إذا كنت دارسًا، أو قارئًا جيدًا للتاريخ، ستكتشف بسهولة ويسر، أن كل فترات الانحطاط والانهيار التى شهدتها مصر عبر عصورها المختلفة، حدثت عندما تصدر المشهد «التافهون»، وأمسكوا بتلابيب مقاليد الأمور.
ومنذ ثورة 25 يناير 2011، تصدر المشهد فى ميادين الثورة، وأمام الكاميرات الفضائية، وعلى صفحات الجرائد، وعلى مواقع «مواسير المجارى والمراحيض العامة» فيس بوك وتويتر، أشخاص، غير مؤهلين علميا وثقافيا، وأسسوا جماعات وتنظيمات وحركات وائتلافات، هدفها إثارة الفوضى، وبث الفرقة، وإصدار فتاوى التكفير الدينى والسياسى لخصومهم، وإعلان العداء لمؤسسات الدولة الرئيسية، الجيش والشرطة والقضاء.
كما رأينا شخصيات لم تحقق أى نجاحات فى مجالاتها، نظرًا لعدم تمتعهم بأية إمكانيات مهنية، أو علمية، أو موهبة، يحاولون تعويض كل ذلك من خلال القفز على الأحداث، وارتداء عباءة الثورة، وتصدر المشهد والاستفادة من الأضواء، وصخب المتابعة الإعلامية لحظة بلحظة، وأطلقوا على أنفسهم نشطاء، من عينة خالد لا مؤاخذة أبوالنجا، وعمرو واكد و«المطرب على ما تُفرج» محمد عطية وجيهان فاضل وبسمة.
هؤلاء الذين ولدوا من رحم الزمن الردىء، واعتنقوا أفكارا «شاذة» وأدمنوا تسليط الأضواء عليهم، لم يستطيعوا الابتعاد عن أضواء الكاميرات، وضجيج الاستوديوهات، لتصوير الأفلام السينمائية، والمسلسلات التليفزيونية، فقرروا تأدية أدوار البطولة فى سلسلة أفلام «العار والخيانة» الواقعية.. بدأوها بفيلم الكراهية المقيتة للجيش المصرى، وساهموا فى تدشين مصطلح العار «يسقط يسقط حكم العسكر»، وارتموا فى أحضان الحركات والجماعات المتطرفة، وعندما وصل الإخوان للحكم توارى هؤلاء خلف ستائر منازلهم لا يستطيعون أن ينبسوا ولو بشطر من كلمة اعتراض واحدة، خوفًا ورعبًا من الجماعة الإرهابية.
خالد أبوالنجا الذى نصب نفسه ناشطًا ثوريًا انطلاقًا من «قاعدة» كونه فنانًا، متقمصًا دور المناضل العظيم «جيفارا»، قرر أن يقود ثوار «ساقطى البنطلونات»، وسيهتف «يسقط يسقط حكم البوكسر»، وارحل ارحل يا «سيسى»، من داخل قاعات الكونجرس الأمريكى، دون إدراك منه أنه فى حالة رحيل السيسى وسقوط الجيش، ستتسلم داعش مقاليد الأمور، ويأخذونه ومن على شاكلته «سبايا» لبيعهم فى سوق «النخاسة».
أما عمرو واكد، فحكايته حكاية، متخيل أن إمكانياته التمثيلية فى تأدية أدوار هابطة بالسينما، وأيضًا قبوله أن يؤدى دورًا أمام ممثل إسرائيلى، فى مسلسل أنتجته الـ«بى بى سى» تحت عنوان، «بيت صدام بين النهرين».. يمكن أن يؤدى نفس الأدوار فى الواقع، ولذلك لا يجد غضاضة فى أن يؤدى دور المصور بكاميراته لحفلات تعذيب جماعة الإخوان لمصريين أبرياء، فوق سطح مسجد عمر مكرم، ولا يجد غضاضة فى أن يهاجم الأمريكان، ويصف كل من يلجأ إليهم، بالخونة الذين يستقون بالخارج ضد أوطانهم.. ثم يذهب بأقدامه إلى الكونجرس لتأليبه ضد مصر..!!
عمرو واكد، كتب تويتة يوم 12 نوفمبر 2011 نصها: «مستغرب جدًا من اللى يفضل تحالف أمريكى عن الإيرانى.. أستغرب جدًا جدًا.. ويقولك أصلهم عندهم مطامع.. وأمريكا عندها إيه؟ هامبورجر؟».
ثم كتب تويتة يوم 4 يناير 2013 نصها: «هو الريس مرسى كل يوم يشلف للقضاء والقانون؟ مش جامعة النيل دى واخدة حكم محكمة؟ ولا رضا أمريكا هو القانون الوحيد؟ تسقط مدينة زويل».
وكتب تويتة أيضًا يوم 26 يونيه 2013 نصها: «مش ملاحظين إن خطب مرسى ومبارك قبله أصبحت بتوقيت أمريكا؟ عشان الجماعة هناك يكونوا صحيوا من النوم بس».
ثم وفى مارس 2019 وجدنا عمرو واكد «بذات نفسه» يذهب لأمريكا، ويجلس فى قاعات الكونجرس، ليستعين بالشيطان الأعظم ضد بلاده، ويطالبه بمنع المعونة العسكرية عن مصر، وأن الكونجرس يبعث برسالة شديدة اللهجة للسلطات المصرية يعلن فيها رفضه للتعديلات الدستورية.. ونسأل عمرو واكد، هاجمت مبارك ومرسى واعتبرتهما فى مقام الخونة لارتمائهما فى أحضان أمريكا، فماذا تحكم على نفسك وزميلك خالد لا مؤاخذة أبوالنجا..؟! هل اللجوء للكونجرس والاستقواء بالبيت الأبيض تعتبره عملًا وطنيًا خالصًا؟.
بموجب أحكام عمرو واكد فى تويتاته على مبارك ومرسى بأنهما يستقويان بأمريكا.. فإنه يقع فى نفس فخ الخيانة.. نعم.. الخيانة.. وهنا ننقل ما قاله القيمة والقامة والمفكر الكبير والمحترم، طارق حجى، وذلك على حسابه الخاص بتويتر ردًا على زيارة أبوالنجا وواكد برفقة الإخوان للكونجرس: «هل هناك ما هو أكثر قذارة وسقوطا وانحطاطا من أن يذهب مصريون للكونجرس الأمريكى لطلب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، أسوأ قوة عظمى فى التاريخ، فى الشؤون المصرية؟ أنا هنا أتحدث عن خالد أبوالنجا وعمرو واكد وغيرهما».
وقال أيضا: «أرسل لى خالد أبوالنجا نص ما كتبته عنه وعن عمرو واكد، ثم تساءل: هل هذا بالفعل رأيك؟ لا أعتقد.. وكان هذا هو ردى: «طبعًا هذا هو رأىِّ.. وأزيد أن توقعك أى خير لبلدك عن طريق أبشع قوة عظمى فى تاريخ الإنسانية إنما هو تفكير هابط لدرجة تنافس إعجابك بمسخ مثل المتلعثم محمد البرادعى».
ثورة البوكسر، التى يرتب لها كل من خالد لا مؤاخذة أبوالنجا وعمرو واكد ومهتز مطر، لمطالبة السيسى بالرحيل، إن دلت على شىء، فإنما تدل على حجم العار الذى سيلاحق المصريين، ومدى ما وصلت إليه الأمور فى مصر، من مهانة، «وقلة قيمة»، أن مثل هؤلاء يقودون، أحفاد مينا وأمنحوتب الثالث، وتحتمس الثالث، ورمسيس الثانى، وأحمد عرابى، وسعد زغلول ومصطفى كامل، وجمال عبدالناصر، وأنور السادات، للمطالبة برحيل السيسى وإسقاط الجيش..!!
ولك الله يا مصر..!!
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنه مصرية
كاتب وطني
يسلم قلمك يا كاتب يا وطني
عدد الردود 0
بواسطة:
رضاالسعدني
الطابورالخامس
ارجو عدم الالتفات لهؤلاء.انهم من قال عنهم هتلر عندما سؤل من اسوامن تعاملت معهم .قال من ساعدوني علي احتلال اوطانهم.