عاصفة الأزمات التى تهب على الصحافة الورقية فى العالم تضرب هذه المرة إيران، فعلى واقع أزمات طهران والعقوبات والتردى الاقتصادى وارتفاع أسعار الورق وإفلاس بعض المؤسسات والقيود الأمنية المفروضة عليها، تعيش الصحف المستقلة أسوء أيامها، والسبيل الوحيد أمامها هو الحصول على دعم مالى من قراءها وسط تكرار مطالبها للمسئولين بإيجاد حلول لأزماتهم دون آذان صاغية.
الأزمة خرجت إلى العلن مؤخرا، وقررت الصحف جميعها مناقشتها بشفافية فى محاولة لطرح الأزمة ووضعها أمام المسئولين، والبحث عن حلول لها فى السنة الإيرانية الجديدة التى ستبدأ 21 مارس الجارى، وقالت صحيفة "جهان صنعت" الايرانية، فى تقرير تصدر صفحتها الأولى تحت عنوان "أزمة الورق ومصائب الصحف الخاصة فى العام الجديد.. من يستمع؟" اعتبرت أن العام المنصرم حمل خسارة كبرى للصحافة الورقية الإيرانية. حيث أشارت التقارير إلى زيادة وصلت إلى 100% فى أسعار الورق.
JahanSanat
وكشفت الصحيفة وجود مشكلتان تعصف بالصحف داخل إيران، الأولى هى عبور بعض الصحف الخطوط الحمراء ولهذا السبب يتم طرد كثير من الصحفيين من صحفهم، والثانية هو مشكلة ارتفاع أسعار الورق والإنفاق، فضلا عن التضييق والأوضاع المالية المعقدة وإفلاس كثير من وسائل الإعلام، وقالت الصحيفة "إذا يوما جعل معارضى الصحافة بعض الصحفيين بلا عمل بدعوى عبورهم الخطوط الحمراء وضيقوا الخناق على الصحف، فاليوم تسلب مشكلات ارتفاع أسعار الورق وتعثر الإنفاق أمن الجرائد.. وقالت "الأدوات اختلفت لكنها كلها أفضت إلى نتيجة واحدة وهى موت الإعلام الحر".
وسأمت الصحيفة من وعود المسئولين المتكررة بخفض أسعار الورق، قائلة "العام الماضى كان عام انفجار أسعار الورق، لم تنخفض الأسعار رغم وعود المسئولين المتكررة فحسب، بل كانت ترتفع بعد كل خطاب ووعد يمنح لنا.. فلم تتمكن وزارة الصناعة من أن تخطو خطوة إيجابية ولا وزارة الثقافة والإرشاد فى حل العقدة"، ولفتت إلى تقديم مساعد وزير الثقافة الإيرانى لشئون الصحافة محمد سلطانى استقالته من منصبه إثر هذه الأوضاع، موضحا للإعلام أن لا حيلة لديه فى سبيل تحسين الوضع.
أكشاك بيع الصحف
واضطر مدراء ومسئولى 3 من الصحف المستقلة رفع خطاب للرئيس حسن روحانى، شرحوا خلاله الوضع الذى يعيشونه داخل مؤسسات صحفية مريضة تحتضر –بحسب وصفهم-، يطلبون الغوث يذكروه بتكرار مطالبهم التى قدموها له خلال لقاء جمعهم بروحانى فى رمضان الماضى، ولفت مسئولى الصحف إلى ارتفاع أسعار فى كافة القطاعات من مواد غذائية لسيارات ولحوم وحتى المناديل!.
واعتبروا من سخرية القدر أن الصحف التى تطلب الدعم تستفيد منها الحكومة فى توصيل مخاوف الشعب من ارتفاع الأسعار لأسماع مسئوليها، وحذر مسئولى الصحف الإيرانية أنه فى حال لم يجدوا حل فورى لأزماتهم فالعام المقبل (العام الإيرانى يبدأ فى 21 مارس) سيكون مكان الصحافة المستقلة فى متاحف هذا البلد فقط، وستخلو أكشاك بيع الصحف من الصحف الكبرى إلا عددا قليل من الصحف الحكومية وواحدة أو اثنين من صحف القطاع الخاص القادرة على الاستمرار.
حسن روحانى
ولأول مرة فى تاريخها اضطرت عدة صحف ورقية فى إيران لفرض اشتراكات على موقعها الالكترونى على قراءها، ومنع التصفح بشكل مجانى، وكان أبرزها صحيفة "اعتماد" الإصلاحية التى قامت بذلك مؤخرا، وصحيفة "شرق" الإصلاحية أيضا وفعلت الاشتراكات عبر نظام الدفع الإلكترونى منذ نحو عام، لمواجهة أزماتها، أما صحيفة "افتاب يزد" اضطرت العام الماضى إلى غلق التصفح المجانى واكتفت بعرض أبرز العناوين صباحا فقط ويتم فتحها مجانا بعد ظهر اليوم، لكنها ألغت العمل بهذا الأسلوب بعد أشهر من تطبيقه لعدم جدواه.
قراءة الصحف الورقية فى إيران