بعد واقعة الغرق التى شهدتها محافظة الإسكندرية، فى عام 2015 والتى هزت الرأى العام، تستعد محافظة الإسكندرية حاليا لتنفيذ مشروع الإنذار المبكر للنوات والأمطار والسيول وذلك فى إطار "الإدارة الاستباقية للأمطار لمدينة الإسكندرية"، وهو مشروع ممول من الحكومة الهولندية ويتم بالتعاون مع المعهد العالمى للبنية التحتية والبيئة بهولندا وجامعة الإسكندرية والشركة القابضة للمياه والصرف الصحى وجمعية رجال الأعمال بالإسكندرية.
ويأتى تنفيذ هذا المشروع بهدف تقليل حدة المخاطر التى تسببها أى أمطار أو سيول محتملة، وتجنبا لتكرار حادثة الغرق التى شهدتها الإسكندرية والبحيرة فى عام 2015، بالتوازى مع تنفيذ كلا من الخطة العاجلة والآجلة لرفع كفاءة شبكات الصرف الصحى بالإسكندرية، ورفع كفاءة محطات الرفع المختلفة بأنحاء المحافظة.
من جانبه قال الدكتور هلالى عبد الهادى هلالى مساعد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة الصرف الصحى بالإسكندرية أن هناك اهتماما كبيرا بتنفيذ مشروع الإنذار المبكر، ليس فقط على مستوى شبكات الصرف الصحى ولكن سيكون له تأثير مباشر على تنمية بحيرة مريوط، وأشار إلى أنة وقع الاختيار على منطقة قلعة قايتباى ليكون مقر وحدة الإنذار المبكر، إلا أن الأمر مازال تحت الدراسة ما بين قلعة قايتباى ومحطة التنقية الشرقية.
موضحا أنة بضبط عملية التنبؤ ورفع كفاءة المحطات وتنفيذ مشروع تنمية بحيرة مريوط الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى، سيتم رفع منسوب المياه ببحيرة مريوط بعد أن تم خفضه لعدة سنوات خاصة فى فصل الشتاء، لعدم تكرار واقعة الغرق.
وأكد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على أن تنفيذ مشروع الإنذار المبكر سيكون له بعد تنموى على المستوى القومى، خاصة فى تطوير البحيرة وتطهيرها والذى يتم فى الحوض الرئيسى للبحيرة فى مراحله الأولى، كما أكد على أهمية رفع كفاءة التعاون بين كلا من وزارة الرى وهيئة الأرصاد الجوية من أجل الحفاظ على المنسوب الكافى لتنمية الثروة السمكية ببحيرة مريوط بالتواكب مع حماية مدينة الإسكندرية ضد مخاطر الأمطار والسيول.
من جانبه أكد اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، على أن الشركة قامت بتنظيم عدد من ورش العمل والدورات التدريبية فى إطار مشروع إدارة الفيضانات والأمطار لمحافظة الإسكندرية بمركز التدريب بمحطة التنقية الشرقية.
وأوضح رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، أن مشروع الإدارة الاستباقية للفيضانات عبارة عن نظام متكامل للتنبؤ بالفيضانات والكوارث، وبمثابة إنذار مبكر للتنبؤ بكميات وأماكن هطول مياه الأمطار والسيول لمدينة الإسكندرية، بما يساهم فى المواجهه الفعالة لها والحد من الضرار والخسائر.
وأوضح اللواء محمود نافع أن المشروع يتم من خلال التعاون مع المعهد الهولندى العالمى للهيدرولوجيا والمياه صاحب الخبرة الطويلة فى هذا المجال، بما سيعود بالنفع على المشروع لنقل الخبرة الاجنبية فى هذا المجال إلى الإسكندرية.
وحول تفاصيل المشروع المقرر تنفيذه قال اللواء "نافع" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المنحة من الحكومة الهولندية تقدر بنحو 3 ملايين يورو على 7 سنوات، وتشمل تركيب أجهزة رصد الإنذار المبكر للأمطار والسيول والفيضانات.
مشيرا إلى أنه يتم حاليا دراسة وضع تلك الاجهزة فى محطة التنقية الغربية أو محطة قلعة قايتباى، قائلا: "إن وفد خبراء الهولندى سوف يصل إلى الإسكندرية لتركيب الاجهزة أوائل الشهر القادم " وحاليا يتم التنسيق مع هيئة الارصاد الجوية ووزارة الرى لانتقاء أجهزة حديثة متطورة تختلف عن المستخدمة حاليا فى هيئة الأرصاد الجوية ووزارة الرى.
و أوضح أنة سيتم تركيب الاجهزة الحديثة للرصد والإنذار فى محطة واحدة كمرحلة أولى، وربطها بمحطات الرصد الاخرى التابعة لهيئة الارصاد الجوية ووزارة الرى للتنسيق الفعال بين الجهات المعنية خاصة أن هيئة الارصاد الجوية المصرية تقدم تنبؤ للأمطار والسيول يغطى دول عربية وأفريقية محيطة.
و حول أهمية مشروع الإنذار المبكر للأمطار بالإسكندرية، قال اللواء محمود نافع أن وحدة الرصد من شأنها أن تحدد كميات الأمطار التى سوف تهطل على منطقة معينة سواء غربا أو شرقا، ومع تحديد درجة استيعاب شبكة الصرف الصحى لتصريف الأمطار فى تلك المنطقة، يتم رصد الاماكن التى تحتاج إلى احلال وتجديد، وعلية تقوم الشركة بتحديد المناطق التى تستغرق وقت أطول فى تصريف مياه الأمطار للاحلال والتجديد ورفع كفاءة شبكة الصرف الصحى.
و أكد رئيس شركة الصرف الصحى، على بنهاية اكتوبر 2019 سيتم استخدام الوحدة الجديدة لاول مرة، استعدادا لاستقبال موسم الأمطار القادم 2020.
و حول التعاون مع الخبرة الهولندية فى هذا المجال قال، أن الجانب الهولندى لديهم خبرة متطورة جدا فى هذا المجال وهو ما سيتم الاستفادة منه، بالإضافة إلى أنة جارى التعاون فى إنشاء شبكة أخرى فى إطار المنحة المقدمة لرصد للصرف والتلوث الصناعى على البحيرات وبؤر التلوث بالإسكندرية لمعالجتها ووقف أنواع التلوث المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة