فى مثل هذا اليوم منذ 230 عاما، كان الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت، على موعد مع احتلال مدينة يافا الفلسطينية، حيث تم احتلال المدينة فى 6 مارس عام 1799، بعدما سيطر جنوده على مدينة يافا، وقاموا بقتل أكثر من 2000 أسير ألبانى.
احتلال نابليون للأراضى العربية فى فلسطين، فى ذلك الوقت، جاء تحت لواء الإسلام، بعدما استطاع إقناع المشايخ وكبار علماء المسلمين بذلك، وأن احتلاله للمدن العربية هناك، يهدف إلى خدمة الإسلام من خلال غزوه لتلك المناطق.
ويوضح كتاب "الحملة الصليبية على العالم الإسلامى والعالم وعلاقتها بمخطط إسرائيل الكبرى" للكاتب يوسف العاصى الطويل، أن معظم الحركات الاستعمارية للوطن العربى، منذ نابليون بونابرت، ادركت أهمية الوعى الدينى، وحاولت استغلاله وإعادة صياغته بما يناسب أهدافها، وحاولوا إقناع عامة المسلمين بأن الفرق بين سياسة الأصدقاء المستعمرين وبما جاء به الإسلام يعد طفيف.
وفى أثناء وجود نابليون فى مصر، أدرك قوة الدين على المصريين، ومدى أهمية الأزهر، وقوة تأثير شيوخه فى نفوس الشعب المصرى، فحاول ونجح فى التودد إلى طائفة منهم، وجعل ينتهز الفرصة تلو الأخرى للاجتماع بهم، ويتحدث إليهم فى موضوعات علمية حول القرآن، ويشعرهم باحترامه لنبى الإسلام، فيخرجون من عنده وكلهم لسان ثناء عليه، يشيعونه فيمن يخالطونهم.
وعندما أنشأ نابليون ديوان القاهرة، مركزا للشورى وتبادل الرأى، ضم إلى عضويته هؤلاء المشايخ، وكانوا أغلبية فى المركز والاجتماعات.
واستشهدت الدراسة، بما ذكره المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتى، بالبيان الذى صدر عن علماء بالأزهر الشريف يعبرون فيه عن فرحتهم فى سقوط يافا على إيدى الفرنسيين، ويدعون أنه من مقادير الله.
كما أخرج علماء الأزهر أيضا، بيانا أثناء ثورة القاهرة الأولى ضد الفرنسيين، يتهم فيه الثوار بأنهم أصحاب فتنة، كما أدان بعض العلماء قيام سليمان الحلبى بقتل كليبر، وسارعوا بالتنديد بالواقعة واتهامه بالعمالة لصالح المماليك ولم يترحموا عليه أو على المشايخ الذين قطعت رقابهم بتهمة علمهم بمقصد سليمان الحلبى ولم يبلغوا السلطات.