يعد أمر الزواج من أهم وأخطر الأمور الشرعية؛ وذلك لخطورة ما يترتب عليه من آثار على كلا الطرفين، الزوج والزوجة، وعلى جميع المحيطين بهم، وعلى المجتمع من بعد ذلك، وكذلك خطورته تظهر فى أن الزواج هو الرافد الشرعى الوحيد لإخراج جيل من الأبناء الذين يكونون امتدادا للأجيال السابقة فيما بعد، ولعل خبرة دار الإفتاء المصرية على مدار أكثر من مائة عام من القيام بمهمة الإفتاء الشرعى تؤهلها للوقوف على أهم أسباب تقوية الروابط الأسرية وأهم أسباب انفصامها ، وكذلك الوقوف على أسباب ودوافع ما ابتلى به المجتمع من كثرة وقوع الطلاق بين طبقة الشباب لأسباب راجعة فى أغلبها إلى قلة المعرفة وعدم التأهيل المناسب وما ترتب على ذلك من تزايد حالات الطلاق بشكل يهدد استقرار الأسر المصرية وذلك نتيجة لانتشار الأفكار والمفاهيم المغلوطة والمنحرفة المفسدة للزواج والأسرة؛ خاصة مع انتشار التيارات المتشددة وانتشار أفكارها عبر وسائل الإعلام المختلفة ما جعل كثيرا من الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية مشوشا عليه بسبب ما تقوم به تلك التيارات من ضجيج وتشغيب.
الدكتور عمرو الورادنى ، أمين الفتوى، ومدير التدريب بدار الإفتاء، قال: إن دار الإفتاء المصرية أقامت البرنامج التدريبى لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، وذلك لتدعيم الشباب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة، وللحد من ظاهرة الطلاق المنتشرة بين الشباب فى السنوات الأولى من الزواج.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم لسابع"، ان البرنامج يقوم على تأهيل المقبلين على الزواج من خلال ثلاثة مبادئ أساسية هى :الوعى هو المكون الأرسخ فى نفوس الشباب؛ ولذا عملت دار الإفتاء على أن يكون البرنامج يستهدف الوعي، باعتباره المحرك الرئيس نحو الحياة الفضلى للإنسان، لابد أن يكون المقبل على الزواج متزنا إنسانيًّا قبل الزواج، ومن ثم تمَّ تصميم البرنامج ليكون برنامجًا يسعى إلى الاتزان الإنسانى قبل أن يكون مُكسِبًا للمعارف الدينية، فحصة المعارف الدينية من البرنامج 10% فقط ،ينظر البرنامج للحياة الزوجية بمنهج التفكير متعدد الرؤى؛ إيمانا من دار الإفتاء أن الخلل فى أى جانب من جوانب حياة الإنسان يؤثر فى كل الجوانب الأخرى عن طريق نظرية الأوانى المستطرقة .
وتابع :يهدف البرنامج لتدريب وإرشاد وتأهيل عدد من المقبلين على الزواج على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التى يواجهها الزوجان ،حيث يتوقع من المتدرب فى نهاية البرنامج أن يكون قادرا ًعلى إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين،و فهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية،و الإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية، والتعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج.
وعن المحاضرين بتلك الدورات قال ان هناك نخبة من المتخصصين يحاضرون وهم:د. مجدى عاشور، امين الفتوى ،والمستشار الأكاديمى للمفتى ويحاضر فى عقد الزواج (أركانه وشروطه) ،د.عمرو الورداني،أمين الفتوى، ومدير التدريب بدار الإفتاء، ويحاضر فى قواعد العشرة الحسنة، د.محمد خليل أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، ويحاضر فى علم النفس الاجتماعي، والدكتورة منى أبو طيرة مدرس علم النفس بجامعة القاهرة، ويحاضر فى علم النفس ،ود. خالد عبدالملك ، أستاذ النساء والتوليد والعقم، ويحاضر فى الإرشاد الطبى والصحة الإنجابية،و رشا الجمل، خبيرة التنمية البشرية، وتحاضر فى أنماط الشخصية وتأثيرها على الأسرة،و م.ياسمين سيف وتحاضر فى ديكور المنزل .
واشار إلى سعى دار الإفتاء من خلال برامج تأهيلها للمقبلين على الزواج أن تقدم للمتدربين معارف وخبرات تساعدهم فى كافة أمور حياتهم الزوجية، وحرصت الدار فى دوراتها أن يقدمها عدد من المتخصصين فى كافة المجالات فاستعانت بكبار الخبراء والأساتذة فى مجالات متعددة من علماء الشريعة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع وأساتذة الطب، وخبراء التنمية البشرية.
وعن احصائية الدورات قال نفذت دار الإفتاء المصرية ثمانية برامج تدريبية فى المدة بين 25/ 11/ 2014م إلى الان ،شارك فى هذه البرامج (650) متدربًا ومتدربة، غالبهم من فئة الشباب التى يتراوح أعمارهم ما بين (22-35) عاما،وقد تفاعلوا مع أنشطة البرنامج تفاعلا جادًا مثمرًا؛ حيث تنوعت هذه الأنشطة لتتوافق مع الأنماط الشخصية للمتدربين، وتم تخصيص ساعة قبل موعد بدء المحاضرات ليتم فيها مناقشة موضوعات البرنامج، والتدريب على موضوعات الاستبيانات الممهدة لموضوعات البرنامج.