"الست دى أمى".. كلمات لأغنية مشهورة تعبر عما تتحمله الأم من صعاب فى سبيل تربية أبنائها، ومحاولتها الوصول بهم إلى أعلى المناصب، متناسية نفسها لتحقيق طموحات وأحلام أبنائها.
فالأم هى كُل شىء فى هذه الحياة، وهذا الكلام ينطبق على سيدة لم تنل حظها من التعليم بحكم العادات والتقاليد، ولكنها حققت كل أحلامها فى أبنائها، وخرجت للمجتمع 4 أطباء متفوقين فى عملهم.
وروت السيدة "سعاد السيد إبراهيم بركات" 79 سنة من مدينة فاقوس بالشرقية قصتها لـ"اليوم السابع" قائلة: "كنت أذهب للمدرسة فى الصباح الباكر قبل دخول الطلاب فى امتحانات الثانوية العامة وأتوسل إلى عامل المدرسة لكى يسمح لى بالدخول، وأنتظر فى مسجد المدرسة وأقوم بقراءة سورة يس وأتبعها بالأدعية للطلاب عامة ولأولادى خاصة.
وتابعت "سعاد": ولدت بمدينة القرين بالشرقية، لأسرة متيسرة الحال، وأتممت دراستى حتى الصف السادس الابتدائى، وكنت متفوقة وحصلت على المركز الأول بمدرسة القرين النموذجية، وبعدها قام جارنا محمد الباز وهو والد الدكتور فاروق الباز، بتقديم ملفى بمدرسة الرأى بالزقازيق، مع بناته، وفى تلك الفترة كانت إقامة الفتيات فى المدارس، وقام عمى بسحب ملفى، مبررًا ذلك بأن بنات العائلات لا يجب أن تعيش خارج المنزل، ولم أملك أن أعترض على ما فعله.
وأضافت: تزوجت فى سن صغيرة من شخص من مدينة فاقوس يعمل مهندس بترول، وكان شخصًا محترمًا ومتعاونًا، ولكن توفاه الله وترك لى أربعة أبناء "عزة" و"منى" ونانسى" و"محمد" ومعاشه الشهرى فقط، وكنت المعلمة الأولى لأبنائى فى المرحلة الابتدائية أذاكر معهم دروسهم، وأتابع أمورهم، حتى أصبحوا متفوقين ومن الأوائل فى مدارسهم، وأكرمنى الله فيهم حيث غرست فيهم الخلق والتربية الدينية.
وأوضحت "سعاد": التحقت "عزة" وشقيقتها "منى" بكلية الصيدلية، والأولى كانت الثانية على دفعتها فى كلية الصيدلية، وتعمل بفرع التأمين الصحى بالقاهرة، والثانية تعمل بصيدلية فى مستشفى فاقوس العام، والثالثة "نانسى" تخرجت فى كلية الطب جامعة الزقازيق، وحصلت على الطبيبة المثالية على مستوى الجمهورية فى عملها كمدير لبنك الدم الإقليمى بالشرقية، ونجلى الوحيد "محمد" تخرج فى كلية الطب ويعمل طبيبا بدولة السعودية، وجميعهم الحمد لله تزوجوا من أطباء.
وأردفت "سعاد"، أنها مرت بلحظات صعبة خلال مشوارها فى تربية أبنائها، خاصة أنها قامت بإيجار شقة لـ"منى" و"نانسى" فى مدينة الزقازيق أثناء دراستهما بكليتى الطب والصيدلية، وكانت تقضى أغلب الوقت معهما، وتعود لمسكنها بمدينة فاقوس يومى الخميس والجمعة، لتتابع باقى الأبناء.
وأشارت "سعاد"، إلى أن لديها أكثر من 8 أحفاد بعضهم يدرسون بكليات القمة الطب والصيدلية، وأنها تتمنى أن يدرس جمعيهم بكليات الطب والصيدلية، موضحة أنه تم تكريمها مرتين كأم مثالية من نادى المسنين بالزقازيق وجمعية أهلية بفاقوس، وتحملت وصبرت مع أبنائها حتى أصبح لهم شأن فى المجتمع.