فى واقعة ليست الأولى من نوعها لكنها ستظل غريبة علينا كمصريين نعتد بأنفسنا وتطال هاماتنا عنان السماء، قد طرق شابان محسوبان على الوسط الفنى أبواب الأغراب الذين لا يحملون لنا من المودة والأمنيات الطيبة إلا القليل، فقد سولت لهما نفسيهما أن الاستقواء ببعض أعضاء الكونجرس الأمريكى قد يحقق لهما ما فشل به من سبقهما من الحقدة والكارهين والمتأسلمين!.
ماذا يظنون بهذه الزيارة أنهم فاعلون؟.. لا شىء سوى المزيد من الازدراء والاستبعاد والغربة التى اختاراها ومن على شاكلتهما ممن يظنون أن الارتماء بأحضان العدو والاستقواء به مهما بلغت درجة قوته قد تحقق مآربهم وتطيح برغبة وإرادة شعب بأكمله.
هذا الشعب الحر الصامد الذى يعلى مصلحة بلاده على مصالحه الشخصية، ويتحمل ما لا يطيقه بشر بأوقات الشدائد والأزمات، ويقف فى كل المواقف والمحن موقف الرجال ويأبى - مهما كانت الصعاب ومهما تعرض لضغوط - البكاء على أبواب الغريب والاستعانة به ضد وطنه الذى به أهله وناسه وأرضه وعرضه.
من أنتم أيها الحمقى لتتحدثوا نيابة عن شعب مصر بأكمله، فتطلبون بكل خسة وميوعة وانعدام للخلق والرجولة تدخل الأغراب بشئون بلادكم، تلك التى تبرأت منكما ومن فعلتكما التى لا تندرج إلا تحت بند الخيانة بكل مسمياتها وأشكالها .
ألم تستوعبا الدرس من قبل؟ ألم يكن لكما فى جماعة احتلت البلاد واستقوت بالأمريكان والأتراك وخدامهم من القتلة والإرهابيين عبرة وموعظة؟ ألم يكن مصيرهم مزيداً من الإقصاء والاستبعاد والرفض الشعبى الحر؟
فنحن شعب مصر مهما اختلف بعضنا بالرأى مع قيادته ومهما تضرر بعضنا من ضيق العيش وسوء الأحوال الاقتصادية بتلك الفترة الانتقالية الفارقة من عمر البلاد، لا نقبل أبدا بتدخلات المتدخلين ولا توصيات المستكبرين، وليست لنا أذرع يلويها أحد لنتفق جميعاً بكل طوائفنا على المثل المصرى القديم الذى يقول: (أنا واخويا على ابن عمى وانا وابن عمى ع الغريب).
نهاية، فقد أطاح كل منكم بأخيه وابن عمه وراح مهرولاً ليرتمى بأحضان الغريب، فمن اليوم وصاعدا لا أخٍ لكما بيننا ولا ابن عم.