وجوه أجدادنا القدماء المصريين الفاتنة الملونة والمجملة بدقة، تخبئ العديد من أسرار المصرى القديم وريادته فى فن التجميل والماكياج منذ آلاف السنين.
ولم يقتصر ريادة القدماء على إجراء العمليات الجراحية المعقدة أو تقدمهم فى علوم الطب والهندسة والعمارة، بل تمكن المصرى القديم من استخدام فنون المكياج ببراعة وصناعته ومعالجة العديد من الحالات المرضية التى تتعلق بالوجه، وخلال السطور التالية نكشف أسرار صناعة الماكياج ومستحضرات التجميل فى مصر الفرعونية.
وكشف الدكتور أحمد صالح، الباحث الأثرى، عن تقدم المصريين القدماء فى فنون التجميل، موضحًا أن هناك بردية طبية تدعى "بردية إدوين سميث" تعد من أهم البرديات التى تكشف أسرار الحياة الطبية فى عهد المصرى القديم، وتكشف عن أنه هو أول من صنع أحمر الشفاه من الصبغة الحمراء، وكان يصنع الكحل من المعادن مثل كبريتيد الرصاص وغيره من الأحجار والمعادن، ويتم خلطها حتى يحصل على الكحل لتزيين العيون، وكان هناك نوعان من الكحل الأول باللون الأسود ويسمى مسدم، والثانى باللون الأخضر ويطلق عليه واج، موضحًا أن استخدام الماكياج كان للرجل وللأنثى، فلم يكن مقتصرًا على الجنس الناعم فقط.
وأشار الباحث الأثرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه كان يتم استخدام الحناء لطلاء الأظافر، وكان يتم تصنيع أدوات التجميل مثل الفرشاة وممشط الشعر من الفخار والأخشاب وكانت الزيوت مثل زيت اللوز أو زيت الجوز العنصر الأساسى فى صناعة مستحضرات التجميل، مؤكدًا أن ما يدل على أهمية الماكياج فى مصر القديمة هو وجود وظيفة فى القصر الفرعونى كانت تحت مسمى أخصائى تجميل وتتحدد مهام تلك الوظيفة فى جلب مستحضرات التجميل للملك والملكة وانتقائها بعناية، فضلاً عن تجهيز العديد من الوصفات التجميلية للحفاظ على جمال الوجه والشعر للفرعون وزوجته.
وأوضح "صالح" العديد من الوصفات التجميلية التى كان يتم صناعتها منذ آلاف السنين لمعالجة التجاعيد، مؤكدًا أن المصرى القديم كان يتحدى علامات تقدم البشرة من خلال وصفة عبارة عن مزيج من صمغ اللبان وشمع ومقدار من الزيوت، فضلاً عن إضافة خليط من حب العزيز وفقا لنسب محددة، وكان يتم معالجة الحروق بالوجه من خلال خليط آخر عبارة عن مزيج من أكسيد الحديد ومقدار من الكحل يتم مزجهم سويًا ووضعهم على الجزء المصاب أو يمكن معالجة الحروق من خلال خليط آخر عبارة عن مزيج أيضًا من الخروب والعسل.
وأضاف "صالح"، أن القدماء المصريين، لم يقفوا عند هذا الحد بل عالجوا روائح الفم الكريهة من خلال استخدام مضمضة بالحليب، أو من خلال مضغ "لبان الدكر"، كما عالجوا رائحة العرق من خلال طحن الخروب ويتم خلطها بزيوت عطرية ويتم دهن الجسم لمنع الرائحة الكريهة، ووفقًا لبردية إدوين سميث، تبرز كيف عالج المصرى القديم رائحة العرق من خلال خليط من عسل النحل وملح النطرون وملح الوجه البحرى، حيث يتم مزج الخليط لوضعه على الجسم.
وأشار الباحث الأثرى، إلى أن المصرى القديم كان يدرك أهمية الجسد ويحرص على راحته فى أوقات الفراغ، لذا نجد أن أجدادنا هم أول من عرفوا جلسات المساج الطبيعى، ووفقا لإحدى الصور التى وجدت فى مقبرة عنخ ما حور بمنطقة سقارة، فكان هناك وظيفة مهامها هو عمل تدليك للقدم ولليد للحصول على الاسترخاء.
وأوضح "صالح"، أن مثلما برع أجدادنا فى تجميل الوجه والجسد، كانت لهم الريادة فى الاعتناء بالشعر والحفاظ عليه، مؤكدًا أنهم أول من عالجوا مرض الصلع فكانوا يستخدمون شرائح الخس على الجزء المصاب، وإذا كان الصلع طبيعيا كان يستخدم زيت شجرة التنوب ويخلط بدهن حيوانى، وتمكنوا من علاج شيب الشعر من خلال عمل مرهم من قرون الغزلان بعد أن يتم طحنها وخلطها بزيوت طبيعية، أو معالجة الشعر الأبيض من خلال دماء الثيران تغلى بالزيت ويتم وضعها على الشعر.
واختتم "صالح"، بأن المصرى القديم كان يعطى لمستحضرات التجميل أهمية كبرى، حيث عثر على العديد من أدوات التحميل داخل مقابر الملوك، وكان أبرز الملوك الذين حرصوا على استخدام الماكياج الملكة نفرتيتى والملكة نفرتارى والملك توت عنخ آمون.
أسرار التجميل والماكياج فى عهد الفراعنة (1)
أسرار التجميل والماكياج فى عهد الفراعنة (2)
أسرار التجميل والماكياج فى عهد الفراعنة (3)