يبدو أن الاتفاق النووى الإيرانى المبرم بين البلدان الست الأوروبية فى عام 2015 يطوى أيامه الأخيرة، بعدما اخفق الأوروبيون فى منح إيران حزمة اقتصادية ترضيها، وعدم فاعلية "انستكس" أى آلية دعم التبادل التجارى بين أوروبا وإيران، ووسط الأزمات الداخلية التى باتت تعانى منها طهران على خلفية العقوبات الأمريكية، أعاد المرشد الأعلى الإيرانى على أسماع مهندسى الصفقة فى بلاده عدم تفاؤله بمساعى الرئيس حسن روحانى وفريقه لإحياء الإتفاق قبيل أيام من اجتماع جديد فى فيينا مع الأوروبيين.
ورغم إثارة المرشد الإيرانى الشكوك والتساؤلات بشأن فاعلية جهود فريق حسن روحانى للحفاظ على الاتفاق وجدوى انتظار الأوروبيين، تعقد اليوم، الأربعاء، اجتماعا للجنة المشتركة للاتفاق النووى، فى فيينا بحضور مساعدى وزراء خارجية "ايران ودول مجموعة 4+1" للشؤون السياسية، حول مواجهة تداعيات الانسحاب غير القانونى لأمريكا من الاتفاق النووى وعودة العقوبات على إيران وكيفية تطبيق تعهدات باقى أطراف الاتفاق النووى.
من جانبه شدد عباس عراقجى، المساعد السياسى لوزير الخارجية، على أن مجرد الإرادة السياسية لا تكفى لحفظ الاتفاق النووى وعلى أوروبا أن تتخذ خطوات عملية ودفع الثمن من أجل استمرار هذا الاتفاق.
وانتقد عراقجى المماطلة فى إطلاق الآلية المالية، قائلا: "كانت الخطوة الأخيرة جزءا من تعهدات الطرف الآخر ونتوقع من الطرف الأوروبى أن تبذل مساعى أكثر جدية لتحقيق نتائج عملية وملموسة للاتفاق النووى وإدخال اينستكس حيز التنفيذ".
وعشية الاجتماع، علق محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانى، على تصريح حديث للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بخصوص الاتفاق النووي الإيرانى. وكتب ظريف تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى، "تويتر": "أنه وعلى النقيض من أكاذيب نتنياهو وترامب وأعوانه، حول إيران، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرة أخرى وفاء إيران بعهدها والتزامها بالاتفاق الذى نقضته أمريكا، وبناء عليه فإن صبرنا بدأ ينفد".
وقبيل اجتماع فيينا، أعاد خامنئى خطابا ألقاه فى منتصف العام الماضى له تنبأ فيه بالمشكلات التى تواجهها أوروبا للوفاء بالالتزامات التى قطعتها لحماية التجارة مع إيران من عقوبات أمريكية جديدة بعد انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق النووي.
ويظهر الكشف عن تصريحات خامنئى بعد ثمانية أشهر من صدورها أن الزعيم الأعلى لم يكن متفائلا بمساعى الرئيس حسن روحانى لإنقاذ الاتفاق النووى مع القوى الأوروبية، التى لا تزال ملتزمة بالاتفاق رغم انسحاب واشنطن فى مايو أيار 2018.
ونقل الموقع الرسمى لخامنئى أن الأوروبيين سيقولون بطبيعة الحال إنهم يحمون المصالح الإيرانية بحزمة من الإجراءات لكن يتعين ألا تعطى (الحكومة الإيرانية) أولوية لذلك.
وقال خامنئى، إن الاتفاق لم يحل أيا من مشكلات إيران الاقتصادية وتوقع أن الآلية التى اقترح الأوروبيون استخدامها لحماية الأعمال مع إيران من العقوبات الأمريكية لن تؤدى أيضا لحل تلك المشكلات.
وأضاف: "الأوروبيون سيئون، إنهم حقا سيئون. لدى الكثير لأقوله بشأنهم، ليس بسبب السياسات الراهنة.. بل بسبب طبيعتهم الخبيثة فى القرون القليلة الماضية، لا تربطوا الاقتصاد الإيرانى بشيء خارج عن سيطرتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة