده حازم وأمه جنة، العراق قبل عقدين بحثا عن الأمان، لكن ابنهما حسين كان أحد المصلين فى المسجد الذين أطلق عليهم مسلح يمينى متطرف النار، وما يزال مصير حسين غامضا.
حازم واحد من مئات هجروا بلادهم التى تعصف بها الحروب والقتل الإرهاب والكراهية والطائفية، يواجهون إرهابا آخر كان فى انتظار برصاص شاب أسترالى متطرف يرفض المسلمين والمهاجرين، كانت أم حسين تنتظره على الغداء، حيث اعتادوا أن يجتمعوا كل جمعة، لكنه لم يأت ولا تعرف إن كان حيا أم ميتا.
حسين وكل شهداء هذه المذبحة، ضحايا إرهاب تغذيه الكراهية، يختبئ خلف الدين أو العرق، لكنه فى الواقع إجرام يجتاح العالم، وبالرغم مما يبدو من خلاف فى الاتجاه لكن الإرهاب واحد تغذيه الكراهية والعنصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة