رحل عن عالمنا فى ساعات مبكرة من صباح اليوم، الفنان الكبير محمود الجندى عن عمر يناهز 74 عاما، بأحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، وكان الفنان الراحل، مر بمرحلة من الشك الدينى، التى وصفها هو بفترة التمرد، موضحًا أن مكتبته كانت مليئة فى هذه الفترة بكتب تحفز على الإلحاد.
وكان الفنان محمود الجندي، صرح من قبل فى أحد لقاءاته التليفزيونية أنه ابتعد فى فترة ما من حياته عن الله، وبدأ يشك فى ثوابت الدين، وأن ابتعاده عن الله كان بسبب كتاب "حروب دولة الرسول" للمفكر سيد القمنى، أن هذا الكتاب جعله يشك فى الأحاديث النبوية وفى السيرة، مؤكدًا أنه لم يلحد، ولكنه ابتعد عن طريق الله.
ويعرض كتاب "حروب دولة الرسول" فكر مؤلفه سيد القمنى، وقراءاته الجديدة للمعارك التى خاضتها دولة الإسلام إبان تأسيسها فى العهد النبوى، وما ترتب عليها من نتائج أفرزت صراعات جديدة في سبيل الحرص على استدامة الدولة الناشئة وتقوية دعائمها، إزاء المناخ المعادي الذي أحاط بها.
كتاب حروب دولة الرسول
كما يعرض الكتاب المراحل التى مرت بها الدعوة الإسلامية، وكيفية تكيفها مع التغييرات التى تحل بها وبمسيرتها على مختلف الأسباب والنتائج، وهناك بعض التشكيكات وبعض الأفكار التى يطرحها يجعل من كتابه موضع جدل.
كما يقدم عرضًا للمراحل التي اجتازتها دولة العرب وهي في طور النشأة، عبر حروبٍ طويلة خاضها النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة رجاله، من أجل تأمين دولته الوليدة، وتوحيد قبائل العرب تحت رايةٍ واحدة وقائدٍ واحد وعبادة واحدة، ويستند "القمنى" في بحثه على أمهات الكتب الاسلامية، على حد وصفه، التي اشتملت مجالات شتى كالحديث والتفسير والسيرة.
يذكر أن موقف محمود الجندى لم يستمر من الدين طويلًا، فكان حادث احتراق شقته رسالة إلهية للعدول عن فكره، ويقول الجندى: "بعد وفاة الفنان مصطفى متولى ثم حادث وفاة زوجتى فى الحريق الذى نشب بمنزلى، نظرت للدنيا على أنها غير مستمرة، وفجأة لن أكون موجودًا".
بدأ تفكير الجندى يتخذ مسارًا مختلفًا، وألهمه ربه بصيرة افتقدها لسنوات، تدبرها حين التهم الحريق مكتبة منزله خاصة الكتب التى تدعو إلى الإلحاد، قائلا: "وجدت أن الجزء الذى يحترق بشدة هو الجزء الخاص بكتب الإلحاد، عندها جاءتنى شرارة فى عقلى نبهتنى لما حدث".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة