فى الوقت الذى تحرض فى دول العالم أن تكرم المرأة وتسلط الضوء على النماذج الناجحة لها، وإبراز دورها الكبير فى المجتمع، اختار أردوغان مسلكا آخر يختلف عن جميع دول العالم، ليقهر المرأة فى يومها العالمى الذى كان أمس الجمعة، ويقدم على تفريق مسيرة نسائية تطالب بمزيد من الحريات.
هذه الواقعة كشفتها وكالات عالمية على رأسها وكالة "رويترز"، بجانب وكالات عالمية أخرى مثل دويتش فيلا، التى أكدت أن الشرطة التركية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من عدة آلاف من النساء تجمعن وسط اسطنبول مساء أمس الجمعة للقيام بمسيرة احتفالا باليوم العالمى للمرأة، وذلك بعد أن تجمع الحشد على مشارف ميدان تقسيم بالمدينة استعدادا للمسيرة، فيما وسد مئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب الطريق أمام المحتجات لمنعهن من التقدم وتنظيم المسيرة، بينما أطلقت الشرطة رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد واندلعت اشتباكات لدى مطاردة قوات الأمن للنساء فى الشوارع الجانبية المتفرعة من الميدان.
المعارضة التركية، شنت هجوما عنيفا على النظام التركى بعد سلسلة القمع التى طالت السيدات، فصحيفة "زمان" التركية المعارضة، أكدت أن أنثرة تعانى من تراجع كبير في الحريات وقمع كبير للمعارضين خاصة بعد محاولة الانقلاب المزعومة ضد أردوغان فى يوليو 2016، حيث لم تسمح الشرطة التركية بتوغل المسيرة الحاشدة إلى شارع الاستقلال وفرقت المسيرة باستخدام القنابل المسيلة للدموع، فيما لم تقدم المشاركات على فعل غريب، إذ أنه منذ عام 1977 يحتفل العالم رسميًا باليوم العالمي للمرأة، وتطالب النساء بمزيد من الحريات.
وتشهد تركيا حملة اعتقالات ضخمة ضد معارضى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث تمتلئ السجون التركية بعشرات الآلاف من المعارضين للنظام التركى، فى ظل هيمنة الرئيس التركى على كل المؤسسات التركية، وسط تجاهل شديد من قبل جماعة الإخوان لهذه الانتهاكات.
وتفسيرا لهذه الواقعة، يقول الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن السلطات التركيى تخشى من أي تجمع بعد محاولة الانقلاب، لذلك تقمع أى مسيرات تنظمها أى فئة من فئات المجتمع.
ويشير الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن ما يفعله النظام التركى ضد معارضيه وضد أى تظاهرات ضده هو موقف سياسى يتخذه الرئيس التركى الذى يخشى تزايد المعارضة ضده.
بدوره يقول الدكتور طه على، الخبير السياسى، إن أردوغان يفقد صوابه نتيجة لاستحكام الأزمة التي يمر بها فيلجأ قهر معارضيه نتيجة لارتباكه نظرا للخطورة التي باتت تمثلها المعارضة على مستقبل أردوغان ومخططات تمكينه من الانفراد بالسلطة في الدولة التركية.
ويتابع الخبير السياسى، أنه سياسيا أردوغان خسر غالبية مؤيديه الذين تضامنوا معه في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016 سواء من القوميين أو حتى كثير من التيار الديني في تركيا بعد أن اطلق قبضته في التنكيل بالجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة