كريم خالد عبد العزيز

المرأة الشرقية.. ظالمة لنفسها مظلومة من المجتمع

الجمعة، 08 مارس 2019 02:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وصلت المرأة الشرقية اليوم إلى أعلى المناصب القيادية والإدارية وأثبتت جدارتها فى الأداء وتفانيها فى العمل، بل ونافست الرجل فى مجالات عديدة واستطاعت أن تتغلب عليه فى عدة أدوار لعبتها بقدرتها وذكائها.. ومع ذلك لا زالت تنادى بحقوقها!.. أى حقوق هذه التى تنادى بها المرأة بعد أن وصلت إلى مرتبة الرجل فى إشغال المناصب الرفيعة ونجحت نجاحاً باهراً مثلها مثل كل الرجال.

 

المرأة فى المجتمعات الشرقية لا تريد أبسط حقوقها كما تزعم.. لكنها تريد المساواة مع الرجل!.. هذا هو الشىء الوحيد الذى تسعى إليه كل امرأة شرقية وتتخذه هدفاً تريد الوصول إليه وغاية تريد ترسيخها فى العقول لأنها معتقدة أن المرأة متساوية مع الرجل فى بلاد الغرب، وهذا الأمر صورياً فقط لكن فعلياً المرأة لا تتساوى مع الرجل فى كل شىء عند الغرب.. لأن هناك مهام ذكورية ثقيلة لا يمكن للمرأة أن تقوم بها، هذه المهام متمثلة فى مهن كثيرة تحتاج إلى قوة الرجل.. فالمرأة تظلم نفسها عندما تطلب المساواة لأنها تريد المساواة مع الرجل فى الحقوق دون الواجبات وهذا لا يعتبر عدلاً، فمثل ما تريد المرأة الحصول على نفس حقوق الرجل عليها أن تفعل نفس واجباته ومهامه أولاً لتكون مستحقة للتمتع بنفس حقوقه.. وعلى الجانب الآخر هناك مهام نسائية لا يمكن للرجل أن يفعلها بنفس جدارة المرأة فيها، مثل حب الأبناء والتضحية من أجلهم، فمهما كان الرجل محب لأبنائه ومضحى من أجلهم لا يمكنه أن يكون بنفس مقدار عاطفة المرأة التى تحب وتضحى بدافع غريزة الأمومة الفطرية .. فالمساواة بين الرجل والمرأة معادلة خاسرة.

 

آدم خلق أولاً ثم حواء من ضلعه ومن نفس طينته ليخلق  معهما القانون الأبدى للإنسانية، ذلك القانون الذى يجبر كل رجل على ضم المرأة فى كنفه ويجبر كل امرأة على أن تحتمى تحت ذراع الرجل .. لا مانع من تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة ليشعر كل طرف بمعاناة الآخر ويشاركه متاعبه وأحاسيسه، لكن لا يمكن أن يمنح كل طرف دوره للطرف الآخر بصورة مستمرة.. وإن كان الدين فضل الرجل على المرأة فتفضيله للرجل تكليف له بتحمل مسئوليتها وحمايتها على اعتبارها العنصر الأضعف وليس تشريف لجنسه عن جنسها ولا انحياز لكيانه.

 

لكن هذا لا يمنع أن المرأة الشرقية مظلومة من المجتمع فى بعض الأشياء بسبب بعض الأفكار العقيمة السائدة فى مجتمعاتنا الشرقية وللأسف الشديد هذه الأفكار لا تتماشى مع حضارة الشرق العظيم ودينه الإسلامى الحنيف الذى يحث الناس على العدل فى الأحكام بين الرجل والمرأة .. من ضمن هذه الأفكار العقيمة، تبرير جريمة الزنا للرجل بحجة أنه ليس له عذرية مادية تتمثل فى غشاء بكارة يفقده فبالتالى لن يعيبه شىء إذا زنا، أما المرأة فتلام على زناها بحجة أنها إن فقدت عذريتها المادية فسيلازمها العار طوال حياتها وسيشمل هذا العار كل أفراد عائلتها! .. مع أن الله حرم الزنا على الرجل والمرأة والاثنين أمام محكمة الله العادلة واحد فى الحكم والجزاء وليس لهما أى مبرر لهذا الفعل المحرم .. ومن قال إن العذرية شىء مادى فقط ؟! .. الطب أثبت أن هناك بعض الفتيات يولدن بدون غشاء بكارة وتكون أخلاقهن حميدة من التربية السليمة السوية .. وهناك فتيات يفقدن عذريتهن المادية وبعملية جراحية بسيطة قد يعيدن أنفسهن عذراوات وقد لا يعرفن شيء عن الأخلاق .. العذرية الحقيقة هى العذرية المعنوية التى تظهر فى حسن تربية الإنسان واستقامته وأخلاقه الحميدة المكتسبة من البيئة السليمة والسوية التى ينشأ فيها وهذا يشمل الرجل والمرأة معاً.

 

ومن ضمن الأفكار العقيمة أيضاً فى مجتمعاتنا الشرقية أنها تعتبر الطلاق عيب فى حق المرأة لأنها تتهم إما بخراب بيتها بيديها أو بسوء أخلاقها بحجة أنها تحب رجل آخر غير زوجها، مع أن الله حلل الطلاق للزوجين إن لم يجدوا للصلح مكان بينهما وإن استحالت الحياة بينهما وهذا يحمى حق المرأة وحريتها فى القدرة على الاستمرار من عدمه .. الفكر العقيم السائد فى مجتمعاتنا الشرقية يحدد مقاييس الذكورة فى عدد الفتيات اللاتى تم خداعهن من قبل الرجل، وتظل المرأة الشرقية تعانى من التحرش اللفظى والجسدى ممن يعتبرون أنفسهم رجالا، مع أن الله حدد مقاييس الذكورة فى الحفاظ على أمانة الجسد وفى الأخلاق والصدق مع الفتيات وفى حفظ اللسان من اللغو .. ويظل الذكر الذى لا يحترم ضعف المرأة ويستقوى عليها ليس برجل .. وكذلك الأنثى التى لا تحترم قوة الرجل وتسعى للسيطرة عليه لا تكون امرأة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة