وائل السمرى

شعب 1919

الأربعاء، 06 مارس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مائة سنة بالتمام والكمال مرت على ثورة 1919 التى لن نستطيع أن نوفيها حقها مهما كتبنا أو ألفنا أو غنينا أو تذكرنا، تلك الثورة بالنسبة لى هى الثورة الأم، هى الحقيقة الناصعة فى تاريخ مصر، ثورة قام بها مصريون لا مدعون، ثورة قام بها بشر لا أنبيا ولا قديسون، ثورة قام بها أناس يخطئون ويصيبون، ولم يقم بها ملائكة، ثورة شارك فيها الشعب كله تاركًا كل ما يشغله حينما كان الهتاف نموت نموت وتحيا مصر، ثورة غنى فيها الشعب كله، قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك، ثورة أنتجت فنًا ودستورًا وأدبًا وشعبًا أيضًا، كان شعب 1919 هو شعب مصر الذى نتغنى به فى الأغانى، ونذكره بالمحاسن لا بالمساوئ، جاءت الثورة فأيقظت فى مصر مصر، وأعادت الاعتبار إلى الشخصية المصرية حينما علم كل واحد أن توقيعه على توكيل «الوفد» هو مؤشر الحياة الأول وربما يكون الأخير.
 
مائة سنة مرت على الثورة، وبرغم أنى لم أرها ولم أعشها ولم أستغرق فيها، لكنى أشعر أنها كانت بالأمس القريب، كما أشعر أنى أحد أفرادها، أحسدكم يا من شاركتم بهذه الثورة، أحسد شعوركم العارم، أحسد إحساسكم الصادق، أحسد عاقبة نضالكم، أحسد مصر التى صنعتموها، وأحسد قادتكم الذين رزقوا بكم فكانوا قادة حقيقيين يناضلون نضالا حقيقيا ويخلقون مصيرا حقيقيا ويصنعون بلدا حقيقيًا.
 
كان كل شيء واضح آنذاك، العدو واضح، والمصير واضح والحلم واضح والطبقات الاجتماعية واضحة، وخطة بناء مصر واضحة، كان كل شىء مثاليًا حتى فى الإخفاقات، كانت كل الصراعات مثالية حتى صراعات البيت الواحد والحزب الواحد، أحسد أدباءكم أيضًا على هذا المناخ الذى أنتج أدبًا عظيمًا عاشت مصر فى ظله عقودًا، أحسد سيد درويش الذى غنى لمصر وغنى بمصر فصار جزءًا من تاريخها ورحيقًا من حدائقها، أحسد هذه الروح التى سكنت الشعب المصرى فكان لا يتورع عن الإعلان «يحيا الوفد ولو فيها رفد» مائة سنة مرت، وكأن هتافاتكم فى الآذان حتى الآن، فقد سكنتم فى الروح والوجدان، وما استطاع أن يشوهكم مشوه، أو يغتالكم لقيط.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة