حمدى رزق

درس ماجدة الرومى

الخميس، 11 أبريل 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشيدًا بإنسانية الفنانة اللبنانية ماجدة الرومى بتبرعها بعائد حفلتها إلى فقراء صعيد مصر.. يتساءل الفنان التشكيلى الكبير حلمى التونى: «أين فناناتنا الفاتنات.. وماذا قدمن إلى فقراء وطنهم.. أين فنانونا الرجال الذين وصل أجر أحدهم إلى ستين مليون جنيه فى مسلسل واحد.. أين هم من الإنسانية والتعاطف مع فقراء بلدهم..؟! 
 
أضم صوتى لصوته زاعقًا، أين أنتم؟، هل سمعتم؟، هل فهمتم الرسالة؟، هل قلب بنت الرومى الرائعة أحن من قلوبكم على فقراء مصر؟، هلا غبرتم أقدامكم إلى صعيد مصر، لا لتحيوا حفلًا بل تحيوا أنفسا؟
 
الفنانة العظيمة لم تتأخر عن دعوة جمعية خيرية «راعى مصر»، جمعية ليس لها نصيب من الشهرة التى تجلب الملايين من التبرعات، وإن كان لها نصيب طيب فى أن ترعى عملًا طيبًا لوجه الله. 
 
الفنانة العظيمة التى ذهبت إلى قرى «أرمنت» الفقيرة بمحافظة الأقصر، ووجهت رسائل راقية معبقة بالمحبة والإنسانية، تناشد إنسانيتنا، وتهب الفقراء بعضًا من محبتها.
 
ماجدة الرومى لم تشترط أجرًا وإقامة وطائرة خاصة وفنادق سبعة نجوم، فقط جاءت ملبية تسعى إلى فعل الخير، إلى لمسة تبرهن بها على رسالة الفن، ودور الفن، تشدو وعيناها تلمعان بفرحة فتاة صغيرة فقيرة تسهم فى تعليمها أو زواجها، تسهم بنصيب فى سعادتها، الفن سعادة، الفن نور، الفن إلهام.
 
حتى نكون منصفين وعادلين، لكل قاعدة استثناء، وفى ظهرانينا فنانون مقدرون لا يتأخرون عن غوث البسطاء، وفى هذا حكى يطول، ولكن متى يتحول هذا الاستثناء إلى قاعدة، كيف لا يهبّ هؤلاء جميعًا وينخرطون فى عمل فنى جماعى، ليملؤوا الدنيا غناءً وتمثيلًا وتشكيلًا؟، لماذا لا يحولون ليل الصعيد نهارًا؟، لماذا لا يتكاتفون ليحولوا حزن البشر إلى بِشرٍ وفرح وغبطة؟، كيف ينقذون فقيرًا من ذل الحاجة، وتلميذًا من التسرب؟، ومريض يوفرون له حق العلاج؟، كيف ينامون على ريش نعام وغيرهم تضج الحصى جنوبهم. 
 
صوت الفنان التشكيلى الكبير حلمى التونى خرق حاجز الصمت عن المسكوت عنه من سياق بعض الفنانين المصريين المجافى لرسالة الفن، ماجدة الرومى تضرب مثلاً لهم جميعًا، ولتحركهم الغيرة الوطنية والإنسانية والفنية، وليهبوا سراعًا ليلحقوا ما فاتهم من واجب ذكرتهم به الفنانة اللبنانية الراقية.
 
وأذكر الراقية ليلى علوى عندما قصدتها يومًا فى زيارة لمعسكرات اللاجئين، ضحايا الحرب ضد الإنسانية فى «الفاشر» بدارفور غربى السودان على بعد آلاف الأميال الصعبة وفى مناطق وعرة، ولم تتأخر ثانية وذهبت «أثناء الحرب» إلى الحدود السودانية/ التشادية، لتقول أنا مصرية، أنا إنسانة، أنا فنانة أنا هنا باسم الفن المصرى لأمسح دموعكم وأغسل بعض أحزانكم. 
 
يومها كانت رسالة الفن المصرى حاضرة، ونحن الآن فى أمس الحاجة إلى تطويع رسالة الفن فى ربوع مصر، وليرعى صندوق «تحيا مصر» سلسلة من القوافل والحفلات الفنية لكبار النجوم فى ربوع البلاد، يعود عائدها إلى بناء مستشفيات ودور أيتام وفصول مدرسية وإطلاق غارمات، وتزويج فقيرات، نربح كثيرًا، نحوز الحسنيين، إشاعة الفن يحارب الإرهاب، وإشاعة التكافل الاجتماعى يقوى عزيمة المصريين.   
 
وفى الأخير، أزيد أستاذنا حلمى التونى وأضيف إليه من الحزن بيتا، ليتهم فحسب يسددون حق الدولة فى ملايينهم، قائمة المتهربين من دفع كامل الضرائب على كامل الأجر تطول، وهناك قضايا تهرب ضريبى مسكوت عنها طويلًا، وعقود الحفلات والمسلسلات والأفلام يعلم الله كيف تحرر بأجر غير الأجر، عرف معروف عند الكثير إلا نفر من المحترمين، يسددون حق الوطن فى أموالهم على داير مليم، ويعتبرونها من الشرف والأخلاق ومن رسالة الفن.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة