هل تأكد لنا جميعاً بالصوت و الصورة و البرهان أن الإرهاب لا دين له؟.. هل تطمئن قلوبنا وتهدأ نفوسنا بعد أن جاءنا الدليل الدامغ علي أن الإسلام وغيره من الديانات السماويه و حتي غير السماوية بريئة مما يفعله السفهاء و المرضي من متطرفيها ؟.
هؤلاء الذين أقحموا الدين وتاجروا باسمه و اتخذوا منه ذريعة وحجة لأهوائهم الشخصية ومصالحهم المباشرة و حتي شذوذهم العقلي و النفسي، والأديان جميعهاً منهم براء، فالتطرف لا يقابله سوي التطرف و القتل يتبعه قتل و سفك الدماء يبيح المزيد منها.
فمن هم داعش و من علي شاكلتهم؟، ما هم إلا وجه قبيح ألصق بالدين حجته بالقتل و استباحة الأعراض و سفك دماء الأبرياء ، فما كانت النتيجة إلا خلق مجموعات معادية للدين من ديانات أخري من بعض المختلين الذين لديهم من الجهل و ضيق الأفق ما جعلهم يختزلون الإسلام و أتباعه من المسلمين في هذه الصورة القبيحة لمجموعة القتلة الإرهابيين المنفرين .
فما ذنب الإسلام إذن دين السلام و السماحة و العفو عند المقدرة وحرية العبادات، فيما يفعله السفهاء ممن يدينون به ، ليصدروا عنه هذه الصورة المخيفة التي يتلقاها ذوي العقول المريضة ليعمموها علي جميع المسلمين، وما ذنب الدين الذي ينتمي له هذا الإرهابي القاتل للمصلين الركع السجود بمسجدي نيوزيلندا فيما فعله السفهاء ممن يتبعونه ؟.
و كيف لنا أن نتعجب و قد سبق هذا القاتل الإسترالي في فعلته من نفذ مثلها ولكن الأمر كان أبشع وأشد قسوة عندما فجر الإرهابيين المسمين بالمسلمين مسجد العريش في يوم الجمعة و الكنيسة بيوم العيد، فما بالكم أيها القتلة المتاجرين بكتب الله و دياناته فيما حدث بإخوانكم إن كانوا بحق إخوانكم بالدين و إن كان يعنيكم أمرهم و إن كنت أجزم أنه لا يعنيكم و لم يهتز لكم طرف فيما حدث لهم جراء أفعالكم الخبيثة الخسيسة في كل مكان ، ليدفع ثمنها الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوي أنكم تشتركون معهم بخانة الديانة في بطاقات الهوية الشخصية.
بكل أسف فإن ألد أعداء الدين الحقيقيين هم بعض من ينصبون أنفسهم أنهم رجاله و حملة رايته في كل الأزمان و بكل أسف أيضاً نحن وغيرنا من ندفع ثمن خستهم و نسدد فواتير أطماعهم وأمراضهم .
و ما زالت الجرائم مستمرة بحق الأبرياء في معظم بقاع الأرض، بغض النظر عن دينهم وملتهم، وما زال كلٍ منهم متربص بالآخر يتهمه بما يحلو له ليستبيح دمه.
قاتل الله المتطرفين فى كل زمنٍ وفى كل دين.