يظل أبو منصور الحلاج، واحدًا من أشهر رموز الثقافة العربية والإسلامية، ربما لأفكاره أو للدراما التى وجدت فى حياته وموته، حيث تقول كتب التاريخ إنه تم سجنه فى سنة 301 هجرية، وأنه بعد ثمانى سنوات من السجن وفى مساء 23 ذى الحجة من عام 309 تم جلده 1000 جلدة، وفى صبيحة اليوم التالى قطعت أطرافه وصلب على جذع شجرة، أما فى صباح 25 ذى الحجة فقد قطع رأسه وصب النفط على بدنه وأحرق ثم حُمل رماده إلى رأس المنارة وألقى فى نهر دجلة، ومع ذلك نجد له مرقدا فى بغداد.. فما الذى يوجد فيه؟
يقع مرقد الشيخ أبو منصور الحلاج، (858 - 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ) من أعلام التصوف، ومن أهل البيضاء وهى بلده قرب واسط الواقعة على بعد 180 كم جنوب العاصمة بغداد.
ويقع المرقد الذى أعيد بناؤه سنة 1905 فى جانب الكرخ من مدينة بغداد فى العراق، خلف مبنى مستشفى الكرامة، وتبلغ مساحة المرقد 150 متر مربع، ولقد تهدم فأعيد بناؤه عام 2005م، وبتصميم حديث من قبل ديوان الوقف السنى فى العراق.
والحلاج من أكثر الرجال الذين اختلف فى أمرهم، فجماهير علماء السنة اجمعوا على تكفيره ورميه بالسحر والشعوذة ونسبه إلى مذهب القرامطة الإسلامية، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه.
فلسفته التى عبّر عنها الحلاج بالممارسة لم ترض الفقيه محمد بن داود قاضى بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام حسب رؤيته لها، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء.