تعرفون ما يحدث فى التنظيم الدولى للإخوان بالخارج من انقسامات وانهيارات وفضائح مالية وجنسية، دفعت شباب الجماعة إلى الكفر بالقيادات ومواجهتها علنا واتهامها بأنها المسؤولة عن ضياع التنظيم والجماعة بسياستها التدميرية، كما دفعت القيادات العتيقة إلى التفكير فى حلول لتأجيل الانهيار وتعويض الانشقاقات المتوالية، خصوصا فى الداخل المصرى
لم تخرج حلول قيادات التنظيم الدولى للإخوان عن المتعارف عليه من استهداف صغار الشباب الطالع والمتحمس للبحث عن أى وسيلة لتحقيق ذاته، بالرياضة أو بالمخدرات أو بالصراخ على مواقع التواصل الاجتماعى أو بإعلان التمرد على كل ما هو قديم، ولكنهم بدلا من العمل التقليدى الذى يتسم بالحرص والحذر فى اختيار الشباب قبل تجنيدهم بصفوف الجماعة، بدأت قيادات الإخوان حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى ومن خلال الخلايا النائمة فى المحافظات لاستهداف الأجيال الجديدة أو طلاب المرحلة الثانوية والجامعات، هؤلاء الطلاب الذين لم يتكون وعيهم بالكامل مع ثورة 30 يونيو، وكانوا أطفالا عندما خرج المصريون لطرد الإخوان من حكم مصر.
تستهدف الحملة الجديدة للجماعة الإرهابية، تجنيد أكبر عدد من شباب المرحلة الثانوية وطلاب الجامعات من خلال عمليات الاستقطاب الفردى، وبأساليب جديدة وغريبة على الجماعة نفسها، فلأول مرة تسيطر الجماعة الإرهابية على الصفحات الفنية وصفحات المنوعات والصفحات الرياضية التى تحوز عددا كبيرا من المتابعين، ومن خلال تتابع نشر الأخبار الفنية والمنوعات والرياضات المختلفة تزرع بوستات تدعو فيها إلى التواصل حول قضية معينة أو حول خبر محدد يتعلق بالأحداث التى تجرى فى مصر، ومن خلال التواصل بين مسؤولى هذه الصفحات من الإخوان والمتابعين المتحمسين من الشباب الصغير تبدأ عمليات الاستقطاب والدعوة إلى السفر أو توفير وظيفة فى داخل مصر أو حضور لقاءات محددة يجرى خلالها التعرف على الشباب وإتمام عمليات تجنيدهم.
ثانيا تعمل منصات الإخوان غير المباشرة على غسيل عقول الشباب فى المرحلة العمرية من 16 إلى 20 عاما بكثافة من خلال سيول الشائعات والأكاذيب والقصص المفبركة حول ثورة 30 يونيو وما جرى بعدها من أحداث، اعتمادا على أن هذه الفئة العمرية لم تشارك فعليا فى الثورة وإنما سمعت عنها من الآباء والأمهات والأقارب، وبالتالى يسهل استغلال طبيعة هذه الفئة العمرية فى محاولة التمرد والاستقلال والبحث عن الذات، بتمرير الأساطير الجديدة التى تحاول الجماعة تثبيتها عن الثورة والأحداث التى تلتها فى أذهان هؤلاء الشباب ليعتقدوا فيها أولا ثم يصطدمون بجيل الآباء والأمهات الذين شاركوا فعليا فى الثورة وشهدوا فظائع الإخوان من إرهاب واغتيالات واستهداف الاقتصاد المصرى فضلا عن منصات التشويه ونشر الأكاذيب والشائعات طوال هذه السنوات.
وتخيلوا ما يمكن أن ينسجه الإخوان من أساطير وأكاذيب عن ثورة 30 يونيو وما تلاها، بالطبع لن يقولوا إنها كانت ثورة شعبية على محاولة خطف الجماعة للشعب المصرى نحو عقود من الاستبداد كان أولها الإعلان الدستورى المشبوه الذى أعلنه مرسى، ولن تقول إن البلتاجى مسؤول التواصل مع التنظيمات الإرهابية بشمال سيناء هدد باستمرار العمليات الإرهابية هناك إلى أن يعود الإخوان ولن يتكلموا عن الخلايا المنبثقة عن الجماعة والتى استهدفت ضباط الشرطة وأكمنة الجيش والإعلاميين ومؤسسات الدولة والكنائس بل وأعمدة الكهرباء ومحطات الوقود ودور السينما، ولن يقولوا إنهم أطلقوا الرصاص على المارة أو السكان الآمنين فى بيوتهم أو زرعوا العبوات الناسفة فى الشوارع والميادين.
لن يكونوا موضوعيين أو محايدين بالطبع ولكنهم كعادتهم، سيعملون على نسج مظلومية كاذبة جديدة من خلال استغلال أحكام القضاء على المتهمين منهم فى أعمال العنف المسلح والأعمال الإرهابية، كما سيعملون على توجيه طاقات الشباب نحو التمرد والعنف وتكوين الجماعات الصغيرة والخلايا السرية، تحت شعارات براقة مثل التغيير والتطهير وبناء دولة الإسلام والجهاد فى سبيل الله... إلخ.
إذن، كيف نواجه مخططات الجماعة الإرهابية التى تسعى إلى غسيل عقول الأجيال الجديدة وتجنيدها لتكون وقودا للإرهاب والعنف؟
للسؤال إجابة وللحديث بقية.