أحمد سليم

جيل يبنى للمستقبل

الأحد، 31 مارس 2019 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد تاريخ الأمم دائما أجيالا تبنى لأجيال .. أجيالا تحارب من أجل أن تعيش أجيال أخرى فى سلام، هكذا تدور حياة الأمم، واليوم تشهد مصر نموذجا لذلك، جيلا يبنى من أجل أن تعيش أجيال جديدة فى أمان واستقرار.. جيلا يبذل الجهد والدم ويقدم كل يوم شهيدا من أجل أن ينعم أبناء جيل جديد بسلام وأمن، وهذا ما يجب أن يتفهمه جيل الشباب وأن يتحمله جيل الآباء .. مصر الآن ليست مصر 2011 وما تلاها من سنوات.. وسيناء الآن ليست سيناء سابقا.. وكما قدم آلاف أرواحهم من أجل تحرير سيناء يقدم اليوم جيل جديد من أبناء القوات المسلحة والشرطة حياتهم ودماءهم من أجل أن يأتى أبناؤهم إلى سيناء وهى آمنة مستقرة .. ومن أجل استكمال صورة المستقبل يبنى هذا الجيل للمستقبل وهذا ما نراه حاليا.. مدن جديدة وطرق ومصانع وجامعات ومدارس.. مستقبل جديد يصنعه هذا الجيل ومعه الرئيس من أجل أجيال قادمة.. عندما تصل استثمارات قطاع الإسكان إلى ما يزيد على 800 مليار جنيه لتوفر الدولة حوالى 2 مليون وحدة سكنية متنوعة وإتاحة نحو ربع مليون قطعة أرض مجهزة بالمرافق .. عندما يتم ربط سيناء بالوادى بستة أنفاق يتم تشغيلها خلال أسابيع قليلة يتم ربط سيناء عبرها بالوادى بعد عزلة استمرت قرونا طويلة وليبدأ ربط قارتى أفريقيا وآسيا لأول مرة بريا عبر هذه الأنفاق، ويمتد هذا الربط مستقبلا ليربط دولا كثيرة من المغرب العربى بالشرق العربى، ولم يكن إنشاء الأنفاق والكبارى تحت قناة السويس وفوقها وتوسيع قناة السويس وتطويرها وشق مجرى ملاحى جديد إلا رؤية مستقبلية ليس لربط شطرى مصر فقط بل لربط قارتين وإتاحة الفرص أمام تنقل الاستثمار بينهما وستكون هذه الأنفاق شاهدا على ذلك فى المستقبل القريب. 
 
ولعلنا جميعا نلمس قيمة ما تم إنشاؤه من طرق سواء بين القاهرة والإسكندرية أو القاهرة والعلمين، والبدء فى طريق دولى يربط الجلالة والسويس بأسوان والسودان حتى جنوب أفريقيا، ولعل المستقبل يحمل عودة للطريق الدولى الساحلى ما بين المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر هذه الطرق الدولية سواء كانت ممرات بحرية أو برية أو نهرية ستجعل مصر نقطة انطلاق وتمركز لكل الاستثمارات وعندما نمتلك ذلك ومع مراكز إسالة الغاز التى تتحول مصر بسببها إلى أهم مناطق تسييل الغاز ومن ثم إعادة تصديره عندما تكون الدولة هى نقطة الانطلاق للاستثمار والطاقة والنقل وهى تملك مقومات السياحة والآثار عبر تاريخنا الطويل فأنت إذن أمام دولة تسعى جديا لتكون محورا عالميا.. هذه الرؤية المستقبلية والإعداد لها والتجهيز من زجل إنجاز خططها يحتاج إلى تضحيات ليست مادية فحسب، ولكن أيضا تضحيات بالدم والوقت والعمل والجهد ورفع درجات الانتماء للوطن الذى يسعى الجميع لوضعه فى مكانه الصحيح ومكانته الحقيقية.
 
البناء للمستقبل ليس فقط بناء المدن والطرق والمستشفيات، ولكنه أيضا البناء السياسى وقد مرت مصر خلال فترة يناير وما بعدها بحالة من الانفلات السياسى، حيث سعت كل مجموعة من المنتفعين إلى محاولة الاستفادة من حالة السيولة السياسية، وأذكر أن بعد يناير بأسابيع قليلة أتى مجموعة من الشباب إلى مبنى التليفزيون تحت اسم ائتلاف شباب يريدون إدارة قطاع الأخبار ويطلبون مكتبا لهم وكنت كلما تابعت صديقا فى مكان تنفيذى أراه مرتجفا ممن أطلقوا على أنفسهم شباب الثورة ليأتى بعد ذلك الإخوان ليتحالفوا معهم ثم ينتهوا منهم خلال عام واحد حكموا فيه البلاد.. هذه الحالة من السيولة تحتاج إلى ضبط إلى إنشاء أحزاب قوية تملك رصيدا فى الشارع السياسى وحتى الآن لم يستطع أحد الأحزاب الجديدة أو القديمة ملء الفراغ السياسى.. غياب الفرقة الثانية للبرلمان أيضا ترك فراغا فى دراسة وإعداد القوانين وتقديم الآراء والاقتراحات يقابل ذلك ما أفرزته التجربة خلال الأعوام الست الماضية من ضرورة لتعديل مواد دستورية أو إصدار لقوانين جديدة.. قدر هذا الجيل أيضا أن يدرس تلك التعديلات والقوانين ويقرها من أجل أن يكتمل البناء السياسى وأن يتزامن البناء السياسى مع البناء الاقتصادى والاستثمارى ليكمل ذلك ما تم من إعادة بناء للقوات المسلحة والشرطة ولتكتمل بذلك أركان الدولة المصرية فى المستقبل.
 
وكما سارع الجميع للمشاركة فى البناء فى كل المششروعات من الضبعة والعلمين إلى سيناء والجلالة إلى أسيوط الجديدة وحلايب وشلاتين يجب أن يسارع الجميع إلى مناقشة التعديلات الدستورية وإقرارها عبر رغبة شعبية تقول للعالم كله إن مصر وأبناءها يعرفون جيدا كيف يعيدون بناء دولتهم وكيف يضعونها ليس فقط فى مصاف دول متقدمة بل يستطيعون أيضا وضعها فى المقدمة.. وأمام الشعب ربما بعد أيام اختبار جديد للإرادة المصرية عندما يبدأ الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة والتى تضم مجموعة من المواد المهمة.. وأمام أجهزة الدولة كلها والتى تعمل فى مجال التوعية ونشر الوعى فرصة لاختبار قدراتها فى تحفيز الشعب على الخروج إلى صناديق الاستفتاء وعلى مضاعفة الأعداد التى تتجه إلى اللجان.. أمام وزارات الشباب والثقافة والأزهر والكنيسة ووسائل الإعلام فرصة وعليها دور.. فرصة لكى تثبت أن تأثيرها موجود وأن لديها خططا للمواجهة والرد على الشائعات.. وعليها دور أن تنجح فى ذلك لأن الوطن يحتاج ذلك لنثبت للعالم أن مصر التى استطاعت أن توقف قطار الربيع المدمر ثم تدحر الإرهاب ثم تبنى دولة جديدة تستطيع أن تكمل البناء باستكمال البناء السياسى الدستورى، أثق أننا سننجح وسيرى العالم الشعب عندما تناديه مصر وعندما يريد أن يعبر عن رأيه ويساند رئيسه وجيشه وشرطته وأبناءه فى كل الميادين فى بناء المستقبل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة