منذ أن فتح أبوابه لعاشقى السينما بمصر والوطن العربى فى عام 1960ولم يسبق أن التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية طلاب من الصم وضعاف السمع، لتصبح هاجر جمال الشهيرة بـ "مادونا" ابنة الـ 24 عامًا أول مصرية وعربية صماء تدرس للفنون المسرحية فى المعهد، ليس هذا فحسب بل استطاعت بابتسامتها التى لا تفارق وجهها قط وروحها الطفولية الجذابة وملامحها البريئة أن تلفت الأنظار نحوها ويتم اختيارها لتكون أول مذيعة من الصم فى مصر، وعن ذلك قالت لـ "اليوم السابع": "لما أستاذ هشام سيلمان بلغنى إنى بقيت مذيعة فى القناة بكيت من الفرحة وعمرى ما هنسى اللحظة دى لأنها كانت وهتفضل أحلى لحظة فى حياتى، وطبعًا السبب فيها هو أستاذ هشام سليمان حقيقى بشكره من قلبى على ثقته فيا وإن شاء الله أكون قد المسئولية".
وهى فى الشهر السادس من عمرها فقدت هاجر السمع فكان من والدتها أن حاولت جاهدة أن تعلمها التخاطب، وبالفعل استطاعت تعليمها لتصبح هاجر بهذا صماء ناطقة، لهذا فتُرجع الفضل فيما حققته لوالديها قائلة: "من يوم ولادتى وماما وبابا هما أكتر اتنين تعبوا معايا وساعدونى أتخطى كل حاجة صعبة بتواجهنى، فهما نعمة كبيرة جدًا من ربنا، بسعى أحقق نجاح كبير عشان يكونوا فخورين بيا وما أضيعش تعبهم معايا".
"الناس بتتعامل معانا على إن إحنا ما بنفهمش!"، بأبسط وأقل الكلمات عبرت هاجر عما تمر به من معاناة مُهلكة هى وأقرانها من أصحاب الإعاقة السمعية ولكنها تواجه بصبر كل ما تتعرض له من أذى البعض لعدة أسباب قالت عنها: "مش بركز فى موقف الناس السلبى تجاهنا مع إنه بيضايقنى لكن بحاول أرد عليهم بنجاحى مش بنفس طريقتهم السلبية وكمان لإن مش كلهم كدا بالعكس فيه ناس كتير جدًا بتحبنى وبتدعمنى وديمًا بيساعدونى منهم أساتذتى وأصحابى وحتى ناس مايعرفنوش بس بيحبونى".
ومؤخرًا كان لهاجر أو "مادونا" كما يلقبونها مشاركة فى العديد من الأعمال الفنية، وعلى رأسها بطولة نسخة لغة الإشارة من فيلم "خطيب مراتى" لتكون المرة الأولى الذى يتم خلالها عمل نسخة كاملة من فيلم لذوى الإعاقة السمعية، وعنه قالت: "سعيدة جدًا بمشاركتى فى الفيلم وكان تجربة مهمة وجميلة وأحلى حاجة كانت أجواء الكواليس بين الممثلين حاجة مش ممكن تتوصف هفضل فاكراها ديمًا، ومن أجمل اللحظات اللى لا يمكن أنساها بردو هى لما شافنى تامر حسنى وعلمته لغة الإشارة وغنينا مقطع من أغنية عيش بشوقك بلغة الإشارة وكان مبسوط جدًا".
